
هل تصل البتكوين إلى 120 ألف دولار على المدى القصير؟
تبرز العملات المشفرة - وعلى رأسها البتكوين - بصدارة المشهد كمحور للرهانات الاستثمارية وكأداة تحوط محتملة ضد تقلبات الأسواق التقليدية.
وبينما تسود حالة من الترقب بشأن توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وكذلك السياسات التجارية جراء حرب الرسوم التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، تتوالى التقديرات المتفائلة بشأن مستقبل البتكوين، مدفوعة بعوامل متعددة تتقاطع فيها اعتبارات الاقتصاد الكلي مع التحولات في سلوك المؤسسات المالية الكبرى.
هذا التفاؤل المتصاعد لا يخلو من الجدل، إذ تتباين الآراء بين من يرى في البتكوين أفقاً مفتوحاً للصعود إلى مستويات قياسية، ومن يحذر من أن السوق ما زالت خاضعة لعوامل مزاجية حادة وتقلبات مفاجئة.
في هذا السياق، نقل تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" عن المحلل لدى ستاندرد تشارترد، جيف كندريك، قوله إن انخفاض سعر البتكوين في بداية العام سيفسح المجال لارتفاع جديد إلى مستويات قياسية هذا الربع.
ويتوقع أن تصل العملة الأكبر إلى أعلى مستوى قياسي له في الأشهر المقبلة، مع وجود رياح مواتية تساعد في دفع البتكوين إلى 120 ألف دولار.
وكتب رئيس أبحاث الأصول الرقمية العالمية:
- "بينما من الصعب تحديد توقيت الارتفاعات الحادة في البتكوين، فإننا نعتقد بأن الفترة الحالية من إعادة تخصيص الأصول الاستراتيجية المحتملة بعيداً عن الأصول الأميركية قد تؤدي إلى الارتفاع التالي من هذا القبيل".
- "إذا كان الأمر كذلك، نتوقع بلوغ أعلى مستوى تاريخي في الربع الثاني مع تحقيق المزيد من المكاسب خلال الصيف. ونحافظ على توقعاتنا لنهاية العام عند 200,000 دولار أميركي".
تُقدم تلك التصريحات منظوراً مُتفائلاً بشأن أصل شهد أداءً مُخيباً للآمال حتى الآن هذا العام.
كان الأمل مُرتفعاً بأن سياسات واشنطن المُؤيدة للعملات المشفرة ستدفع بتكوين إلى المزيد من المكاسب، لكنها فقدت زخمها بعد أن لامست 109,000 دولار في يناير.
CoinMena: البتكوين ستبلغ 700 ألف دولار في 5 سنواتثلاثة أسباب رئيسية
يرى كندريك أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تُعزز من توقعاته الإيجابية لعملة البتكوين خلال الفترة المقبلة:
أولاً: التوترات الاقتصادية والجيوسياسية:
تؤدي هذه التوترات إلى تنامي حالة عدم اليقين التي تدفع المستثمرين للبحث عن بدائل غير تقليدية، ومنها العملات المشفرة.
فمع تراجع الثقة في أدوات الملاذ الآمن التقليدية مثل الدولار وسندات الخزانة الأميركية نتيجة لتصعيد الرسوم الجمركية والضغوط على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، تزداد جاذبية البتكوين.
ثانياً: تأثير السياسات التجارية الأميركية:
يربط كندريك بين إعلان ترامب تأجيل الرسوم الجمركية في أبريل وارتفاع سعر البتكوين بنسبة 24 بالمئة منذ ذلك التاريخ، متجاوزاً أداء أسهم التكنولوجيا. ويُشير إلى أن المستثمرين الأميركيين يسعون للتحوط من المخاطر المحلية عبر شراء أصول رقمية غير خاضعة للسيطرة الأميركية، كما أن حيتان السوق -أي كبار المستثمرين في البتكوين- كثفوا من تجميع العملة الرقمية خلال فترات الهبوط.
ثالثاً: نمو الزخم المؤسسي:
يتوقع كندريك أن تُظهر إفصاحات صناديق الاستثمار في مايو ارتفاعاً ملحوظاً في اقتناء البتكوين من قبل صناديق تقاعد وصناديق ثروة سيادية، ما يُشير إلى دخول مؤسسي أوسع
OTS Capital: الدول قد تتعامل بالعملات المشفرة أثناء الأزماتتقلبات الكريبتو
من جانبه، يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
- سوق العملات المشفرة معروف بشدة تقلباته.. وهذه السمة ليست جديدة على عالم الكريبتو.
- التوقعات القوية التي يطلقها بعض المحللين أو المستثمرين قد تكون مبنية أحياناً على دراسات واقعية للسوق، بينما في أحيان أخرى تكون مجرد محاولات للضغط على السوق أو السعي خلف "التريندات الإعلامية".
ويضيف سعيد: "عندما يخرج اسم كبير بتوقعات لأرقام مرتفعة، فإن ذلك يمنح دفعة معنوية قوية لحاملي البتكوين، وقد يشجع المترددين على الدخول للسوق"، موضحاً أن التوقعات المتفائلة تستند إلى عدة عوامل، أبرزها:
- دخول المؤسسات المالية الكبرى وصناديق الاستثمار إلى سوق العملات المشفرة، مما يزيد الطلب ويرفع مستويات السيولة.
- كما تلعب العوامل الاقتصادية مثل معدلات التضخم وسياسات البنوك المركزية الخاصة بأسعار الفائدة دوراً رئيسياً، حيث يرى بعض المستثمرين في البتكوين مخزنًا للقيمة ووسيلة للتحوط ضد التضخم.
ويشدد خبير أسواق المال على أهمية التعامل بواقعية مع المستويات المستهدفة والتوقعات، موضحاً أن سوق البتكوين تتميز بمخاطرها العالية وتقلباتها العنيفة، حيث قد ترتفع الأسعار بشكل صاروخي في يوم واحد وتنخفض بشكل حاد في اليوم التالي بفعل أخبار سلبية أو تغيرات مفاجئة في المزاج العام للمستثمرين.