Image

ما وراء تحذيرات السياسي اليمني يحيى دويد من انخراط بعض اليمنيين في مشاريع خارجية على حساب الوطن؟

حذّر السياسي اليمني المخضرم وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الاستاذ يحيى دويد، من انخراط بعض اليمنيين في مشاريع اقليمية ودولية على حساب مصالح اليمن.

وقال دويد على حسابه في منصة "اكس"، ان جوهر المشكلة اليمنية تكمن في انخراط بعض اليمنيين دون وعي في المشاريع الإقليمية والدولية في اليمن.
وأضاف دويد: "في عالم المصالح قد يكون هناك مصالح ومشاريع مختلفة لعدد من الأطراف الإقليمية والدولية في اليمن، وهذا أمر قد يكون مبرر، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن قلة من أبناء اليمن ممن يطلق عليهم  "زنابيل" الداخل والخارج الذين انخرطوا في هذه المشاريع دون ذرة وعي أو ضمير تجاه وطنهم أو شعبهم".
يأتي حديث يحيى دويد للتنبيه من خطورة انخراط بعض السياسيين والناشطين اليمنيين مع المشاريع الخارجية الهادفة الى تقسيم اليمن وتجزئتها على حساب اليمن الكبير مقابل مصالح شخصية على حساب المصلحة الوطنية العليا.

تصريحات إنقاذ وطنية 
وتعد تصريحات دويد، رسالة لكافة اليمنيين في مختلف المناطق، إلى سرعة انقاذ اليمن والأجيال القادمة من المشاريع التي تحاك ضدهم داخليا وخارجيا، والتي بدأ بعض  اليمنيين من العملاء الانخراط فيها.، مع استمرار حالة اللاحرب و اللاسلم، وتدهور الحالة المعيشية للمواطنين، وعدم وجود حلول ومعالجات لها من قبل المكونات المتعددة "المشبوهة" هي الاخرى في المشاريع التي تهدد وحدة اليمن وحياة اليمنيين.
ويرى مراقبون محليون، بأن تصريحات دويد، ليست مجرد تصريحات عبارة اطلقها عضو في حزب يحظى بشعبية كبيرة في البلاد ويتلهف اليمنيين لعودة أدواره الوطنية في انقاذ البلاد، وانما كانت نداء إلى ضمير جميع الوطنيين، للحفاظ على بلادهم من تلك المشاريع، وفضح المنخرطين فيها من ابناء جلدتنا الذين يسعون وراء المال القذر، والمصالح الضيقة.
واوضحوا بأن تلك التصريحات، تنبع من الشعور بالمسؤولية المعهود لحزب المؤتمر الشعبي العام، وتجديد الالتزام بالسعي نحو حلول سلمية كضرورة ملحة تبني جسور التفاهم بين جميع الأطراف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل البلد وأجياله القادمة.

التركيز على مصالح البلاد 
وشكّلت تصريحات دويد، حالة انذار عالية الخطورة، ونابعة من معلومات ووقائع، لانخراط عدد من المشبوهين من اليمنيين في تنفيذ تلك المشاريع على أرض الواقع، كما هو الحال في بعض المناطق، برعاية دول اقليمية كما هو الحال بالنسبة لمشاريع مليشيات الحوثي الارهابية التدميرية لكل ما هو يمني والتي تقود إلى تقسيم البلاد وتشرذمها.
ويرى مراقبون ومهتمون بان البلاد بحاجة ماسة في الوقت الراهن إلى توحد جميع الجهود الوطنية للحافظ على الوطن، والبدء بتشجيع الحوار بين جميع الأطراف ذات التوجهات الوطنية للخروج بحلول تفتح آفاقاً جديدة تبدأ من المحافظة على سلامة وحدة وتراب اليمن، من خلال الوقوف والتصدي لأصحاب تلك المشاريع، وتنتهي بعودة العمل وفقا لقواعد وأهداف الثورة اليمنية المباركة ونظامها الجمهوري، وصولًا إلى إعادة عجلة التنمية والعمل المشترك لإعادة إعمار اليمن وتحسين البنية التحتية والاستثمار في المستقبل وتعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الإنسان، مما يضمن عدم تكرار الأزمات الماضية.

صراع المشاريع
وشهدت البلاد منذ فوضى 2011، وانقلاب 2014، ظهور العديد من المشاريع التدميرية التي تدعو لتجزئة اليمن، والتي انخرط فيها عدد من الذين يبحثون عن مصالح ضيقة، وأرصدة بنوك على حساب الأبرياء من اليمنيين الذين سُفكت دمائهم وشُردوا ودُمرت مصالحهم ومنازلهم.
ومن تلك المكونات التي تسعى لتنفيذ مخططات تستهدف اليمن في وحدته ونسيجه الاجتماعي، مليشيات الحوثي المدعومة ايرانيا، وتنظيم الاخوان المسلمين المتمثل بحزب الاصلاح الارهابي، ومكونات جنوبية على راسها ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ومؤتمر حضرموت الجامع، ومجلس حضرموت، وما يسمى بالدولة الاتحادية، وغيرها من المكونات والنتوءات التي ظهرت في ظل الفوضى التي شهدتها البلاد فيما يسمع بالربيع الاسرائيلي.
وكانت عدد من الشخصيات المحسوبة على العمل السياسي اليمني، بدأت في الانخراط بتلك المخططات المشبوهة منذ اليوم الأول لبدء الفوضى في فبراير 2011، ولحقت بها مجاميع اخرى عقب انقلاب الحوثي في 2014، لتبدأ في التوزيع بين الممولين للمخططات وفقا لحجم الأموال المدفوعة ونوعية وحجم المكاسب التي ستعود عليهم من تلك المشاريع التدميرية للبلاد.

أدوار مشبوهة 
وكانت تقارير دولية، كشفت عن دور قيادات يمنية في مخططات ومشاريع ضد البلاد، والتي تمثلت خلال الفترة الماضية بإفشال جميع المشاريع والخطط والأهداف التي ترمي لمواجهة المشروع الإيراني المتمثل بهزيمة مليشيات الحوثي الارهابية، وعملت على تكريس غياب الهوية اليمنية وافشلت تشكيل مركز حقيقي لصناعة القرار السياسي، وتمت الاستعاضة عن ذلك بنشوء مركز وشايات سياسية لدى القوى الاقليمية والدولية، كما عمدت إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في المناطق التي تواجه الحوثيين، ودمرت الاقتصاد وعطلت الخدمات وغيرها من الامور التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.

أولويات المرحلة 
ونبهت تصريحات  يحيى دويد الجميع، إلى متطلبات المرحلة التي تحتاج لبدء اعادة ترتيب الأولويات بحيث يكون هناك أولوية لاستعادة الدولة اليمنية وإسقاط الانقلاب وتحقيق الأمن القومي، والتعاون الاقليمي والدولي لمواجهة التدخلات الايرانية خاصة في المياه الاقليمية اليمنية والدولية في المنطقة، والعمل بشكل جدي لدعم الدولة في تقديم خدمات لجميع اليمنيين وفقا لاستراتيجية مشتركة، تستبعد منها الشخصيات المنخرطة في المشاريع المشبوهة ضد اليمن.