Image

أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة في مهمة انقاذ جديدة لمليشيات الحوثي

بدأ ثلاثي الانقاذ "امريكا وبريطانيا والأمم المتحدة" مهمة جديدة لانقاذ وكلاء ايران في اليمن "مليشيات الحوثي الإرهابية"، من السقوط على وقع أزماتها الداخلية ومغامرتها الإيرانية في البحر الأحمر.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تحركات مكثفة لوسطاء السلام الدوليين والإقليميين وعلى رأسهم المبعوثين الاممي هانس غرندبيرغ، والامريكي تيم ليندر كينغ، إلى جانب الدبلوماسية الامريكية والبريطانية، لطرح حلول سلام وفقًا لما يسمى بخريطة السلام السعودية المقدمة للحوثيين عبر الوسطاء العمانيين والمبعوث الأممي.

تصريحات سلام عاجلة
وفي هذا الصدد، أكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينخ في تصريح صحفي خلال زيارته الحالية للمنطقة، إن  دعم واشنطن للسلام في اليمن ما زال كاملًا لكنها لن تتجاهل هجمات الحوثيين على حركة الملاحة، فيما تحدثت مصادر امريكية، بأن واشنطن وطهران تتشاركان الموقف تجاه عدم التصعيد في المنطقة.
وكان المبعوث الأممي أجرى في مارس الماضي مشاورات مكثفة مع مسؤولين امريكيين في واشنطن، أكد خلالها انه اتفق مع الجانب الأمريكي على استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وإيجاد تسوية مستدامة للنزاع في اليمن.
ومع كل تهاوي لوكلاء ايران في اليمن، مليشيات الحوثي الارهابية، تمارس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومن خلفهم الأمم المتحدة، ومجموعة الدول الضاغطة في المنطقة والعالم، مهمة انقاذ للجماعة على حساب الشرعية.

من نهم إلى الحديدة 
ومنذ اقتراب القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من العاصمة المختطفة صنعاء ووصولها إلى تخوم مديريتيّ أرحب وبني حشيش عبر جبهة نهم شمال صنعاء، تدخلت مجموعة الانقاذ بقيادة واشنطن ولندن والامم المتحدة ومارست ضغوطًا على القوات المتقدمة، لمنع تحرير صنعاء، وتبنت مشاورات سلام في الكويت، في ابريل 2016 تحت عنوان مطاطي سمي " بـ"اجتماع اختبار النوايا"، لتبدأ رحلة السلام غير المزمنة والمفتوحة التوقيت حتى قيام ساعة الصفر حتى اليوم.
وما بين العام 2017 و2018، سعت واشنطن ولندن والأمم المتحدة لتقوية عناصر الحوثي من خلال مساندتها ودول أخرى في مواجهة "انتفاضة ديسمبر" التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من استعادة العاصمة صنعاء من الحوثيين، تبعها تقديم الدعم الكامل للحوثيين للوصول إلى الجوف وجنوب وغرب مأرب، بعد سقوط جبهات صنعاء.

انقاذ الحوثي في الحديدة 
وفي ديسمبر 2018، نفّذت واشنطن ولندن والأمم المتحدة، عملية انقاذ للحوثيين هي الاكثر خطورة على اليمن والمنطقة والعالم، والمتمثلة بمنع تحريرها من قبل القوات المشتركة التي وصلت إلى مشارف موانئ المحافظة حينها.
ومن خلال الدعوة إلى عقد اتفاق ستوكهولم في السويد، تمكّنت تلك القوى ومن خلفهم الامم المتحدة من عقد اتفاق سلام وارسال بعثة اممية الى المحافظة، وتم انقاذ الحوثيين مجددًا، لكنها كانت عملية انقاذ غير محسوبة من قبل تلك الدول والأمم المتحدة، والتي بدأت تأثيراتها تنعكس على اليمن والمنطقة والعالم حاليًا من خلال شن الحوثيين هجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتشن مليشيات الحوثي منذ 19 نوفمبر الماضي عشرات الهجمات على السفن التجارية في باب المندب والبحر الأحمر، ما تسبب بكوارث بيئية وتجارية ومالية وغذائية واقتصادية عالمية.

