Image

الرد الإيراني .. بين السخرية وأهدافه الحقيقية.. الفصل الثاني من مسرحية البحر الأحمر يكشف حقيقة الحوثيين .. هل يستفيق اليمنيون من ضلالتهم ؟

شارك وكلاء إيران في اليمن، مليشيات الحوثي الإرهابية، فيما سمي بالرد الإيراني ضد اسرائيل على خلفية استهدافها القنصلية الايرانية في العاصمة السورية دمشق قبل أيام، ما أدى لمقتل سبعة من قيادات الحرس الثوري الايراني المصنف إرهابيًا.


واعتبر خبراء محليون، مشاركة الحوثيين "وكلاء ايران في اليمن" بالرد الإيراني الانتقامي، نقطة تحوّل كبيرة في اطار كشف ادعاءات الجماعة بأنها لا تخضع لإملاءات إيران وليست جزءًا من منظومتها الإرهابية في المنطقة، فضلًا عن كونها كاشفة لحقيقة زيف ادعاءاتها بشان مساندة غزة، حيث يأتي مشاركتها في رد ايران لصالح مخططات ايران في المنطقة، وليس كما تزعم دعمًا لغزة، فهل تتوقف متاجرة الحوثيين بمعاناة ابناء غزة على حساب معاناة اليمنيين؟

استباحة اليمنيين 
وبمشاركة الحوثيين بالرد الإيراني المزعوم، فإنها بذلك تقدم ما تبقى من اليمنيين الذين نكلت بهم منذ العام 2004، قربًا لتنفيذ مخططات وأجندة ايران الشيطانية في المنطقة، وترفع الغطاء عن نفسها لتنكشف حقيقة اتباعها لنظام الخميني الارهابي في طهران، وتسليمه مناطق يمنية استراتيجية لتنفيذ مخططه الشيطاني ضد الأمة العربية انطلاقًا من مركز عروبتها اليمن.
ووفقًا لخبراء محليون فإن مشاركة الحوثي في الرد الايراني، ستزيد من معاناة اليمنيين، وسيدخلهم في أتون ازمة كبيرة وجديدة مع المجتمع الدولي، وسينهي جميع جهود ومساعي السلام الذي تقوده الأمم المتحدة والوسطاء الاقليميين، وسيمكن ايران وقواتها من استباحة الأراضي اليمنية لتنفيذ مخططاتها الاقليمية.

فرض مزيد من الطائفية 
ومع إعلان الحوثية صراحة بانها تتبع النظام الايراني عسكريا وسياسيا وفكريا واقتصاديا، والذي جسدته مساء السبت من خلال مشاركتها رد ايران الانتقامي ضد اسرائيل بعيدا عن دعم غزة كما تدعي، واكتشاف امرها لدى من تبقى من اليمنيين، سينعكس ذلك في زيادة حدة ممارستها الارهابية والطائفية بحق الاهالي في مناطق سيطرتها.
وكانت مليشيات الحوثي كشفت مؤخرا عن توجهها الطائفي في نشر الشعائر الايرانية على اليمنيين والذي تجسد في صلاة عيد الفطر وقبله في احياء مناسبات دينية دخيلة على المجتمع اليمني، وتنفيذ دورات طائفية وتغيير المناهج الدراسية.
ويبدو أن مليشيات الحوثي استعجلت في الانتقال من مرحلة فرض شعاراتها الطائفية إلى مرحلة فرضها على اليمنيين ظاهريا كما حدث من خلال فرض مناطق وخطباء وأئمة في صلاة عيد الفطر لهذا العام، وفقا لمرجعياتها المذهبية بهدف اذلال سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي كانت مقدمة لاعلان خضوعها كليا لايران من خلال مشاركتها في الرد الايراني.
ومن خلال ممارستها الطائفية خلال عيد الفطر افصحت الجماعة عن جوهرها المستند طائفيا إلى نظرية سياسة في الحكم، ويتجسد عبدالملك الحوثي ك"إمام" باعتبار الولاء له جزء من الولاء لله! والتي قاتلت الجماعة منذ تشكلها في كهوف صعدة، وتسعى لفرض عقيدتها بالقوة المسلحة على اليمنيين المخالفين لها وتسفك دماء مئات الآلاف منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014.

