
كيف تناول الإعلام الأمريكي والدولي حديث الرئيس ترامب عن استسلام عصابة الحوثي؟
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استسلام عصابة الحوثي وايقاف هجماتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، موجة واسعة من ردود الفعل في وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، انقسمت بين الترحيب بما اعتبرته "نجاحًا استراتيجيًا"، وبين التحذير من هشاشة الاتفاق وافتقاده للضمانات.
انتصار السياسة عبر القوة
قناة فوكس نيوز المحافظة وصفت الخطوة بأنها "انتصار حاسم" لترامب، معتبرة أن الحملة العسكرية الأمريكية التي استمرت 50 يومًا واستهدفت أكثر من ألف موقع تابع للحوثيين، نجحت في كسر شوكة الجماعة وإجبارها على الرضوخ.
وأشادت الصحيفة بسياسة "الردع" التي تبناها ترامب، معتبرة أن وقف إطلاق النار يعزز موقعه الدولي.
ضربة لإيران ومكسب لترامب
بدورها، اعتبرت صحيفة نيويورك بوست أن الاستسلام الحوثي يمثل ضربة قوية لإيران، الحليف والداعم الرئيس للجماعة.
الصحيفة رأت أن الاتفاق يعزز موقف ترامب التفاوضي قبل زيارته المرتقبة إلى الخليج، ويُحسب له دبلوماسيًا كزعيم "فرض هيبة أمريكا".
أتلانتيك: اتفاق هش ومؤقت
من جانب آخر، عبرت ذي أتلانتيك عن تشككها في جدوى الاتفاق، معتبرة أنه "هش" وقابل للانهيار في أي لحظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين استمروا في استهداف إسرائيل حتى بعد إعلان وقف النار، ما يثير تساؤلات حول مدى التزامهم الفعلي. وتحدثت عن احتمالية وجود صفقة غير معلنة بين واشنطن وطهران خلف الكواليس.
لا ضمانات واضحة
موقع فوكس وصف الاتفاق بـ"الغامض"، محذرًا من غياب أي بنود معلنة أو ضمانات تضمن تنفيذه.
وأشار إلى أن ترامب أعلن النصر دون الكشف عن أي تفاصيل حول آلية مراقبة التنفيذ أو دور الأمم المتحدة أو الحكومة اليمنية.
غموض موقف الحوثيين
أما إيه بي سي نيوز، فنقلت عن قيادات عصابة الحوثي قولها إن الجماعة لا تعتبر نفسها "مستسلمة"، بل ستقوم بـ"تقييم" لوقف إطلاق النار المعلن من قبل واشنطن. ما يفتح الباب أمام احتمال نكوصهم عن الالتزام الكامل بالاتفاق، خاصة في ظل غموض الموقف الرسمي للجماعة.
صمت الشرعية اليمنية
وفي سياق متصل، لفتت بعض التحليلات إلى غياب أي موقف رسمي معلن من الحكومة اليمنية الشرعية، رغم أن الاتفاق يتعلق بمصير الصراع داخل أراضيها. ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التفاهمات قد تمت بمعزل عنها، وعمّا إذا كانت ستحترم واقعًا على الأرض لا تشارك فيه.
وفي هذا السياق، أثارت وسائل إعلام أمريكية ودولية تساؤلات بشأن صمت الحكومة اليمنية الشرعية تجاه الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وعصابة الحوثي.
فقد أشارت صحيفة فوكس إلى غياب الشفافية في الاتفاق وعدم نشر بنوده، مشيرة إلى أن الحكومة الشرعية تبدو مغيبة عن تفاصيله. بينما نوهت صحيفة واشنطن إكزامينر إلى عدم صدور أي تعليق من البنتاغون حول موقف الحكومة اليمنية، مما يعكس ضعف التنسيق.
من جهتها، لفتت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الاتفاق تم الإعلان عنه دون مشاركة أو رد فعل من الشرعية اليمنية، وهو ما يثير تساؤلات حول تمثيل الاتفاق لمصالح اليمنيين.