Image

مليشيا الحوثي حوَّلت الحديدة من سلة غذاء اليمن إلى صندوق ضخم لتمويل نشاطها الحربي

تعتبر  الحديدة من أهم مدن اليمن، فهي المنجم الذي حرصت مليشيا الحوثي السيطرة عليها وعدم التخلي عنها مهما كان الثمن ، ساندها في ذلك ما يقول عنه المليشيا، أعداء، وهم الأمريكان والبريطانيين الذين وقفوا حجر عثرة أمام الجيش الوطني بخصوص تحرير هذه المحافظة التي كادت أن تسقط لكن الأمريكيين والبريطانيين منعوا ذلك حفاظًا على ربيبتهم مليشيا الحوثي التي تُظهر  العداء لأمريكا وبريطانيا ويخفون محبتهم وتعاونهم الدائم معهم ، لهذا أبقت الحديدة تحت سيطرة هذه المليشيا باعتبار الحديدة الكنز الحقيقي الذي يفرخ لمليشيا الحوثي الدعم الكامل من إيرادات  الأموال والطريق السهل لتهريب السلاح والمكان الآمن لممارسة طغيانهم وجبروتهم.

توصف الحديدة بـ"رئة الحوثي" على البحر الأحمر ومنجم ذهبه وتقع إلى الغرب على بعد 226 كيلومترا، وتضم نحو 26 مديرية، اثنتان منها محررة فقط، والبقية تخضع لسيطرة المليشيات بما فيها ميناء الحديدة أهم موانئ اليمن.

الحديدة أعلى مستويات الفقر في اليمن

مليشيا  الحوثي حوَّلت الحديدة من سلة غذاء اليمن إلى صندوق ضخم لتمويل نشاطها الحربي حتى غدت المحافظة من أفقر المحافظات على مستوى البلاد، ويعيش سكانها في جحيم حقيقي.
الإحصاءات الأممية تشير إلى وصول معدل الفقر في الحديدة إلى 80%، وصنفها تقرير مؤقت للأمن الغذائي لعام 2019 بأنها ذات أعلى مستويات الفقر في اليمن.

تطل الحديدة على شريط ساحلي طويل غني بالأسماك والأحياء البحرية كماً ونوعاً، لكن مليشيات الحوثي تحظر الصيد في 19 موقعًا ساحليًا، وتستغل 8 مواقع أخرى في النشاط والتهريب وتعد مناطق عسكرية محظورة، ما هدد سبل العيش لأكثر من 330 ألف صياد.

كذلك، أغلقت مليشيات الحوثي أجزاء واسعة في شرق جزيرة كمران، ورأس عيسى بشكل دائم، كإجراءات احترازية بين حين وآخر، وتصل إلى حد منع مغادرة قارب الصيد للعمل في البحر في منطقة القيم وساحل العرج في مديرية باجل، ورأس عيسى، والصليف، وساحل الهارونية، وابن عباس في مديرية المنيرة.

كذلك، تمنع قوارب الصيد في مديرية اللحية، التي ترسو في بحر السر وصيادي الخوبة الساحلية في مديرية اللحية، من مغادرة السواحل بين الحين والآخر، وتمنع الصيادين من الاقتراب من جزر طفقاش، ولبوان، والبوادي، وكتامة، وعكبان صغير، و"عكبان كبير"، وفقا لذات المصادر.

مزارع تحوَّلت الى معسكرات

وعلى مستوى الزراعة، تحتل هذه المحافظة المركز الأول بين محافظات الجمهورية في إنتاج بعض المحاصيل وبنسبة تصل إلى 28.6% من إجمالي الإنتاج، إلا أن الكثير من المزارع تحوّلت في زمن المليشيات إلى معسكرات مفتوحة.

ومن هذه المزارع التي تحولت إلى معسكرات "وادي زبيد" والحجيلة، ومحمية برع، ومنطقة ما بين السخنة ومديرية بلاد الطعام ريمة، ومعسكر مزرعة ومركز وادي سردد للأبحاث بالكدن، ومزرعة الشيخ جابر في الحسينية، ومعسكر في منطقة العرج ومعسكر تدريبي في خبت المنيرة ما بين دير عبد ربه وبن عباس، وكذلك معسكرات وادي مور مزارع عيال الشامي، ومعسكرات تدريبية في بني منصور الحيمة، ومعسكر عزلة بلاد الطرف في برع، ومعسكرات خبت النويرة، ومعسكر السلب عبس، ومعسكر المشرافة ومعسكر محمد صالح الأحمر في وادي زبيد بمنطقة معاذ بن جبل".

