الوحدة وجدت لتبقى

07:50 2022/05/21

نعم وترليون ألف نعم. الوحدة وجدت لتبقى، ويجب أن يحافظ عليها اليمنيون بحدقات أعينهم، هكذا قالها الزعيم الراحل علي عبد الله صالح ، وبكل شموخ وثقة بأنها ستبقى، وأن اليمنيين لم ولن يقبلوا إلا أن تبقى، شاء من شاء وأبى من أبى. يحتفل اليمنيون بعيد الوحدة الثاني والثلاثين رغم كل الإرهاصات والمشاكل والمكايدات والحرب وأصوات النشاز التي تنطلق هنا وهناك تحت تأثير السياسية والمال والمصالح الضيقة التي يبحثون عنها من وراء سباحتهم عكس تيار الإجماع الوطني وعشق وحب اليمنيين للوحدة اليمنية التي جذورها مغروسة في أعماق قلوبهم، ولن يستطيع أحد انتزاعها وتدميرها وزعزعة هذه الألفة والمحبة بمثل هكذا نزعات مصالحية تنتهي بمجرد أن تتحقق تلك الأهواء غير الوطنية والانتماء. اليمن واحد، والواحد لا يمكن أن ينتظر من آخرين لكي يفرقوه أو حتى ليوحدوا الواحد. أصلا ومنذ الأزل والشعب اليمني موحد أرضا وإنسانا، ولا يمكن لبراميل التشطير التي اصطنعها الاستعمار وقوى الهيمنة العالمية أن تقنع اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا أنهم شعبان ودولتان. وما قيام الجمهورية اليمنية في 22 من مايو 1990 إلا لإزالة براميل التشطير التي كانت تعيق حركة المواطن اليمني، وليس لتوحيد شعب واحد تربطه ببعضه روابط الأخوة وصلة الدم والقرابة والتراث والحضارة والمصير المشترك. نعم وترليون صوت، أنا يمني من كل شبر اسمه اليمن، ولن يستطيع كائنا من كان أن يجزئ أو يشطر اليمن، لأننا عدنا والتقينا بعد عذاب من الفرقة والشتات السابق. وعندما يلتم الشمل وتلتقي الأسرة لا يمكن أن يفرقها أحد أو يفك ارتباطها، مهما كانت قدرته ومكانته وإمكانياته. لا ننكر أن الأمواج المتلاطمة والحرب القاسية قد نالت من الشعب اليمني وأرهقته وأدخلته في متاهات الجوع والفقر والعوز والحاجة والفاقة والضعف، نتيجة تلك الأمواج والمخاطر. وهو، وأعني الشعب اليمني، قادر على تجاوز كل هذه المشاكل والمصاعب، وهو أيضا قادر على تحملها ومواجهتها مهما طال الزمن. ولكنه عصي على أن تجبره مثل هذه الظروف للتخلي عن وحدته وأرضه وواحديته والعودة إلى ما قبل 22 مايو، لأنه يعلم يقينا أن التفريط بالوحدة يعني العودة للذل والمهانة والعذاب والحرمان والقتل والحصار والتشرذم، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يبقى اليمن بقوته وعزته وشموخه في ظل الوحدة. صحيح، تأتي هذه الذكرى السنوية واليمنيون يعانون من ويلات الحرب وتوالي وتعدد الأزمات والمعاناة ويأتي الاحتفال باهتا وخافتا ربما بسبب أن اليمنيبن أرهقتهم الحرب والحصار وجارت عليهم الظروف؛ لكن تلك المعاناة لا يمكن أن تقف حائطا منيعا أمامهم في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة العظيمة من تاريخ الأمة اليمنية والعربية والإسلامية على حد سواء. إنه تاريخ وذكرى التئام ووحدة جسد الأمة اليمنية وعودة الروح إليه، وةن قلوبهم ترقص فرحا بذلك العيد الوطني، وإن كان بصمت، إيمانا بأنه ما وقر في القلب فهو أعظم إيمانا وفرحة وأبلغ تعبيرا وحبا لليمن الواحد أرضا وإنسانا. نعم، يحتفل اليوم اليمنيون شبابا ورجالا وكهولا، أطفالا ونساء، رغم كل شيء، بعيد الوحدة اليمنية المباركة، عيد الأعياد، عيد اليمن السعيد والذي يعد واحداً من أهم الأعياد الوطنية لليمن واليمنيين. إنها الذكرى والعيد الوطني الثاني والثلاثون لإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990. التاريخ واضح ولا يحتاج إلى توضيح وشرح، وما قاله الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض يوم توقيع اتفاقية استكمال الإجراءات الدستورية ومواءمة القوانين قبل الإعلان عن قيام الوحدة اليمنية بعدة شهور، كان كلاما قويا وواضحا من زعيمين لهما باع كبير في السياسة، وجزما بأن الوحدة قائمة بين الشعبين المشطرين وأنهما بهذه الاتفاقية ليس إلا لإعادة الحق لأصحابه بعد أن أفسده الطامعون والاستعمار، وأن الشعب اليمني شمالا وجنوبا واحد موحد منذ قدم التاريخ. عاشت الوحدة أبية شامخة رغم أنف أعدائها وأعداء الشعب اليمني، وبالروح بالدم نفديك يا يمن. نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك