ابن الغريب والقاضي الحجري
في عهد رجل الدولة الأول من قدم لتعز ما لا يقدمه أحدا لا من سبقوه ولا من أتى بعده، المحافظ الإنسان القاضي أحمد عبد الله الحجري،
ما تسمى شجرة ابن الغريب كانت شبه مهملة، ولم يلتفت أحدا لدراسة وضعها ونوعها وغير ذلك..
أول شيء كلف فريق هندسي زراعي لدراسة وضع وعمر ونوع الشجرة..
وأهم شيء شدد معالي المحافظ على استنساخ أو القيام بأخذ البذور وعمل مزارع للإكثار من هذا النوع وفعلا نجحت فكرة التكاثر، ووضعت النتائج في مشاتل الزراعة وحديقة التعاون أو الحوبان، وكان عمل شبه مستحيل..
وبعد تحديد عمر الشجرة وعمل الدراسات المختلفة كلفني أن أقوم بسرعة عمل سور وطريق رئيسي واعتبار الموقع منتزها مكتمل الخدمات من مواقف وحمامات وكافتيريات ولوحات تعريفية بعمر ونوع الشجرة والطقوس والعادات المختلفة التي حظيت بهذه الشجرة..
وتم التنفيذ وحماية هذه الشجرة كون المواطنيين كانوا يزحفون نحوها من كل الاتجاهات..
اليوم عندما انسلخ جزء كبير من هذه الشجرة والله أول شخصية اهتزت كيانها ومشاعرها، وحزنت كثيرا هو القاضي الحجري الذي نزل عليه الخبر كالصاعقة،
وكان أكثر حزنا من أبناء المحافظة نفسها..
من لا يعرف المحافظ الحجري صاحب أكبر مشاريع خدمية في الجمهورية لقد ربط كل مراكز المديريات بمركز المحافظة عبر طرق أسفلتية ممتازة
دعم عمل السلطة المحلية، وكان أول محافظ على مستوى الجمهورية من نفذ قانون السلطة المحلية، حمى مدينة تعز من كوارث السيول، وأنجح المشروع الذي كان شبه فاشل قبل توليه قيادة المحافظة، وعندها اعادة الجهات الدولية النظر بكل مشاريع الدولة في اليمن الوقت الذي كانت تعمل على ترفيع كل مشاريعها لولا العمل الجبار الذي أنجزه المحافظ..
أنجز الكثير من المشاريع أولها ضخ المياه من محافظة إب إلى محافظة تعز توسيع شبكة الكهرباء توسيع مداخل المحافظة وعمل الخطوط الدائرية الكاملة والشاملة كلها، حتى إن كل من أتى بعده من المحافظين كانوا مجرد مشرفين على مشاريع القاضي الحجري التي استمرت حتى عهدنا هذا لولا توقف ميزانيات المشاريع جراء الحرب اللعينة،
وأهم مشروع تحلية مياه البحر المشروع الياباني والشركة المنفذة شركة ماليزية، وتآمروا عليه!!
وسوف أتناول هذا الموضوع في مقال كامل، وسأفضح فيه شخصيات كبيرة من أبناء المحافظة..
التحية لهذا المحافظ العملاق، ونرسل له تعازينا، لما حصل لشجرة ابن الغريب ولوكان موجودا لتخذ عدداً من الحلول، وشكل غرفة إنعاش للشجرة..
رحل الأوفياء، وعهدهم الجميل رحل رجال الدولة وعظمائها، وتبقى أو بقي مسؤولين بدرجة جباة للمال العام ومشاغلة المواطن..
في الأخير شجرة ابن الغريب مثلها مثل أي مواطن شريف ضاقت به الدنيا، فانفجر أو انتحر أو ودع الدنيا كمدا على ما يحصل في عاصمة الثقافة اليمنية.
وكيل محافظة تعز للشئون الفنية