"200 مليار ريال" في الشهر الواحد

تعتمد الحديدة بشكل رئيسي على موانئها الثلاثة (الحديدة، رأس عيسى، الصليف) في الاستيراد والتصدير والنشاط التجاري، إلا أن مليشيات الحوثي باتت تحصل مقابل الخدمات البحرية فقط في الموانئ الثلاثة على 7 ملايين دولار.

في ميناء الحديدة وحده، كان يصل صافي عائدات الدخل القومي الى أكثر من 120 مليار ريال قبل الحرب، لكنها مؤخرًا ارتفعت لأكثر من 200 مليار ريال في الشهر الواحد، وفق تقارير رسمية..

وتمثل الحديدة مصدر تمويل كبير لمليشيا الحوثيين التي تجني من مينائها مليارات الدولارات سنويا، وهي أموال يستخدمها الحوثي للتنكيل ومحاصرة اليمنيين الأبرياء وقصف سفن الشحن.

وأبرز تلك الأموال التي تفرضها مليشيا  الحوثيين هي رسوم 5 % لصندوق صيانة الطرق، و5 ريالات عن كل طرد و8 ريالات عن كل لتر وقود لصندوق الكهرباء، و31.19 ريال أجور جمارك باللتر الواحد (البيان الجمركي + سند رسمي) و10 ريالات مقابل سند رسمي لعمولة شركة النفط اليمنية على سفن الوقود.

كما تفرض  عصابة الحوثيين 5 ريالات مقابل سند رسمي للمجهود الحربي، و2 ريال مقابل أجور متفرقة في ميناء الحديدة, و 57 ريالا لكل لتر ينهبها الانقلابيون الحوثيون بحجة توريدها لحساب المرتبات، و3 ريالات عن كل طرد و5 ريالات عن كل لتر وقود يدخل عبر ميناء الحديدة لصالح صندوق دعم وتنمية محافظة الحديدة.

تلك الأموال والتي تصل إلى إجمالي 120 ريالًا تحت مسميات مختلفة عن كل لتر وقود أو طرد يدخل عبر ميناء الحديدة، حيث يصل ما تجنيه عصابة  الحوثيين من كل سفينة تقل 750 طنا من الوقود نحو نصف مليون دولار أمريكي.

وهذا بخلاف "الموارد المحلية المشتركة، والإيرادات الضريبية، وبصفة خاصة إيرادات الزكاة والضرائب على السلع والخدمات والضرائب على الدخل والأرباح والمكاسب الرأسمالية، وإيرادات مبيعات السلع والخدمات، وإيرادات الغرامات والجزاءات، وإيرادات التصرف في الأصول غير المالية"، وفقا لتقرير ودراسات دولية.

الحديدة تحتل العدد الأكبر من حيث أعداد ضحايا الألغام

الأكثر من ذلك، نشرت مليشيات الحوثي 88 حقل ألغام في 11 مديرية من بينها 54 حقلاً بلغت مساحتها 268.79 كيلومتر مربع، و36 مساراً ملغوماً بلغ 191.91 كيلومتر في أبشع جريمة يمكن وصفها.


وللعام العاشر، تحتل الحديدة العدد الأكبر من حيث أعداد ضحايا الألغام وعدد الحقول وتوزيعها المكاني، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان الذين كانوا المستهدفين بوجه مباشر، أو ما كان لهذه الحقول من تبعات تسببت في حرمانهم من سبل العيش أو حتى حرية التنقل والسفر بين مديريات المحافظة وجعلهم تحت دائرة المهددين بالموت.

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة رصد للحقوق والحريات في الحديدة، فقد "تسببت الألغام والأجسام القابلة للانفجار في إغلاق 63 منشأة صناعية، وكذا عدم مقدرة وصول ملاكها بسبب تطويقها بحقول الألغام وعدم نزع تطهير أي من تلك المنشآت".

