وطن ينهشه الضباع ويتسيده الجهلة

08:39 2024/04/28

بعد كل ما يحدث من شتات وفوضى في البلاد،  بالنسبة لي لقد غسلت يدي منهم ولم أعد أثق في أحد، ولم أعد أصدق أي حرف لهم..

سنوات وسنوات ونحن ننتظر الصدق وننتظر العدل وننتظر المساواة وننتظر تطبيق عهد "الاشتر".

سنوات ونحن نغالط أنفسنا ونقول سوف تسير الأمور غدًا للأحسن ، للأفضل.. للاعدل..

ضحكنا على أنفسنا عام بعد عام وبعدها أعوام لنقنع انفسنا  وقلوبنا وانتظارنا ونجبر خاطر صبرنا ونضحك على ألمنا وتضحيات شعبنا وحرمان، عدوان، ودماء شهداء، بأن القادم أجمل..

انتظرنا كل ذلك، ولم نجد غير الظلم والفساد ينخر في جسد واقعنا ، والاستقواء والكذب يعظم،  
وقلة الحياء والمناطقية تتبجح أكثر، 
وتمكين المتردية والنطيحة والمزرية يتوغل.. وانانية ضباع تتناوب في نهش وطن يئن وشعب صابر محترم.

لنجد انفسنا كل يوم نغوص أكثر ونجد انفسنا بين ترهيب واتهام أو تنمر وتصنيف عنصر..

ونجد المعتوه يتهم العاقل.. والجاهل يأم المتعلم..
والفاشل يوجه الراجح..ومهرب الحشيش يطارد العفيف..

لقد خدعنا.. نعم خدعنا.. هذه هي الحقيقة.. وكفاية ضحكنا على أنفسنا كل هذه السنوات منتظرين للوهم..

يكفي ترديد "عتسبر بكرة" ،  "عتسبر بعده"، ولنا سنوات نمارس هذا الضحك المحزن.. ولا نريد الاعتراف بأن ما كنا نحلم به وننتظره (اندثر) بسبب انانية شلة وعنصرية مناطقة وتطبيل متسلقين فشلة.

اندثر ومات مشروع الدولة.. اندثر عند استشهاد مشروع الدولة (يد تبني ويد تحمي).. وتمكن مشروع (يد تتهم ويد تعتقل).

هذه هي الحقيقة المرة التي لا نريد الاعتراف بها.