المعيار الولاء المطلق وليس الكفاءة والأهلية

مجلس القضاء الأعلى في صنعاء يفصل اليوم قاضيين، ويوقف ترقية آخرين! يبدو أنهم بدأوا فعلًا في الإجراءات العقابية للسلطة القضائية، بعد موجة الإضراب التي شهدها القضاء الشهر الفائت، لهذا أعتقد بأنهم سيتخلصون من كل صاحب منصب أو قرار أو مركز سلطوي يعيقهم أو يشارك في إعاقتهم.

بالمناسبة، أنا أعرف دكتور أكاديمي تم الاستغناء عنه عقب فعالية رسمية لم يشارك فيها بترديد الصرخة، وقبله مدرس حكومي في دورة تدريبية لم يعطوه مستحقاته المالية التي أعطوها لبقية المشاركين، لأنه لم يكن يشارك في ترديد الصـرخة نهاية كل يوم. 

هذا هو المعيار الحقيقي في الكفاءة والمناصب.. الولاء المطلق، والانتماء العقائدي الصريح، لهذا السبب لن يتم إقالة وزير الصحة بسبب موت أطفال مركز السرطان بمستشفى الكويت، لن يقيلوه، ولن يستقيل، ولن يتحمل أيّ مسئولية على الإطلاق، لأنه منهم، وانتماؤه لهم، وكفاءته موثوقة بهم، وولائه مطلق عليهم، ومصيره مرتبط بمصيرهم، وعليه ستبقى المناصب والمعايير المنظمة لاختيار الكفاءات بناءً على هذه المسلمات، الولاء المطلق، ولا شيء سواه، ولو مات ألف طفل في كل ساعة!