مسار الطائفية والتواطؤ الدولي
وخلال مسيرة الجماعة في اليمن، كانت تجسد فكر وسطوة النظام في طهران ضد اليمنيين، حيث استخدمت في البداية  ما أسمتها الدورات الثقافية لإعادة صياغة وعي الناس صغاراً وكباراً وهندستهتم وفقاً لأيديولوجيتها الطائفية، ونظمت احتفالات دينية طائفية أظهرت من خلالها وجهها الحقيقي بأنها تابعة لنظام طهران، ووصل بها الحال بمنع شعائر المختلفين معها كصلوات التراويح في رمضان حد مهاجمة المساجد بالسلاح وتحويلها لمجالس لتعاطي القات والمخدرات الايرانية.
وتؤكد الشواهد التي مارستها الجماعة ضد اليمنيين خلال السنوات الماضية، بأن لديها ما يشبه الإذن الدولي والإقليمي لاستباحة اليمنيين المخالفين لها، وفرضها عقيدة دينية مخالفة لفطرتهم، وكذا تشجعها لممارسة الانتهاكات البشعة ضدهم كما حدث في رداع بالبيضاء، وصولا الى الحالة التي تعيشها البلاد جراء تلك الممارسات المتنوعة المنسوخة من التجربة الايرانية.

ايران الحوثية 
ورغم اختلاف السياقات والخصائص الديمغرافية والثقافية بين اليمن وإيران فضلاً عن الفروق الاجتماعية والثقافية والدينية الهائلة، فإن الحوثي اطلق يد ايران ضد اليمنيين لفرض فكرها الطائفي بكل تفاصيله واشكاله.
ورغم معرفة اليمنيين بوقوف ايران وراء الحوثي، الا ان القوة والبطش الممارس بحقهم جعلهم يخضعون نوعا ما لممارسة الجماعة، لكن بعد المشاركة في الرد الايران اثبت الحوثي انه ايراني اكثر من الايرانيين، وعلى اليمنيين تحديد موقفهم من الجماعة المحتلة، وعدم اعتمادهم على المحيط الاقليمي الذي اصبح أكثر هشاشة وأكثر قابلية للتسليم لإيران كما هو الحال بالنسبة للسعودية ومن قبلها دول جماعة الاخوان الارهابية.

الرد بين السخرية والتبرير
وبالعودة إلى ما سمي بالرد الايراني ضد اسرائيل انتقاما لقصفها قنصلية طهران في دمشق وقتلها 7 من قيادة الحرس الثوري الايراني قبل ايام، فقد تباينت التفاعلات حول ذلك، الا ان طابع السخرية طغى عليها أكثر، نتيجة الطريقة التي اتبعتها ايران في عملية الرد، من اعلان توقيته وتحديد الاهداف، وكذا نتائج القصف الذي كانت (صفر) حسب مصادر متعددة، حيث لم يقتل او يصاب أي اسرائيلي فيه.
واستخدمت ايران ووكلاؤها في العراق واليمن أكثر من 400 طائرة مسيّرة، وأكثر من 90 صاروخا متنوع الاحجام والقدرة التدميرية، في الرد الايراني الذي وصفتها عدد من وسائل الاعلام الدولية والهجوم الورقي، حيث تم اسقاط معظم تلك الصواريخ والمسيّرات قبل وصولها اسرائيل من قبل الدفاعات والطائرات الحربية للقوات الامريكية والبريطانية المتواجدة في المنطقة.
ووفقا لمصادر متعددة فقد اخترقت ايران من خلال ردها القوانين الدولية من خلال اختراقها أجواء دول بالمنطقة على راسها العراق والاردن ، ما دفع الاخيرة لاتخاذ اجراءات حماية لمواطنيها من تلك المسيّرات والصواريخ باعتراضها عددًا منها اخترقت اجوائها بطريقة سافرة.

