Image

بتهم ملفقة وانتقامية وخوفًا من النهاية .. عصابة الحوثي تشن حملات مداهمة واعتقالات في ست محافظات

شنت عصابة الحوثي الايرانية المصنفة ارهابية باليمن، حملات مداهمة واعتقالات طالت العشرات من الاشخاص في ست محافظات هي "صعدة، صنعاء، الحديدة، عمران، ذمار، و إب"، بتهم ملفقة وانتقامية، تعكس حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها العصابة الايرانية على وقع الضربات والغارات الامريكية التي تنكل بها منذ 15 مارس الماضي.

وفيما تحدثت تقارير حقوقية عن اعتقال 50 شخصًا بتهم التخابر مع الولايات المتحدة، وتصوير الغارات ونشر معلومات عن الغارات التي شنتها القوات الامريكية على مواقع التواصل، تؤكد مصادر محلية بأن اعداد المعتقلين والمختطفين من قبل الحوثيين كبيرة جدا.

صعدة .. اعتقالات واسعة 
ففي محافظة صعدة الواقعة شمال البلاد، والمعقل الرئيسي لعبد الملك الحوثي زعيم العصابة، اكدت مصادر محلية قيام عناصر حوثية معززة بالاطقم العسكرية والعناصر النسائية، بتنفيذ حملات مداهمات واعتقالات واسعة في عدة مناطق من المحافظة، طالت حتى الباعة المتجولين.
وذكرت المصادر، ان حملات الحوثيين تركزت على مديريات كتاف البقع، والصفراء، ومدينة صعدة مركز المحافظة، وهي المناطق التي دكتها القوات الامريكية بالغارات والضربات البحرية، وتسببت في تدمير مخازن اسلحة ايرانية، وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف عناصر الحوثي بينهم قيادات ميدانية بارزة.
واوضحت، بان حملة الحوثيين العشوائية بحق المدنيين الابرياء في صعدة حيث تتخوف العصابة من ردة فعل كبيرة لابناء المحافظة التي نكلت بهم عصابة الحوثي وتسببت بتدمير ممتلكاتهم منذ ظهورها فيها، مشيرة الى ان حملة الاعتقالات الاخيرة طالت الباعة المتجولين وصغار الباعة واصحاب البسطات في مختلف مديريات المحافظة.
ووفقا للمصادر، فإن معظم المعتقلين ينحدرون من محافظات ريمة وتعز وإب، مشيرة إلى أن التهم الموجهة إليهم تشمل "التخابر مع أمريكا وإسرائيل" ونشر صور ومعلومات حول الضربات الامريكية.
تأتي هذه الحملة في وقت تتزايد فيه الضربات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، مما يثير مخاوفًا من ردود فعل انتقامية ضد المدنيين.
يذكر ان عصابة الحوثي حولت صعدة الى "اصفهان" اخرى خلال الاشهر الماضية من خلال انشاء العديد من المعسكرات والمواقع التي تشرف عليها عناصر ايرانية، كما جعلتها محافظة مغلقة يمنع الدخول والخروج منها لمواطنين من المحافظات الاخرى، الى جانب تشديد الاجراءات الامنية حول السكان المحليين.

عمران .. استهداف الباعة المتجولين 
وفي محافظة عمران الواقعة بين صعدة وصنعاء، اكدت مصادر محلية، بأن عناصر عصابة الحوثي، قامت بشن حملة واسعة ضد الباعة المتجولين واصحاب البسطات مفترشي الارض في بعض الاسواق، هي الاولى من نوعها التي تشهدها المحافظة.
واكدت المصادر، اعتقال العشرات من الباعة بذات التهم التي تتخذها العصابة ذريعة لتنفيذ عمليات الاعتقال والمداهمات والتنكيل باليمنيين، لافتة الى انه يتم نقل المعتقلين الى مواقع تتعرض للقصف الامريكي كي تتخذهم مادة اعلامية ضد الامريكيين امام الراي العام المحلي والعربي والدولي.
ووفقا لسكان محليين في عمران، فإن عصابة الحوثي بحملتها التي تستهدف الباعة من محافظات مثل تعز والحديدة وريمة، تنتهج بذلك العنصرية، مؤكدين ان تلك العمليات تزيد من غضب وسخط اليمنيين ضد الحوثيين، خاصة وانها ستتخذ من المعتقلين دروعًا بشرية وكبش فداء لتضليل العالم سواء قتلوا بالغارات، او على يد الحوثيين لتقديمهم على انهم قتلوا بتلك الغارات.

