Image

«مخيم الهول».. قنبلة «داعش» الموقوتة

توالت خلال الأيام القليلة الماضية معلومات عن إحباط عمليات تهريب لتنظيم «داعش» الإرهابي في «مخيم الهول» شمال شرق سوريا ما دفع للمطالبة بضرورة تشديد الرقابة على المخيم الذي أصبح بمثابة «قنبلة موقوتة».

فبعد إعلان قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا إجهاضها لعملية هروب جماعي، عبر شاحنة اختبأ فيها نحو 55 فرداً من عائلات التنظيم، بينهم 39 طفلاً و17 امرأة، تم اكتشاف شبكة أنفاق داخل مخيم الهول حفرها أعضاء التنظيم لتنفيذ عمليات هروب ونقل أسلحة ورسائل من المخيم وإليه.

وقالت مصادر أمنية إن هذه الخنادق والشبكات استُخدمت من قبل خلايا لـ«داعش» في عمليات تهريب البشر وتنفيذ جرائم قتل ومحاولات اغتيال، وبحسب التحقيقات، فإن الخندق يوصل أحد قطاعات المخيم بالسور الخارجي، ومنه للهروب إلى المناطق المحيطة ببلدة الهول المجاورة.

وحذر خبراء أمنيون من أن «مخيم الهول» يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار والتشظي في أي لحظة، خاصة في ظل وجود خروقات أمنية، ونجاح «الدواعش» في تنفيذ عمليات هروب، وتواصل مع خلايا التنظيم وعناصره خارج المخيم.

إبراهيم شيخو، الناطق الرسمي لمنظمة حقوق الإنسان السورية في عفرين، قال إن المخيم يضم آلاف العائلات لأفراد تنظيم «داعش» الإرهابي، و80 % من سكان المخيم هم من الأطفال والنساء، ويضم نحو 60 ألف شخص من مختلف الجنسيات أبرزهم سوريون وعراقيون.

وأضاف شيخو في تصريحات لـ«الاتحاد» أن كثيراً من الدول ترفض استلام رعاياها الموجودين في المخيم بسبب انتمائهم لتنظيم «داعش»، مشيراً إلى تكرار حوادث القتل بالمخيم من قبل نساء «داعش»، مؤكداً أن أطفالاً تم تجنيدهم يشكلون خلايا وعناصر خطرة كونهم تربوا على فكر إرهابي.

وأشار إلى أن «هناك صعوبات كبيرة في إعادة التأهيل الفكري في ظل حالات القتل والاغتيال وتهرب الدول من مسؤوليتها تجاه رعاياها»، مؤكداً أن هذا الموضوع يحتاج إلى إعادة تأهيل على المستوى التعليمي والنفسي وإخضاعهم لدورات تدريبية في سبيل إعادة تأهيلهم وإزالة الفكر الأسود القاتم داخلهم حتى يصبحوا في خدمة المجتمع بدلاً من تدمير المجتمع.

بدوره، قال الباحث السوري هيثم السعدي إن الفترة الحالية تحتاج إلى عمل المزيد من التدريبات والإخضاع النفسي لسكان المخيم الذي أصبح ملاذاً لمن نزحوا من إرهاب «داعش» أو من كانوا يعيشون في نفس مناطق سيطرته وبالتالي أصبحوا منتمين فكرياً له ولتصرفاته.

وأضاف السعدي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «هناك أمرًا مهماً هو عدم رضا الدول المنتمي إليها كثير من الموجودين في المخيم من استقبال ذويهم ورعاياهم باستثناء بعض الأطفال الذين عادوا بالفعل إلى بلدانهم»، مشيرًا إلى أنه من الصعوبة على سوريا في الوقت الحالي أن تتحمل هذه «الألغام الفكرية».