رد فاضح كاشف للحقيقة
واعتبرت اوساط سياسية وعسكرية دولية واقليمية الرد الايراني بأنه جاء وفق تنسيق بين طهران وواشنطن وتل ابيب لحفظ ماء وجه ايران التي ظلت تتوعد على مدى عقود بالرد على العمليات الايرانية ضد مصالحها وعناصرها العسكرية وخبرائها النوويين.
واشاروا إلى ان طبيعة الرد كان اعلاميا اكثر منه عسكريا، حيث تم فيها الكشف عن توقيت القصف وطبيعة الاهداف وذلك لا يحدث في طبيعة الردود العسكرية التي تكون معظمهم مباغتة وسرية، فيما تم الاعلان عن انتهاء الهجوم من قبل ايران قبل وصول المسيرات والصواريخ إلى اهدافها، كما انه جاء نتيجة اتفاق مسبق ومن خلال ايران وبعض وكلائها في المنطقة الذين قدمتهم مؤخرا قربا لتحقيق اهدافها مثل الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق.
تلك الاوساط اكدت بأن ايران اذا كانت جادة في الرد على اسرائيل كانت استخدمت ذراعها في لبنان حزب الله، الذي ظلت تبني ترسانته العسكرية على مدى سنوات، وهو اكثر قدرة من وكلائها الاخيرين في ايلام اسرائيل.

محاولة لتبرير الفشل
وفي محاولة تبرير فشل ايران لم تأت من وكلاءها او ابواقها الاعلامية المتواجد اعداد منها في اسرائيل ذاتها، بل جاء من رديفها الارهابي الاخر في المنطقة "تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي"، الذين قدموا التبرير عبر تحليلات عبر قنوات تلفزيونية مثل قناة الجزيرة القطرية والميادين، والذين قالوا بأن الرد الايراني رغم انه لم يحقق أي خسائر بشرية او مادية بإسرائيل الا انه خلق قواعد اشتباك جديدة ومعادلة ردع جديدة.
واشاروا إلى ان الرد تجاوز الزمان والمكان وتخطى حدود الصبر الاستراتيجي، باعتباره رداً مدروساً بدقة ولا يفضي إلى تصعيد كبير يقود إلى حرب مفتوحة وهذا ما أبلغت به ايران الإدارة الأمريكي عبر السفارة السويسرية، لكنه يبقى  رد اعتبار ويحمل مضامين تجبر اسرائيل على اعادة حساباتها في اي اعتداء مستقبلي على الأرض الإيرانية.
من  جانبها اعتبرت حركة الجهاد الاسلامية في غزة وهي حركة ممولة ومدعومة ايرانيا، الرد الايراني رد طبيعي على وجود الكيان المحتل، ويزداد ضرورة إزاء الجرائم والانتهاكات وعمليات الاغتيال التي يواصل الكيان ارتكابها في انتهاك صارخ لكل القيم والمعايير الإنسانية والقانونية، ودانت الحركة الاصوات التي تحدثت عن فشل الرد وعدم تحقيق أي خسائر بحق اسرائيل.

قيمة المسيرات لشراء خبز 
وتناست وسائل التبرير الاخوانية، بأن الرد الايراني يأتي في اطار المتاجرة الايرانية بقضية العرب الاولى "فلسطين" المستمرة منذ عقود، لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، دون ان تقدم شيئا للفلسطينيين.
وتحدثت تفاعلات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول جدوى الرد الايراني الفاشل، مشيرين إلى انه كان الأجدى بايران ان تعطي قيمة المسيرات والصواريخ والدعاية التي روجت للرد الايراني، للفلسطينيين الذين يقفون طوابير امام الافران للحصول على الخبز في غزة.

