ما الذي يحدث يا شرعية الهوان؟!
بون شاسع بين شرعية العام 1994 وشرعية العام 2015، بل ولا مقارنة على الإطلاق بين شرعية قضت بحزم وبسرعة على تمرد كاد يفتك بجسد الأمة اليمنية ويعيد تشطيرها إلى نصفين، وشرعية كساح منذ اليوم الأول لم تستعد شبرا من المتمردين، وليس ذلك فحسب بل وسلمت لهم المزيد من الأراضي التي كانت تحت سيطرتها. شرعية رفضت أي تدخل أجنبي وحسمت الأمر خلال أشهر، وشرعية استعانت بالخارج والإقليم والمجتمع الدولي ومضى عليها حتى الآن أكثر من تسع سنوات وهي تراوح مكانها وتتعامل بكل استهانة ولامبالاة، وليس ذلك فحسب، بل واستمرأت الهوان إلى درجة أنها رضيت أن يكون مقرها فندقا أو جناحا في قصر.
ما الذي يحدث يا شرعية الهوان؟ وإلى أين أوصلنا هوانك وفسادك؟
ندري أن مثل هذه التساؤلات لا تعنيك من قريب أو بعيد، لكننا كيمنيين رافضين ومقاومين لانقلاب مليشيا الإرهاب الحوثية نخجل جدا من أنك تمثليننا أو تمتين إلينا بأي صلة من قريب أو بعيد. نخجل مما أوصلنا إليه هوانك وانهزاميتك وارتهانك لمشاريع التفتيت والتقسيم.
فساد طافح كالمجاري ومزكم كروائحها وسبب لتجمع المزيد من البعوض والحشرات السامة، لا فرق بين مجلس قيادة ومجلس نيابي ومجلس وزاري، فكلها مجالس فساد وإفساد ورهن وارتهان.
يتحدث مسؤولوك عن فساد من الضروري محاربته، وهم يلبسون ويركبون ويسكنون أبذخ مما يمكن أن يفعله كبار أغنياء العالم.
يتحدثون عن الجوع وكروشهم منتفخة تغطي كل شيء أمامهم، وعن فقراء وهم لا يرون من خلف نظاراتهم أحدا.
لقد ابتلانا الله بمسؤولين من صنف عجيب غريب، وبشرعية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أكبر معضلة أمام تحرير اليمن من الحوثي، وأنه -أي الحوثي- حريص على بقائها أكثر من حرصها هي على ذلك، وأنها هي والحوثي وجهان لعملة واحدة: تقسيم وتفتيت اليمن.