Image

غزة على مفترق التهدئة قبل زيارة ترمب... ومصر تراهن على ضغوط واشنطن

تدخل جهود التهدئة في قطاع غزة مرحلة حاسمة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وسط تعويل مصري على ضغوط أميركية «ثقيلة» تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترمب على إسرائيل، في محاولة للوصول إلى اتفاق هدنة قبل أو بالتزامن مع زيارة ترمب المرتقبة إلى المنطقة، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضغوط غير مسبوقة تمارسها واشنطن على حكومة بنيامين نتنياهو، لدفعها نحو اتفاق إنساني أو صفقة تبادل رهائن مع حركة «حماس». ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة أبلغت تل أبيب بأنها ستكون بمفردها إذا لم تتحرك نحو صفقة. وفي سياق متصل، رجّحت يسرائيل هيوم أن تشمل زيارة ترمب إسرائيل في حال تم التوصل إلى اتفاق.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إن بلاده تعوّل على الدور الأميركي في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن "لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية". وأكد في لقاء لاحق مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ استمرار الجهود المصرية، بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة، لإعادة إطلاق وقف النار وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ويرى السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الضغط الأميركي قد يكون حاسماً إذا كان ترمب جاداً، مشيراً إلى أن مصر تبذل جهوداً مكثفة لتحقيق التهدئة، بينما تتجه إسرائيل عكس الاتجاه الأميركي. واعتبر حسن أن بقاء نتنياهو في السلطة بات مسألة وقت، حتى لو استمرت حكومته حتى انتخابات 2026.

وفي المقابل، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب أن الضغوط الأميركية لا تزال "شكلية" حتى الآن، وقد تقتصر على تسهيلات إنسانية لا ترتقي إلى مستوى الهدنة الشاملة، محذراً من أن غياب الحلول السياسية سيؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار.

وتأتي هذه التطورات في وقت ذكرت فيه نيويورك تايمز أن ترمب يدرس الإعلان عن خطة لإيصال مساعدات إلى غزة قبل بدء جولته الشرق أوسطية، فيما تحدث الكاتب الأميركي توماس فريدمان عن تحول في موقف واشنطن، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو لم تعد حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة، وأن استثناء إسرائيل من جولة ترمب يمثل رسالة سياسية واضحة.

وبينما تتسارع الخطى السياسية والدبلوماسية، يبقى المشهد مفتوحاً على كافة الاحتمالات، من اتفاق إنساني محدود إلى هدنة مؤقتة، ما لم تتبلور إرادة أميركية حاسمة لفرض تسوية توقف نزيف الحرب في غزة.