الأهداف الحقيقية للرد
إلى ذلك تحدثت تقارير اعلامية دولية، حول ما أسمته الأهداف الحقيقية التي تقف وراء ما اسمته ايران بالرد على هجوم اسرائيل الذي استهدف قنصلية ايران في دمشق.
واشارت التقارير إلى ان ابرز تلك الاهداف، انها تأتي في اطار تبادل المصالح المشتركة بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة الامريكية، والذي بدأت بالهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، التي اتخذتها القوى الكبرى للتواجد عسكريا في المنطقة.
ومن أهم تلك الاهداف انقاذ ايران حكومة نتنياهو من السقوط وتعيد زخم الدعم الغربي لإسرائيل، من خلال شنها هجوما مصحوب بزخم اعلامي كبير، ستجعل اسرائيل تدعي وقوع خسائر في صفوف المدنيين اليهود، وستتخذ الهجوم للتصعيد ضد الفلسطينيين والمنطقة.
ومن أهداف الرد الايراني، حرف الانظار عن جرائم اسرائيل في غزة، نحو طبيعة الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني اذا كان في رد ، وطبيعة الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي، وكلها تشتيت وتضيع حقائق ما ارتكبته اسرائيل في غزة بمساندة أذرع ايران في فلسطين المتمثلة بحركتي حماس والجهاد.
كما خدمت طهران بشنها الهجوم الهش على اسرائيل، الرئيس الامريكي جو بايدن في حملته الانتخابية للرئاسة الامريكية، والذي خرج بعدة تصريحات بهذا الخصوص وظهر كمساند قوي لاسرائيل وهو ما سوف يكسبه دعم اللوبي الصهيوني في امريكا وهو من اكبر المؤثرين في عملية اختيار سيد البيت الابيض على مدى السنوات الماضية.

انكشاف حقائق 
وكشف الرد الايراني على اسرائيل، حقائق عدة على مستوى المنطقة، اهمها مشاركة الحوثيين في اليمن الهجوم إلى جانب اسرائيل بعيدا عن ادعاءاتها بدعم غزة، ما يؤكد ان ايران باتت محتلة رسميا للمناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة وكلائها مليشيات الحوثي.
ومن الحقائق التي تكشفت ايضا، عدم وجود أي تأثيرات اقليمية ودولية للقوى العربية التي وقفت صامتة امام اختراق ايران لاجواء عدد من الدول العربية ومنها العراق والاردن والسعودية، وظهرت عاجزة أمام أي توجه ايران مستقبلا لتنفيذ اجندة وأهداف الثورة الخمينية في المنطقة، خاصة في الخليج العربي.
كما كشفت بأن الحرس الثوري الايراني المصنف ارهابيا هو المتحكم بمفاصل الحكم بايران بعيدا عن الحكومة الشكلية وعن موقف المجتمع والشعب الايراني الواقع تحت ارهاب هذه القوة المدعومة من مؤسسة الملالي برئاسة الخميني، فهي قوة لا تؤمن بالسيادة ولا تحترم الشرعيات الدستورية وسيادة الدول ولا القوانين والاعراف الدولية.
والحقيقة الاخرى التي كشفها الرد الايراني، تتجسد بأن ايران لا تستطيع ولا تريد مواجهة مباشرة مع اسرائيل والولايات المتحدة، وهي تستخدم وكلاء لتنفيذ ذلك، خوفا من أن تفقد ما قدمته امريكا لها في العراق وسورية ولبنان واليمن، فضلا عن خشيتها ان تتعرض لتحالف دولي يقود لتدمير قدرتها النووية ومحاصرة نفوذها في المنطقة.
العلاقة الأزلية بين اليهود ويران

تاريخيا تعد منطقتي أصفهان وخراسان في ايران لطالما كانتا معقلاً ومنطلقاً لكل مؤامرات اليهود ضد الإسلام والمسلمين، وضد العرب تاريخيا، حيث تشير الاحداث التاريخية إلى وجود علاقة وطيدة بين اليهود والفرس، بدأ تجذرها في العام 538 ق.م حينما خلص الملك الفارسي قورش الأخميني اليهود من الأسر البابلي حينما غزا ملك بابل نبوخذ نصر مملكة يهوذا جنوب القدس عام 586 ق.م ودمرها بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا في ذلك العام، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه. 
ففي العام 538 ق.م استطاع قورش الأخميني هزيمة مملكة بابل وأعاد اليهود مرة أخرى إلى القدس، ولذلك اليهود يعظمون قورش الفارسي الأخميني ويعتبرونه منهم وملهماً لهم حتى أنهم رفعوه في نفوسهم وأدبياتهم إلى مقام الأنبياء وهم أول من قالوا بأنه ذو القرنين.

