27 أبريل.. محطة فارقة في سجل التحول السياسي باليمن

ذبح يوم الديمقراطية في اليمن على يد عصابات الاتجار بالدين، من مليشيات الإخوان والحوثي. يتذكر اليمنيون يوم السابع والعشرين من أبريل كعرس ديمقراطي مهيب توصلوا إليه على مدى عقود من العمل السياسي ما بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر واللتين تم تتويجهما بإعادة تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب على يد الزعيم الخالد علي عبد الله صالح في عام 1990. بعدها أخذ اليمن يخطو خطوات واثقة قاطعا شوطا كبيرا في مضمار العمل الديمقراطي عبر انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية.

تعد مناسبة 27 أبريل من الأحداث التاريخية المهمة في تاريخ اليمن، حيث يحتفل اليمنيون بها بوصفها أول إنجاز للديمقراطية اليمنية ومحطة فارقة في سجل التحول السياسي والاجتماعي الذي عاشته البلاد منذ إعلان دولة الوحدة التي نقلت اليمن واليمنيين من حالة التمزق والشتات والتشطير الى يمن موحد وحديث على يد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح الذي ارسى مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية كخيار وطني ديمقراطي لا رجعة عنه.

سيضل هذا اليوم مشهوداً ومحفورا في ذاكرة اليمنيين كونه يحمل الكثير من الذكريات والمشاعر لليمنيين،  فهو يوم تحقق فيه للشعب اليمني حلمه بالديمقراطية والتغيير السياسي وجسد لهم الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل وذكرهم بأهمية الوحدة والتعايش السلمي بين كل القوى السياسية.

كما سيبقى خالدًا في قلوب كل اليمنيين فهو يوم يمثل منجزاً حقيقياً من منجزات الوحدة اليمنية التي هي حق كل اليمنيين وهي مكتسب لكل اليمنيين كونها استطاعت ترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية التعبير عن الرأي.

في هذا اليوم -الذي أشرقت فيه شمس الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة- تتجدد رغبة الشعب اليمني في بزوغ نور الأمل والتغير نحو مستقبل أفضل وتحقيق العدالة والمساواة وبناء اليمن الحديث. 

في مثل هذا اليوم انتقلت فيه كل القوى السياسية في اليمن من خندق الصراعات المحكومة بالأيديولوجيا إلى مرحلة التنافس السلمي في صورة جمعت كل ألوان الطيف السياسي التي كانت حصيلة انتقال اليمن من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية.

مراقبون سياسيون ودبلوماسيون وصفوا هذه التجربة بالرائدة على مستوى المنطقة، على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت البلاد،  وفي ظل تنامي تلك التجربة الديمقراطية دخلت المرأة المنافسة في سباق الانتخابات وحظيت بمكاسب عظيمة، أتاح لها المجال لمشاركة شقيقها الرجل في مناصب عدة، منها في مجال الطب ومنها في مجال القضاء وغيره.

كانت هذه الانتخابات هامة لأنها جاءت بعد فترة من التوترات والصراعات في البلاد، وكانت فرصة لإظهار التزام الشعب اليمني بالديمقراطية والسلام. كما أظهرت هذه المناسبة قدرة الشعب على اختيار قادته بشكل حر وديمقراطي، وأتاحت المجال امام كافة الفعاليات الحزبية لممارسة العمل السياسي في العلن وخوض الدورات الانتخابية على قاعدة التنافس عبر البرامج. كما اتاحت للمواطن اليمني حرية الاختيار لمن يمثله في السلطة التشريعية او المجالس المحلية او حتى في اعلى هرم للدولة والمتمثل بمنصب رئيس الجمهورية.

 27 أبريل يوماً فارقاً ومهماً في تاريخ اليمن الحديث يستحق الاحتفال والاعتزاز، وهو يذكر اليمنيين بضرورة المحافظة على مكتسباتهم والعمل بجدية وتفانٍ من أجل تحقيق التقدم والازدهار في البلاد.

كما يمثل هذا اليوم نقطة تحول في تاريخ اليمن الحديث، بعد أن شهد أول تجربة ديمقراطية ناجحة في اليمن أكدت قدرة الشعب اليمني على تحقيق التغيير بطرق سلمية وديمقراطية.

هذه الانطلاقة التي حافظت على الثوابت الوطنية، جاءت في وقت سقطت فيه نظريات وتهاوت تحالفات وتوارت قوى عملاقة ، في حين كانت الإرادة اليمنية أسبق وأقوى بإرادة فولاذية تواقة إلى المستقبل الجديد برؤى جديدة ومواكبة.