عملية انقاذ عبر هدنة ابريل
وبعد اتفاق ستوكهولم ووقف تحرير الحديدة، استعادة مليشيات الحوثي وايران توازنها في جبهات القتال، وعملت على تقوية شوكتها لتبدأ مغامرة جديدة في جبهات القتال انطلاقًا تجاه غرب شبوة وجنوب مأرب، بمساندة قوى يمنية تمكّنت خلالها من إسقاط ثلاث مديريات غرب شبوة هي " بيحان وعسيلان وعين"، ومديريات "الجوبة، وحريب وجبل مراد ورحبة وماهلية".
وفي مطلع العام 2022، تمكنت القوات المشتركة خاصة العمالقة، من استعادة مديريات بيحان الثلاث غرب شبوة، وواصلت تقدمها نحو مديريات جنوب مأرب لاستعادتها، لكنها اصطدمت بتدخل فريق الانقاذ الثلاثي، لمنعها بإطلاق هدنة ابريل 2022، حيث تم انقاذ الحوثي من السقوط الذي كان وشيكًا.
وبعد الهدنة التي رفضت جماعة ايران، تجديدها حتى اليوم، عملت ايران على مد وكلائها الحوثيين في اليمن بتقنية عسكرية جديدة، مستغلة توقف الغارات الجوية للتحالف العربي، ورضوخ السعودية للتسوية مع ايران بوساطة صينية.
ومكن فريق الانقاذ من خلال هدنة ابريل، الحوثيين من تحقيق مكاسب تمكنها من استعادة توازنها تمثلت بفتح مطار صنعاء جزئيا، وفتح ميناء الحديدة امام الملاحة.
وفي منتصف العام 2023، بدأت ايران ووكلائها في اليمن، تنفيذ عمليات عسكرية باستخدام تقنية ايران العسكرية الجديدة التي تم تزويد الجماعة بها والمتمثلة بالصواريخ الحديثة والمسيّرات، حيث تم استهداف موانئ ومنشآت النفط في شبوة وحضرموت ومنع عملية تصدير النفط والغاز للخارج، وبدأت حرب اقتصادية ممنهجة بحق اليمنيين.

مهمة انقاذ جديدة 
واليوم بعد احتشاد العالم إلى محيط اليمن بحريا، لمواجهة الحوثيين التي تشن هجمات ارهابية وعمليات قرصنة بحق السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تسببت بتداعيات كارثية على اليمنيين اقتصاديا وبيئيا ومعيشيا، وباتت المليشيات تبحث عن مخرج لما تورط فيها لتنفيذ اجندة واهداف ايران في المنطقة من خلال استغلال القضية الفلسطينية، بدء ثلاثي الانقاذ مهمة جديدة لانتشالها من السقوط.
ومن خلال استعادة جهود السلام، انطلق فريق الانقاذ الامريكي والبريطاني والاممي، للبحث عن مخارج لانتشال الاوضاع المتردية للحوثيين وتمكينهم من استعادة قواهم وترتيب اوراقهم الداخلية والخارجية بعد تأثرها نتيجة هجمات البحر وممارسات البر الارهابية.
واليوم يستعد وفد عماني – سعودي بضوء اخضر امريكي – بريطاني – أممي لزيارة صنعاء للمرة الثانية او يمكن الثالثة، للتوصل إلى تفاهمات انقاذ للجماعة، يتم الاشارة إلى انها تشمل وقف الهجمات في البحر، والتوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن بنود انسانية على رأسها صرف المرتبات وفتح الطرق واطلاق الاسرى.
ورغم ان الحوثيين ومن ورائهم إيران سيظلون يماطلون ويكسبون الوقت، من خلال الجهود الجديدة التي تشكل عملية انقاذ جديدة ومختلفة عن العمليات السابقة خاصة وانها تأتي وسط سخط وغضب دولي من الجماعة الإيرانية على خلفية تسببها في ارتفاع اسعار السلع وتدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في كثير من دول العالم، وفي مقدمتها اليمن.

ثورة جياع حتمية
ورغم تلك الجهود الامريكية والبريطانية والاممية لانقاذ الحوثيين، الا ان الوضع المتردي في مناطق سيطرتها  وفي جميع مناطق اليمن، سيقف هذه المرة حائلا امام أي مماطلة او تلاعب او مراوغة من قبل الجماعة خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والانسانية.
وتأتي تحركات التهدئة وسط تداعي الحرب الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بالعملة المحلية، وانهيار الوضع المعيشي وظهور بوادر مجاعة حقيقة، ظهرت علامته من خلال تكدس النساء والأطفال في شوارع صنعاء ومدن أخرى في مشهد ينذر فعلًا بثورة جياع تنتظر وتتحين "ساعة الصفر".
ومن مشاهد الأوضاع المزرية للمواطنين الذين باتوا يخضون حربًا من نوع اخر فرضتها مليشيات الحوثي عليهم والمتمثلة بالمكابدة للحصول على "لقمة العيش ومصاريف رمضان وملابس العيد"، فأن هذه الحرب ستكون سببًا في انطلاق شرارة التحرير واستعادة الدولة والنظام والقانون و الدولة اليمنية.