Image

الموظف في مناطق الحوثي بين الموت والاعتقال

يعيش الموظفون في مناطق عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران في اليمن" ، حالة من الفقر والمعاناة وصعوبة شديدة في تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والدواء والإيجار وغيرها، بسبب عدم تلقيهم مرتباتهم منذ نحو تسع سنوات

في ظل عدم استلام المرتبات، يضطر الموظفون إلى اللجوء إلى سبل بديلة لتأمين حاجاتهم الأساسية، مثل بيع ممتلكاتهم أو التقاضي قروض بفائدة عالية. هذا يزيد من حدة فقرهم وصعوبة حياتهم اليومية.

إضافة إلى ذلك، تزداد مآسي الموظفين في مناطق الحوثي بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهذا يجعل من الصعب على الموظفين تأمين احتياجاتهم حتى لو كان لديهم دخل ثابت.

هذه الحالة تؤثر على حياة الموظفين بشكل كبير، حيث يجدون أنفسهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم تلقيهم مرتباتهم يؤثر أيضًا على قدرتهم على تأمين التعليم لأطفالهم وتأمين رعاية صحية لأفراد أسرهم. 

ورغم ما تبرره عصابة الحوثي بأن مسألة صرف رواتب الموظفين متعلقة بإيرادات النفط والغاز القادمة من محافظات مأرب وشبوة وحضرموت، في محاولة للتنصل من مطالب "نادي المعلمين" لصرف المرتبات، إلا ان خبراء اقتصاد يؤكدون أن الجبايات التي تتقاضاها عصابة الحوثي تكفي لصرف مرتبات الموظفين في عموم المحافظات اليمنية، وخصوصًا بعد رفع الحصار على ميناء الحديدة.

ورغم الدعوات المتواصلة لعصابة الحوثي لإطلاق مرتبات الموظفين، إلا أنها لم تلقَ أي اذان صاغية، بل تعرض أصحابها للقمع والاعتقال والتعذيب واتهموا بالعمالة ومعاداة الدين الإسلامي، يأتي هذا في ظل تصاعد نطاق السخط الشعبي من الإنفاق الباذخ للقيادات الحوثية واستمرار صرف الرواتب الشهرية للموالين للعناصر الموالية للعصابة الحوثية.

وكانت وسائل إعلامية يمنية تداولت في العام 2019، مقطعاً مصوراً لأحد المعلمين وهو يلقى نفسه من الدور العاشر في أحد البنايات وسط العاصمة المختطفة صنعاء، بعد أن أثقلته الديون، وعجز عن سدادها.

ولم تكن هذه الحادثة المروعة إلا مشهداً مختصراً لما آلت إليه أوضاع المعلم اليمني من تدهور مريع في مناطق الحوثي، أعقبها حادثة مشابهة أقدم فيها معلم في مديرية بعدان بمحافظة إب على شنق نفسه نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة بعد انقطاع مرتبه.

ورغم هذه الصور القاتمة لما تعرض له المعلم اليمني في مناطق الحوثي من معاناة، فقد تعرض عدد من التربويين والمعلمين للاعتقال والاستدعاءات من قبل ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للحوثين.

وكان جهاز مخابرات التابع لعصابة الحوثي، اعتقل العام الماضي، رئيس نادي المعلمين والمعلمات أبو زيد الكميم بعد حصار منزله ومحاولة اقتحامه بالقوة، وذلك على خلفية قيادته الإضراب للمطالبة بصرف رواتب المعلمين المقطوعة منذ سبعة أعوام.

ورغم المناشدات لاطلاق سراح الكميم، بعد تدهور وضعة الصحي إلا أنه لا يزال خلف قضبان الحوثي حتى اليوم.

وبالتزامن مع اعتقال الكميم، أقدمت عصابة الحوثي، على اختطاف رئيس فرع نادي المعلمين اليمنيين في محافظة ريمة إبراهيم جديب"، وسط استمرار الجماعة في حملة اختطافات القيادات التربوية المضربين المطالبين بصرف مرتباتهم.

كما اختطفت عصابة الحوثي أحد أعضاء نادي المعلمين المدرس عبده صالح النمر (60 عاما) في مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار بتهمة التحريض على الإضراب.

يعتبر المعلمون في اليمن ذراعًا حيويًا في بناء المجتمع وتعليم الأجيال القادمة، لذلك يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التحرك الفوري لمساعدة هؤلاء المعلمين الذين يواجهون ظروفًا صعبة للغاية.

كما يجب على المجتمع الدولي الضغط على عصابة الحوثي لصرف مرتبات المعلمين وضمان حقوقهم المالية، وكذلك تقديم الدعم اللازم لهم لتحسين ظروفهم المعيشية والنفسية. 

إن تحسين أوضاع المعلمين في اليمن ليس فقط واجب إنساني، بل هو أيضًا ضرورة لضمان استمرارية التعليم وبناء مستقبل أفضل للشعب اليمني.