
اختبارات على الأرض وأرقام جلوس مكتوبة على البلاط..!
في مشهد أقرب إلى زوايا الاحتجاز أو مخيمات اللاجئين، خاضت طالبات الثانوية العامة في مدرسة "26 سبتمبر" بمديرية صبر الموادم – تعز، أولى اختباراتهن في مركز اختباري يفتقر لأبسط مقومات البيئة التعليمية السليمة.
الصورة الملتقطة من داخل المركز الاختباري بالعنين – عزلة سيعة، تُظهر طالبات يفترشن الأرض، ويجلسن القرفصاء على بلاط بارد كُتبت عليه أرقام جلوسهن، في ظل غياب تام للمقاعد أو الطاولات، ما يعكس حجم المعاناة التي تواجهها الطالبات في سبيل نيل حقهن في التعليم.
رغم شدة حرارة الطقس وسوء الظروف، وجدت الطالبات أنفسهن مضطرات للجلوس على الأرض خلف زميلاتهن، مضحيات براحتهن ونظافة ملابسهن، فقط من أجل أداء اختبار مصيري يفترض أن يُجرى في بيئة مناسبة تحفظ كرامتهن وتضمن لهن التركيز.
وقال شهود من أولياء الأمور إن ما جرى يمثل "فضيحة تربوية"، ويعكس غياباً صارخاً للتخطيط والمسؤولية من قبل مكتب التربية والتعليم في المحافظة، متسائلين عن كيفية اعتماد مدرسة غير مجهزة – ولا تحتوي حتى على أثاث – كمركز لاختبارات شهادة الثانوية العامة.
وفي هذا السياق، يوجه الكاتب نداءً عاجلاً إلى قيادة مكتب التربية بتعز، وخصوصاً المختصين بالمناهج والتخطيط التربوي، بضرورة التدخل السريع، إما بتوفير مقاعد كافية للمركز من أقرب مدرسة مجاورة ولو مؤقتاً، أو بنقل المركز بالكامل إلى مدرسة مؤهلة تستوفي الحد الأدنى من المعايير الإنسانية والتربوية.