حزب الإصلاح وعبث المليشيات وحكم العصابات في تعز..!

05:33 2020/02/18

منذ عام 97 بعد خروج الإصلاح من تحالف السلطة مع نظام صالح، بما في ذلك فترة المعارضة الجزئية من عام 97 إلى عام 2003، ثم في إطار اللقاء المشترك، لم يكن الحزب ليفوت أي حالة فوضى أو انفلات إلا ويصدر موقفاً إزاءها من فروعه المحلية أو من قمة هرمه، ويحمل السلطة المحلية أو قمة هرمها أيضا المسؤولية.
 
ثم يحدث كل الذي يحدث في تعز ولا يتخذ الحزب موقفاً من كل الجرائم التي تحدث من حروب العصابات في الشوارع وقتل المدنيين بالشوارع، وانفلات العسكريين، والجرائم والانتهاكات التي تحدث من تصفية جرحى داخل المستشفيات إلى وفاة معتقلين داخل المعتقلات إلى سجون سرية إلى غياب منظومة دولة.
 
ويكون الموقف الذي ينطقه هو نفي أي علاقة له بالسلطة، ويتحدث بعبارات إنشائية عن الدولة وأجهزتها ومسؤوليتها، وعن التعددية والأحزاب، وكونه حزباً لا علاقة له بالجيش ولا بالأمن ولا بالسلطة المحلية.. ولا بالمفصعين! ثم يريد منا أن نصدق.
 
السلطة، أي سلطة، تجعل الحاذق سخيفا، حتى في أرضه وبين جمهوره، وقد يصبح مطية للعصابات والمجرمين، ويدافع عنهم ويتستر عنهم بعلم أو بدونه.
 
أقله أصدر موقفاً بربع موقفك أيام دولة صالح من جرائم أصبح بعضها أضعاف ما كان يرتكب أيام النظام الذي انتفضنا عليه جميعا..
 
ما يحدث في تعز يدل أنه لا يوجد دولة ولا رجال دولة ولا أي أساس أو توجه لحضور الدولة.
 
تركوا الصغار يعبثون وهم يتفرجون، يعبثون ويكبرون ويستمرئون الضخامة وغياب المحاسبة والعدالة وأدوات الدولة حتى أصبحوا عصابات عصية على التطويع وخارج إطار السيطرة الهشة.
 
السيطرة بالمعرفة والوجاهة والقرابة والوعود بعدم وجود أي تبعات، وأن السجن والايقاف ليس سوى استراحة مرفهة في الشرطة العسكرية لأيام، بعدها العودة أكثر قوة ودعما ونفوذا
تركوا عصابات مسلحة تتشكل وكل عصابة لديها غطاء من الدولة المزعومة حتى اتسع الخرق على الراقع.
 
أصبح الجندي يشحن بندقه على قائده إذا اختلفوا على مستحقات..
يُقتل الأبرياء وسط الاشتباكات بين الأمن و"الخارجين عن القانون" أو بين هؤلاء الخارجين بعضهم البعض فيقتل مدنيون، يتحملون ذنبهم أنهم تواجدوا في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ..
 
الأمن والحملات أصبحت مهمات خاصة لا تنفذ أي مهمة إلا بميزانية، وتنتهي المهمة بانتهاء الميزانية.
 
التعزي أفشل الناس حكماً لمحافظته ومنطقته وأبناء المنطقة أقل الناس ثقة وتعاوناً معه.. بيد أنه قد ينجح في مهمات أعظم خارج أرضه وجمهوره..
 
وهو كذلك أكثر انقيادا وتقديرا لقيادات من خارج إطاره الجغرافي، والتزاما لها.
 
باختصار.. يكرسون لتعز حالة فوضى وحكم عصابات، أما الدولة فليست أكثر من شعارات كاذبة خاطئة تكذبها الأحداث والجرائم المتكررة كل يوم والإفلات من العقاب واقتحام مستشفى الثورة المتاح لكل عربيد، مقابل عجز هذه الدولة عن حماية الجرحى بداخله كأسوأ مظاهر الفوضى وغياب الدولة وغياب الأخلاق والمسؤولية والمعرفة والثقافة وأبسط أبجديات الحضارة..
 
علينا أن نتغنى بالدولة والثقافة، فيما كل الممارسات على الضد القاتل منها..
لنتغن فلعل هذا التغني وحده يأتينا بها..
 
وهذا هو الجنون السخيف بحد ذاته.
 
* من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك