بعد 5 أعوام انقلاب.. تعز بين خذلان العسكري ونفاق السياسي وتضحيات المقاوم..!

04:25 2019/05/31

خمسة أعوام مرت من عمر الحرب التي أشعلها إنقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة، وقيادات محافظة تعز الشرعية تستمر في إطلاق معارك وهمية يستشهد فيها المئات ويجرح مثلهم.

وبهدف إستكمال تحرير المحافظة من الميليشيات، تذهب قيادة المحافظة والمحور العسكري للبنك المركزي اليمني وتستلم مبالغ تتراوح من 3 الى 5 مليار يمني سنوياً تحت بند التحرير، وطول تلك المدة الزمنية لا هي التي حررت ولا التي انتجت حلول لمعانة المواطن، ولا هي التي عصمت دماء المقاومين.

صحيح ان الحديث عن تعز المحافظة والمدينة في هذا التوقيت كالسير في حقل الغام عسكرية و سياسية وإنسانية ، فلا الكلام عن مأساة المواطن اصبح حافزاً لقيادات الشرعية لتتخذ قراراً جدياً وصارماً لتحريرها بالسلاح ، ولا كشف جرائم ميليشيات الحوثي صار دافعاً نحو تسوية سلمية ، ولن تمنح مكاشفة الرأي العام بمساوئ حكامها الفعليين (حزب الاصلاح) واذرعه العسكرية قدرة شفاء غليلك مهما تحدثت ، وأما تضحيات خيرة شبابها وفتياتها المقاومين مدنيين وعسكريين لم تكن يوماً سبباً حقيقيا لإحساس تجار الحروب ومقاولي الدماء ممن خلقتهم الحرب بالخجل والعار.

مؤخراً اعلن اللواء سمير الصبري قائد المحور اطلاق عملية عسكرية واسعة اسميت "قطع الوريد" ، وبحسب وصفه فأنها لن تتوقف حتى تطهير تعز من الحوثي ، ومنذ ايام اشتعلت الاشتباكات المتقطعة شرقي وشمالي وغربي المدينه، حيث سقط حتى الان ما يربوا 20 شهيدا،  وبين هذا الضجيج ارتفعت الايدي والعاواطف وأمال المواطنين مستبشره خيراً بهذه الخطوة ، لكنهم وفي ذات الوقت يبدون غير مترددين في طرح تخوفاتهم المشروعة من تكرار سيناريوهات الاعوام السابقة حول (المعارك الوهمية)

وفي هذه اللحظة نراقب لسان حال كل ابناء تعز  القائلة ستبقى ميليشيات الحوثي وكل من تحالف معها مقام المجرم الابدي الأول بحق تعز، وستبقى قيادات تعز العسكرية وسلطة الامر الواقع حزب الإصلاح موضع الاتهام  ما لم يوجهة سهامة نحو الحوثي ، ويبتعد عن معارك الداخل وتحرير المحرر.

كما سيقولون بما ان الوقت حان لتحرير تعز واعلنت المعركة ، فأن كل من يتردد عن تحقيق الهدف من قيادات السلطة المحلية في موضع الخائن مالم نرى عملية عسكرية جادة في لتحريرها من الحوثي  بعد استلام الخمسة مليار ريال يمني و اطلاق شعار #قطع_الوريد والتوجهة نحو الجبهات الشمالية والغربية والشرقية من المدينة والمحافظة مقابل التضحيات التي يقدمها الابطقال المقاومون في الجبهات وسقوط عشرات الشهداء والجرحى ، وتسجيل انتصارات حقيقية وسقوط مواقع في يد الالوية العسكرية الشرعية في تعز.

وهكذا يرى ابناء تعز الواجب العسكري قائلين: على الاقل نريد انتصارات كالتي في الضالع ، نريد تامين تعز المدينة من مخاطر القصف العشوائي التي تشنه ميليشيات الحوثي على المدنيين ليل نهار ، نريدهم ان يندحروا الى اطراف المحافظة حتى يتوقف نزيف الدم كل يوم بالمجان ، فأن لم نحصل على هذه الانتصارات وهذا الهدف ، حينها سنثق انكم اللعنة الابدية التي اصيبت بها تعز.

فعلى مدى الأعوام الخمسة وميليشيات الحوثي من جهة ومقاومة تعز (حزب الإصلاح) من جهة اخرى يتبادلون اطلاق القذائف والقناصات وكأنهم في سباق حصاد أرواح الاف الابرياء، مطبقين الخناق على منافذ المدينة، الشمالية والشرقية والغربية ، تاركين المواطن يتجرع ويلات الحصار المفروض بالتراضي، فيما تفصل عدة كيلو مترات طرق تنقل المواطنين التي كانت تأخذ قبل الحرب اقل من 30 دقيقة ، وبتكلفة 200 ريال ، من داخل المدينة والى خارجها والعكس ، باتت اليوم تأخذ اكثر من 5 ساعات وبتكلفه لا تقل عن 6 الف ريال، وعليه يمكن القياس على بقية الشرائح فالتاجر سابقاً كان ينقل بضاعته الكبيرة على سيارات الشحن بما لا يتحاوز 20 الف ريال ،من مدخل المحافظة الشمالي الشرقي وحتى منافذها الجنوبية ، صار اليوم يدفع 100 الف ريال، وبالتأكيد هذه الفوارق تضاف الى رصيد المواطن.

مالم ينتهي كل هذا ستظلون تجار الحرب الاقذر على الاطلاق بحق ابناء تعز.