صنعاء .. اعتقالات ومداهمات منازل
وفيما تواصل القوات الامريكية التنكيل بعناصرها وتدك مواقعها، ترد عصابة الحوثي بحملة مداهمات واعتقالات بحق اليمنيين الابرياء، كالتي تتم في العاصمة المختطفة صنعاء منذ اربعة ايام متواصلة.
وذكرت مصادر محلية، بأن عصابة الحوثي شنت حملات مداهمة لمنازل في مديرية شعوب واعتقلت العشرات، على خلفية استهداف غارة امريكية لمنزل احد قادتها وادى لمصرع 14 من القيادات الامنية البارزة واصابة 16 اخرين، وذلك لمجرد الشك والاشتباه بأنهم على صلة والتخابر مع الامريكيين.
كما هو معروف على العصابة الايرانية التي تتخذ ذرائع واهية كتهم التخابر والخيانة لتمارس عمليات تنكيل بحق اليمنيين، بمن فيهم العاملين في المنظمات الدولية كما حصل سابقا.
ووفقا للمصادر، فإن الحملة الجديدة والمستمرة شاركت فيها عناصر نسائية ممن يعرفن بالزينبيات، شملت ايضا احياء مجاورة لمنطقة "الجراف، وشارع المطار، وبيت معياد، وسعوان ومسيك، وهبرة، والاصبحي، وشميلة" واحياء اخرى، الى جانب نشر مخبرين في جميع الاحياء لمراقبة حركة السكان وتنفيذ حملات مباغتة على الاشخاص المتواجدين في الشوارع، لتفتيش جوالاتهم.
وعكس تلك الاجراءات الحوثية حالة الرعب والخوف والارتكاب والتخبط التي تعيشها عناصر العصابة، جراء العمليات الامريكية التي افقدتهم التوازن في القيادة والتحكم والسيطرة حتى في عمليات الرد على تلك الغارات، والتي باتت ضعيفة وذات تأثير محدود ان وجدت.
وبررت  عصابة الحوثي تلك الاجراءات -كما هو معتاد- بأنها تبحث عن خلايا استخباراتية تتعامل مع الامريكان واسرائيل، الا انها تستخدمها في عمليات تهريب للسكان المحليين خوفا من أي ثورة شعبية ضدها.
وأدت تلك الاجراءات خاصة ممارسة العناصر النسائية مع الاسر اثناء مداهمة المنازل، إلى خلق حالة من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة في اوساط الاهالي، الذين عبّر العديد منهم عن رفضه واستنكاره لما تقوم به عناصر الحوثي، مؤكدين ان حالة السخط والرفض تنامت بشكل كبير مؤخرا في اوساط المدنيين بصنعاء وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وتؤكد مصادر محلية، بأن عصابة الحوثي لديها مخاوف من تصاعد حالات الرفض والسخط الشعبي ، لتصل الى قيامهم بثورة غضب عارم ضدها، لذا تقوم بعمليات استباقية لتشديد قبضتها الامنية عبر استخدامها أساليب قمعية تطال المدنيين.

الحديدة.. الاعتقالات مستمرة 
وفي محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد، تواصل عناصر عصابة الحوثي حملات المداهمة والاعتقالات للمدنيين، على وقع الضربات الامريكية القاتلة لها، وذلك بشن حملة مداهمات للمنازل في مديرية الحوك بمركز المحافظة، حيث تم اعتقال 10 اشخاص بتهم تصوير الغارات الامريكية.
كما طالت حملات الاعتقالات الحوثية مديريات التحيتا التي شهدت مجزرة كبرى لقيادات وعناصر الحوثي في الغارات التي استهدفت تجمعا لهم في منطقة الفازة، كما طالت الاعتقالات احياء عدة في مركز المحافظة وفي مديريات الصليف والمنصورية والميناء، وصولا الى باجل على طريق الحديدة – صنعاء.
وتعد الحديدة المحافظة الثانية التي كدست فيها عصابة الحوثي سلاحها الايراني ويتواجد فيها عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني بعد محافظة صعدة، وحولتها الى ثكنة عسكرية تدار من قبل العناصر الايرانية التي تدير معركة البحر ضد سفن التجارة.
ووفقا لمعطيات الارض، تواصل عصابة الحوثي عمليات التجسس والمراقبة والتخابر على سكان الحديدة، وتقوم بين الحين والاخر بعمليات مداهمة لفنادق ولوكندات واستراحات وحتى سواحل المحافظة، لتمارس عمليات تنكيل بالمواطنين من خلال تفتيش هواتفهم النقالة، او التحقيق معهم لمجرد الاشتباه، بأنهم وراء ارسال إحداثيات أو نشر أسماء ومواقع استُهدفت بالغارات الأمريكية.
وكانت عصابة الحوثي نفذت حملات اعتقالات على خلفية تلقي عدد من المدنيين مساعدات غذائية من قبل رجال الاعمال احمد العيسي في الحديدة، وفي بعض المناطق، الامر الذي شكل صدمة للمنظمات الحقوقية والانسانية المحلية والدولية التي استنكرت الواقعة واعتبرتها حربا ضد الانسانية.

