في ذكرى ما تسمى جمعة الكرامة

12:12 2022/03/18

في الذكرى الحادية عشرة لما يسمى جمعة الكرامة نتساءل: أين هم أبرز قادتها الآن؟ وهل قتل منهم أحد؟ وماذا جنوا بعد تغريرهم للشباب بشعارات ووعود لم يتحقق منها شيء إلى الآن  ولم يستفد منها أحد من شباب ساحات التغيير كما يسمونها؟ وهل نفذت الوعود التي كان قادة الساحات يعدونها للشباب الثائر، الطامحين لغد أجمل ووظائف وحياة لم يجدوها؟ ولماذا حول أولئك "القادة" أحلام الشباب إلى فوضى عارمة ذهبت بنظام وجيش ودولة وأصبحت البلاد بعد ذلك تحكمها المليشيات والجماعات المسلحة؟ 
أما قادة تلك الساحات فهم الآن خارج البلاد ولديهم أرصدة في البنوك ويعلمون أولادهم في أرقى الجامعات. فبعدما نفذوا ما طلب منهم خرجوا من البلد خوفا من ردة فعل الشباب الذين بدأ الكثير منهم يعون الخطأ الذي وقعوا فيه وغرروا على إثره. هم الآن يعلمون أن الوعود التي وعدوا بها لم تنفذ فهي مجرد شعارات يراد منها تنفيذ اجندات لا يستفيدون منها شيئا سوى بصمة العار التي سوف تلاحقهم جيلا بعد جيل. 
الآن نسأل شركاء الساحات الذين فشلت ثورتهم المزعومة بالنسبة لجماعة الحوثي الإرهابية: هل أسقطتم الجرعة؟ أم أن الجرعة في الواقع تضاعفت إلى جرعات يتجرعها المواطن اليمني من ارتفاع ملحوظ لأسعار المشتقات النفطية وكذلك بالنسبة للمواد الغذائية؟
لقد أصبح المواطن اليمني لا يجد قوت يومه، والموظف بدون راتب يا من كنتم تتطلعون إلى زيادة الرواتب ووظائف ووعود زائفة.
فهل نفذت الوعود؟ وأين هم من كانوا حطبا لتلك النار المشتعلة في ساحات التغيير كما يسمونها؟ أين هم الشباب الحطب؟
من الملحوظ لمتابعي المشهد اليمني أنه قبل انعقاد جلسة لجامعة الدول العربية زج قادة ساحات التغيير بالشباب لما تسمى جمعة الكرامة. وكيف أن إطلاق هذا الاسم عليها كان لغرض مبيت. فقادتها البارزون مثل توكل كرمان والجنرال العجوز كانوا يعلمون ما هو السيناريو وماذا سيحدث من قتل  لشباب الساحات ومن هو المنفذ ومن المستفيد من جمعة الكرامة، كانوا كل أسبوع يتوسعون في الساحات ويضيقون على الناس حركتهم؛ حيث تم  إغلاق عدة محلات تجارية في عدة محافظات في الجمهورية واضطر المواطنون للدفاع عن محلاتهم وبيوتهم من النهب والسلب.
وفي ظل تلك الفوضى العارمة، نفذت قوات الفرقة الأولى مدرع المهمة التي أوكلت لها بقتل لشباب الساحة في صنعاء، وكانت الكاميرات تصور ما يحدث. فحدث ما أراد قادة الساحات له أن يحدث وما خطط له وما دبر بليل من قبلهم من أجل إسقاط نظام ودولة وجيش. 
بعد ذلك ذهب البلد إلى الهاوية. وإلى الآن لاتزال اليمن في حروب وصراعات وأزمات. فكان المتضرر الأكبر  من تلك الثورة المزعومة هو المواطن اليمني.