أرباح وخسارة سبعة أعوام من الحرب

04:08 2022/06/27

عند النظر إلى حجم ومستوى المكاسب والخسائر التي تحققت من الحرب الحالية، فإن الشعب اليمني بشكل عام وبكامل شرائحه وفصائله وأحزابه ومكوناته يعتبر الخاسر الأول والأخير في هذه الحرب الكارثية التي أهلكت مقدرات دولته ودمرت منشآته واقتصاده، وعقدت معيشته وعكرت صفو حياته وقيدت أعماله وتحركاته وأخرت مستوى نهضته وتقدمه وازدهاره.
هذه النتيجة العامة للحرب اليمنية يتم قياسها بمنظور كلي وبصفة إجمالية تختلف عن النتيجة الخاصة التي تقاس من مسافة أقرب وبمنظور شخصي وبصفة دقيقة وتفصيلية، والتي يصنف فيها المجتمع اليمني الى صنفين: الأول يمثل القلة القليلة من تجار الحرب والدماء من قادة الجماعات والأحزاب التخريببة وهم من يستغل الحرب للتجارة والاستثمار ويجني منها المكاسب والأرباح، والصنف الثاني يمثل الغالبية العظماء من أبناء الشعب اليمني وهم من يضحون بالدماء ويخسرون المال والوقت والعمل والأمن والاستقرار ويقدمون الأرواح والجرحى والشهداء.
اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة أعوام من هذه الحرب القاتلة، نشاهد المستفيدين منها في العاصمة صنعاء يمتلكون العمائر المرتفعة التى تناطح السحاب، والتي عجز أن ينفذها أكبر المستثمرين والتجار في وضع الأمن والرخاء والاستقرار، ونشاهد غالبية سكان العاصمة وغيرها من المدن الشمالية في وضع متدن وفي حالة سيئة وبدون عمل أو دخل أو مرتبات.
ونشاهد المستفيدين من هذه الحرب في العاصمة المؤقتة عدن وفي مدينتي مأرب وتعز يمتلكون الفلل المنحوتة من أغلى الأحجار المشهورة ويمتلكون شركات الصرافة والأدوات ومؤسسات التجارة والاستثمار  والمقاولات.
اليوم وبعد أكثر من سبعة أعوام من الخراب والدمار، يعيش الشعب اليمني في حصار داخلي وخارجي وفي وضع اقتصادي متدن وحالة مأساوية يسودها الفقر والجوع والمرض، ويعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم. وفي المقابل الآخر يعيش المستفيدون من الحرب والمسيطرون على ثرواته وايراداته في أفضل الأوضاع المعيشية ويمتلكون أبراجاً وشركات ومدنا سكنية وسياحية والعديد من الاستثمارات في مختلف دول العالم، وعلى رأسها دول الخليج وإيران ولبنان والقاهرة وتركيا.