معسكرات  أكثر من عدد المديريات

عسكريًا، ينتشر في الحديدة أكثر من 35 معسكرًا لمليشيات الحوثي، منها 20 معسكرًا ومنشأة تم تشييدها قبل الانقلاب الحوثي أواخر 2014, وأكثر من 15 معسكرًا شيّدها المتمردون عقب اجتياحهم للمحافظة.

وتضم تلك المعسكرات أعدادًا يتراوح بين 2000 و 5000 عنصر مسلح، إلى جانب مجنّدين من أبناء محافظة الحديدة لكن مليشيات الحوثي لا تثق بهم كثيرا وهم بالمئات.

ومن أبرز هذه المعسكرات هو معسكرات" كيلو 7، والورشة الفنية للصواريخ بالصليف، والجبانة الشرقية والغربية، وراس الكثيب، والكلية البحرية، ومعسكر شاليهات القاسمي جوار محطة كهرباء راس الكثيب، والمركز التدريبي لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة كيلو 16، واللواء العاشر حرس جمهوري باجل، ومعسكر ومدرسة الفرقة الأولى مدرع في الضحي".

كذلك معسكرات "قيادة ومعسكر المحور، وخط المطار، وموقع الدفاع الجوي جوار مصنع السنابل، وموقع الدفاع الجوي جوار الدوار والمنصة، ومعسكر اللواء 82 ميكا راس عيسى، ومعسكرات خفر السواحل ميناء الحديدة وميناء الصليف، ومعسكر الشرطة العسكرية خط الكورنيش، ومعسكر النجدة شارع جيزان، والقاعدة البحرية بالكثيب، والقاعدة الجوية بمطار الحديدة".

لهذا السبب لابد من تحرير الحديده

تحوّلت الحديدة إلى منجم ذهب لمليشيا الحوثيين وقاعدة عسكرية متقدمة، يبرز ضرورة إبعاد هذه المليشيات عن جميع مناطق ساحل البحر الأحمر; من أجل جعل باب المندب ومنافذه الحيوية آمنة لحركة الملاحة البحرية، وفق مراقبين.

الحديدة تمثل خط إمداد مفتوح لمليشيا لحوثيين من خلال المناطق الساحلية الممتدة التي تضم أهم الموانئ والحواضر اليمنية والتي تمنح مليشيات الحوثي غطاءً مناسبًا لعمليات تهريب الأسلحة وتخزينها وإطلاقها. فهي تملك ثقلًا بشريًا وصناعيًا  على تحقيق أكبر قدر من التداخل بين البنية العسكرية والبنية المدنية والاقتصادية لتصعيب عملية استهدافها:

وتحظى الحديدة بموقع استراتيجي مطل على أحد أهم ممرات الملاحة الدولية وقد تمكن الحوثيين من تعويض خساراتهم في العتاد العسكري من خلال استمرار عملية التهريب رغم تعرضهم لضربات جوية مكثّفة على مدى سنوات، وهو ما يؤكد ضرورة تحرير سواحل هذه المحافظة.

سقوط الحديدة هو سقوط لصنعاء 
كل هذه الأموال غير المنقطعة تذهب إلى جيوب قادة المليشيا في وقت تحرم الموظفين من مرتباتهم، وتتعامل بأن مرتبات الموظفين الذين كفل لهم القانون والدستور هذا الحق يتعاملون مع ذلك بطريقة أشبه بالمنحة أو المكرمة نصف مرتب كل ستة أشهر بحجة عدم كفاية الموارد المالية رغم أن الحديدة وحدها كافية لتغطية جميع المرتبات والنفقات ، لكن هذا هو اسلوب المليشيا التي يتصدرها تجويع الشعب وتركيعه.

العجيب، الصمت المطبق من قبل الموظفين وجميع المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي رغم معرفتهم أن المليشيا تسيطر بقوة السلاح على ايرادات جميع محافظات  الجمهورية في المناطق الشمالية..

السؤال الذي مازال يسيطر على عقول وأفكار الجميع : متى يمكن أن يتم تحرير هذه المحافظة من قبضة المليشيا؟؟ وهل تعلم الشرعية أن الحديدة بالنسبة للمليشيا الحوثية أهم من صنعاء؟ فإذا سقطت المليشيا في الحديدة ستسقط صنعاء.