نشأة التشيع 
خلال تلك الفترة أنشأ اليهود التشيع اليهودي في صفوفهم للغة العبرية والدين، بعد أن كانت الآرامية قد طغت على العبرية وأزاحتها من الطريق، وصار حتى اليهود يتحدثون الآرامية ونسوا العبرية الأم. بعد ذلك صارت الشيعة اليهود تفرز اليهود على أساس عرقي، ويفرقون بين ما هو يهودي وما هو إسرائيلي، على اعتبار أن الإسرائيليين أنقى عرقاً ودماً وسلالة من عامة اليهود الذين تهودوا ديانةً فقط وليس نسباً وعرقا. 
من هنا ظهرت فكرة التشيع لأول مرة في العالم على عهد الملك قورش الأخميني سنة 516 ق.م، وانتقلت فكرة التشيع إلى العرق الفارسي التي أخذت تتصاعد في فارس وتتجذر فترة بعد أخرى.

تخادم يهودي فارسي
وبعد تلك الفترة صار كل طرفٍ يدعم الآخر ويناصره ويواليه، ومن ذلك مثلاً أن اليهود في منطقة الجليل  بفلسطين أمدّوا ‏الفرس بـ20 ألف جندي، وقيل 26 ألف جندي، ومهدوا لانتصار الفرس على الروم ودخولهم القدس واحتلالها بقوة السلاح عام 614م، ‏ونجح كسرى الثاني أنوشروان في احتلالها في الفترة من 614 إلى 628م، ومنحها لليهود مرة أخرى إلا أن اليهود عاثوا فيها فساداً وقتلوا 50 ألفاً من المسيحيين العرب والرومان هناك انتقاماً من الرومان لإجلائهم منها وقتلهم في الفترة الماضية؛ لأنهم كانوا ممنوعين من دخول المدينة من قبل الروم طيلة 700 عام تقريباً، وذلك على يد قائد جيش الرومان بومبيجي عام 63 ق.م، حتى ضج العرب المناذرة لدى كسرى نصرة لإخوانهم العرب المضطهدين، ثم استعادها الرومان مرة أخرى عام 628م وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي عام 633م، وتسلمها عمر بن الخطاب في ذلك العام، وقام بعمل العهدة العمرية للمسيحيين.

دعم عبدالله بن سبأ 
بعد إنهاء المسلمين للامبراطورية الفارسية سنة 633م حاك الفرس المكائد ضد الإسلام والمسلمين، ودعم الفرس حركة المنافقين العرب من اليهودية الباطنية بقيادة اليهودي عبدالله بن سبأ الصنعاني، والذي لم يكن شخصاً لوحده كما أظهرته بعض المصادر التاريخية، بل كان زعيماً لتنظيم سري فارسي يهودي استطاع ذلك التنظيم إحداث شرخ كبير في الإسلام وبين المسلمين عبر خلق الشيعة وشق صف المسلمين وأول من قال بالوصية لعلي بن أبي طالب، ولذلك نجد رواية من الروايات أن عليا بن أبي طالب لم يقتله بل نفاه إلى المدائن الفارسية التي كانت قد دخلت تحت الحكم الإسلامي ولكنها كانت معقل الباطنية الفارسية اليهودية تحاك منها المؤامرات ضد الخلافة الإسلامية والمسلمين.

تطور التنظيم السري
ظل ذلك التنظيم السري، فيما بعد، وتطورت هذه الحركة الباطنية إلى ما صار يعرف بالشعوبية الفارسية داخل السكان المسلمين والشعوب الإسلامية، وصارت تنخر الصف الإسلامي وتغذي الانقسام عبر طرق شتى منها الحركات الفكرية التي تسللت إلى مجال الحديث والفقه واللغة والأدب والشعر وغيرها، ومنها ما تسلل عبر السياسة والولايات وكذلك الجيوش والأعمال المسلحة والتمردات التي كانت تقام تحت ظلال التشيع والمظلومية.
فعلى إثر تلك الأعمال والتغذيات الفكرية والانقسام إلى سنة وشيعة، وباطنية وفرق شتى، ظهرت فرق الاغتيالات الخطيرة من أرض فارس وتحديداً أصفهان في قلعة "ألموت" كفرقة الحشاشين الشهيرة التي أرعبت كل الدول والحكومات الإسلامية في عهدها؛ كونها كانت عبارة عن أول تنظيم دقيق وسري ومرعب، وكانت من أهم عوامل سقوط دولة السلاجقة، ولم يستطع القضاء عليها إلا صلاح الدين الأيوبي، ولو لم يقض عليها وعلى الفاطمية في مصر لما استطاع تحرير القدس؛ فقد كان هذان الطرفان يناصران الصليبيين ويتآمران معهما ضد الدول الإسلامية الحاكمة حينها.

