
قصف ميناء رأس عيسى.. نقطة التحول في المواجهة الأمريكية الحوثية
كشفت وكالة "رويترز" للأنباء في تقرير حصري، اليوم الأربعاء، أن قصف الولايات المتحدة لمحطة وقود ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غرب اليمن في 17 أبريل/نيسان 2025، شكّل نقطة تحول استراتيجية في المواجهة مع جماعة الحوثي، ودفَع الأخيرة للبحث عن مخرج من الهجمات الجوية الأمريكية المتصاعدة.
وبحسب الوكالة، فإن الغارة الأمريكية التي استهدفت الميناء، الخاضع لسيطرة الحوثيين والمطل على البحر الأحمر، كانت ضربة قاصمة لقدرات الجماعة الاقتصادية، وأثّرت بشكل مباشر على تمويل عملياتها العسكرية.
ضربة موجعة.. وتراجع سريع
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله:
"نقطة التحول بالنسبة للحوثيين جاءت في 17 أبريل عندما استهدفت الولايات المتحدة محطة وقود رأس عيسى. هذا أضرّ بقدرتهم على تنفيذ العمليات وتوليد الإيرادات".
ويعد ميناء رأس عيسى أحد أهم الموانئ النفطية في اليمن، ويستخدمه الحوثيون لتمويل جزء كبير من أنشطتهم عبر استيراد وبيع المشتقات النفطية في السوق السوداء. وقد أدى استهدافه إلى وقف عمليات التفريغ ومنع دخول السفن، مما تسبّب في أزمة وقود خانقة بمناطق سيطرتهم.
انهيار اقتصادي.. وبدء اتصالات سرية
ووفقاً لتقرير "رويترز"، فقد بدأت جماعة الحوثي، في مطلع مايو الجاري، أي بعد أسبوعين فقط من استهداف الميناء، اتصالات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بهدف التوصل إلى مخرج من التصعيد الأمريكي. وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين للوكالة أن قادة الجماعة "لم يعودوا قادرين على التحمل أكثر"، في ظل الخسائر الاقتصادية والتدهور السريع في مواردهم.
وأوضح اثنان من هؤلاء المسؤولين أن المحادثات غير المباشرة بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من مايو، ما يعكس تأثيراً فورياً ومفاجئاً للضربات الأمريكية.
مفاجأة للمخططين الأمريكيين
ما أثار دهشة المراقبين وصناع القرار في واشنطن هو سرعة تراجع الحوثيين. حيث كانت التقديرات تشير إلى أن الحملة الجوية الأمريكية ستستمر لعدة أشهر قبل أن تضطر الجماعة لتقديم تنازلات. إلا أن الواقع جاء مغايراً، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً على هشاشة البنية الاقتصادية للحوثيين رغم سنوات من التوسع العسكري.
خلفيات التصعيد الأمريكي
يُشار إلى أن الضربات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين تصاعدت منذ مطلع العام، على خلفية هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر واستهدافهم للمصالح الغربية. وتركّزت الغارات على المنشآت الحيوية ومراكز الإمداد اللوجستي، في محاولة لإضعاف قدراتهم وإجبارهم على وقف عملياتهم التي تهدد الملاحة الدولية.
خاتمة:
تكشف التطورات الأخيرة عن تحول كبير في مسار المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين. فبينما كانت الجماعة تراهن على استنزاف طويل الأمد، جاءت ضربة رأس عيسى لتقلب الموازين، وتدفعهم نحو مراجعة الحسابات والبحث عن وساطة إقليمية للخروج من المأزق.
ولا يزال المستقبل غامضاً، إلا أن الأيام المقبلة قد تحمل تغييرات جوهرية في المشهد اليمني، خصوصاً إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والعسكرية بهذا الزخم الأمريكي.