أب وذمار.. الانضمام الى القائمة 
ومؤخرا انضمت محافظتي إب وذمار، الى قائمة المناطق التي يشتبه ان يكون فيها متهمين بالتخابر مع الامريكان والاسرائيليين، وذلك بعد استهداف مواقع استراتيجية للعصابة الايرانية من قبل المقاتلات الامريكية خاصة محافظة ذمار.
واكدت مصادر محلية في ذمار، ان عناصر حوثية نفذت حملة اعتقالات طالت مشائخ ورجال اعمال وسائقي سيارات، في مديرية عنس غربي المحافظة، والتي تعرضت احد اهم معسكرات العصابة السرية فيها لغارات ادت لتدمير مخزن صواريخ ومصرع واصابة عدد من العاملين في مجال الصواريخ.
وذكرت المصادر، بأن الحملة طالت احياء عدة في مدينة ذمار مركز المحافظة، في منطقتي رصابة ومعبر، على طريق صنعاء، كما طالت المسافرين على الطريق الدولي الرابطة بين صنعاء ومحافظات ذمار واب وصولا الى تعز وعدن، والتي تعد طرقًا حيوية لجميع المناطق اليمنية.

القمع من اجل البقاء 
وتعد عمليات القمع والاضطهاد والتنكيل بالسكان المحليين، سياسة حوثية تمارسها خوفا من أي تحركات تهدد بقائها من قبل اليمنيين الذين يرون ان تلك العصابة تتاجر بحياتهم وممتلكاتهم من اجل خدمة الاجندة الايرانية في المنطقة.
وتشهد مناطق الحوثي صحوة شعبية واسعة، بعد انكشاف حقيقة مساعي عصابة الحوثي وارتباطها بايران، والتي عمدت الى استدعاء العدوان الامريكي وقبله الاسرائيل للتنكيل بهم خدمة لايران التي تتخذ من اليمن ورقة للمساومة على ملفها النووي مع الولايات المتحدة والغرب.
تلك الصحوة التي استشعرت بها عصابة الحوثي دفعتها الى شن حملات اعتقالات ومداهمات في مناطق عدة وبطرق اكثر شراسة وقمع وتنكيل، خوفا من افشاء مواقع تواجد قادتها وتحركاتهم للجانب الامريكي، وهو ما يبدو حاصلا حاليا، حيث تؤكد المعلومات ان اليمنيين لم يعودوا يخافون من حملات الحوثيين القمعية، فقد وصل بيهم الوضع المعيشي الى مرحلة الفقر والجوع ولم يعد امامهم إلا الاستنجاد باي جهة لانقاذهم.
يذكر ان عصابة الحوثي، عمدت مؤخرا الى تنفيذ اجراءات عدة ضد اليمنيين على خلفية تخوفها من أي ثورات وانتفاضة شعبية ضدها، بالتعاون والتنسيق مع جهات خارجية، عمدت الى فرض رقابة على خدمات الهاتف الجوال والثابت والانترنت، وعلى راسها مواقع التواصل الاجتماعي، كما نشرت العشرات من المخبرين في الاحياء والاسواق وفي وسائل المواصلات والجامعات والمدارس وغيرها من المناطق التي يتجمع فيها اليمنيون.
وتثير هذه التطورات مخاوفًا بشأن الوضع الإنساني وحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يعاني المدنيون من تأثيرات الصراع المستمر، إضافة إلى حملات الاعتقال التي تستهدف فئات ضعيفة مثل الباعة المتجولين.
وسط هذه الأجواء المشحونة، يبقى السكان المدنيون في منطق الحوثيين، ضحايا العلاقة المشبوهة بين الحوثيين والنظام الايراني، اللذان حولا حياتهم اليومية إلى كابوس حقيقي بسبب الانتهاكات المستمرة التي تطالهم دون رادع.