
حصن "نقم" التاريخي .. ضحية جديدة لتحويل المعالم الأثرية إلى مخازن سلاح
تعرّض حصن نقم التاريخي، المعروف بـ"القشلة"، مساء الثلاثاء، لتدمير شبه كامل جراء ست غارات جوية نفذتها الطائرات الأمريكية، بعد معلومات تشير إلى استخدام الموقع كمخزن أسلحة من قبل عصابة الحوثي، بحسب مراقبيين للشأن اليمني.
ويُعد حصن نقم أحد أقدم المعالم التاريخية في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث يعود بناؤه إلى فترة التواجد العثماني، ويُعتبر شاهدًا على تاريخ المدينة الممتد لقرون، بما يحتويه من طراز معماري فريد وقيمة حضارية عالية.
ناشطون ومهتمون بالتراث حمّلوا عصابة الحوثي مسؤولية مباشرة في ما حدث، معتبرين أن تحويل القلعة الأثرية وغيرها من المعالم التراثية إلى مواقع عسكريّة ومخازن للأسلحة هو مشاركة فعلية في الجريمة، مشيرين إلى أن استهداف المعالم التراثية يُعد جريمة بحق الذاكرة الإنسانية وتاريخ الشعوب.
وأكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن "تخزين السلاح في المعالم التاريخية يُعد استغلالاً بشعًا للتراث وتحويلاً متعمداً لهدف عسكري في صراع لا يراعي القيم الحضارية"، مشيرًا إلى أن عصابة الحوثي كرّرت هذا السلوك في مواقع متعددة.
واتهم الناشطون عصابة الحوثي بتحويل العديد من المواقع الأثرية والتاريخية في مختلف المحافظات اليمنية إلى معسكرات ومخازن للسلاح، من بينها أجزاء من المدينة القديمة بصنعاء، ومواقع أثرية في صعدة وحجة والمحويت وذمار وغيرها من المحافظات ، ما جعلها عرضة للاستهداف والتدمير، في تجاهل تام لما تمثله هذه الأماكن من تراث انساني وحضاري وثقافي .
وأكدوا أن هذه الممارسات تعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات حماية التراث الثقافي في النزاعات المسلحة، وعلى رأسها اتفاقية لاهاي لعام 1954، والتي تحظر استخدام المواقع الأثرية لأغراض عسكرية.
وفي وقت لا تزال فيه العديد من المواقع التاريخية مهددة، يتجدد النداء لحماية التراث اليمني من التدمير الممنهج الذي تمارسه هذه العصابة التي لا تكترث بقيمة الإنسان أو التاريخ، حد تعبيرهم.