تأسيس الدولة الصفوية
ومع تأسيس الدولة الصفوية، وخاصة الدولة الصفوية الثانية التي أسسها وقوى دعائمها الشاه عباس الصفوي؛ حفيد مؤسس الدولة الصفوية الشاه الصفوي إسماعيل، فتح الباب والمجال على مصراعيه للتبشير اليهودي والمسيحي على السواء، وأقام تحالفاً معهم ضد الأتراك السنة، وكان يبالغ أيما مبالغة في احترام وتبجيل المبشرين المسيحيين واليهود الذين استولوا على حركة التجارة في فارس إيران وخاصة طريق الحرير، وكان يبني لهم الكُنس والكنائس بنفسه، في الوقت الذي كان يدمر مساجد السنة، ويذبح العرب والسنة والشعوب الأخرى ويقيم أهرامات من جماجمهم لتأسيس المذهب الجعفري الاثني عشري، وكان اليهود والمسيحيون البريطانيون والروس مستشارين له مناصرين لتحركاته. 
لم يأتِ العصر الحديث في عهد الخميني وحربه ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي إلا واتخذ من إسرائيل حليفةً له ودولته، كانت تزوده بالسلاح لضرب العراق، وتحالفهما مع بعضهما لضرب المفاعل النووي العراقي، وكوّن معهم صداقات متينة أثرها باقٍ إلى قيام الساعة..
كان عدد اليهود الإيرانيين قبل انقلاب الخميني بين 80 ألفاً ومئة ألف يهودي، رحل منهم من رحل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى أمريكا، وبقي بعضهم في إيران. 
في انتخابات إيران الرئاسية، في عهد أحمدي نجاد، نجد من المراجع الشيعية الإيرانية، وهو مهدي خزعلي يصرح أن الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد جذروه يهودية و‏‏ينتمي إلى من وصفهم "حلقة المال والقوة والمراوغة"; في إشارة منه إلى اليهود، وأنه غيّر اسم "أسرته اليهودية" في شهادة الجنسية، مؤكداً أن هذا التغيير مسجل في الشهادة نفسها.

التواجد في ايران
وتواصل التواجد اليهودي في المدن الايرانية مستمرة حتى يومنا هذا، حيث تعد الجالية اليهودية في طهران من اهم الجاليات الاقتصادية التي تتحكم بمفاصل الاقتصاد الايراني والتي عملت مؤخرا على تمرير عدة صفقات للنفط والغاز الايراني مع شركات دولية كبيرة مستغلة الحصار المفروض على ايران من قبل الولايات المتحدة ودول اوروبية.
وبالتنسيق مع واشنطن عملت الجالية اليهودية في ايران على استغلال العقوبات على ايران في تمرير صفقات نفط وغاز وتجارية مختلفة لصالح ايران التي اتاحت لها الفرصة لكي تحسن من اقتصادها المنهار جراء العقوبات الدولية.
يبدو أن هناك يهود يعملون تحت الطاولة في إيران، لذلك تبقى جذورهم مشتعلة، وتنعكس في هذه التغذيات الشعوبية والتحريض عبر الإعلام والسياسة على الإسلام والمسلمين والطعن فيها، ولا يمكن اغفال قيام الرئيس الايراني السابق روحاني بتشييد نصب تذكاري لليهود في إيران تخليداً لما أسماه شهداء ثورة الخميني (الإسلامية).