فايرستاين.. سفير للقذارات (الإخوانية)

06:51 2018/05/11

كأنه لا يكفي اليمن من النكبات والمتطفلين هذا الذي هو فيه حتى يكرس جيرالد فايرستاين نفسه في هذا الخضم الطافح بالطفيليات السامة كإضافة ليس لها ضرورة إلا في كونها تعزيزاً للتلوث الحاصل.

وفايرستاين هذا هو سفير الولايات المتحدة في صنعاء سابقا، وأحد أصحاب الصدور العارية في ساحات العاصمة عام 2011 المطالبة بإسقاط النظام، وهو أحد أبرز حاملي راية إفك الستين مليار دولار التي قيل إن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح نهبها.

كتب الدكتور أبوبكر القربي تغريدة في تويتر دعا إلى رفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح باعتبارها (أي العقوبات) غير قانونية وتفتقد إلى ما يبررها، غير أن فايرستاين الذي كان الذراع الطولى في استصدارها والذي بررها - آنذاك - في كون أحمد علي صالح، ساعد الحوثيين في الدخول إلى صنعاء وتقويض سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي والانقلاب على الشرعية ووثيقة الحوار الوطني والأقلمة، كل هذا التضليل الذي دفع بلاده للضغط على مجلس الأمن بإدراج السفير أحمد علي استهدف إرغام الرئيس صالح على تسليم رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام للرئيس عبدربه منصور هادي..

يمكن القول إن فايرستاين شكل الجسد الأثيري لأحقاد الإخوان المسلمين على الرئيس علي عبدالله صالح ونجله أحمد ولا يمكن اعتبار ذلك السلوك جزءاً من السياسة الأمريكية تجاه اليمن وصالح وأسرته، إذ لايوجد في السياسة الدولية أحقاد شخصية وعواطف ضد أشخاص بعينهم لكونهم أشخاصا.

ولكن بعبارة أخرى نستطيع القول إن السفير الأمريكي السابق أصبح موظفا في الكراهية الممولة من قبل دولة قطر، هذا واضح وجلي في كل ما يدلي به لقناة الجزيرة، لسان حال دولة قطر.

الوظيفة الجديدة للسفير الأمريكي السابق بعد تقاعده أنه أصبح سفيراً للقذارات (الإخوانية) باعتبار الحقد والكراهية قذارة وسموما، إذ ليس بالضرورة أن يعتنق الأمريكي الأشقر ذو الديانة المسيحية فكر سيد قطب أو حسن البناء أو يكون حنبلياً أو شافعياً أو متأثراً بخرافات عبدالمجيد الزنداني وعبدالله صعتر، ليس على المرتزقة سوى الخدمة واستلام الأجر مقابلها، وهذا ما يفعله فايرستاين الذي تقمص جلباب توكل كرمان فذهب لمطالبة السفير أحمد علي عبدالله صالح بتسليم ما أسماها مليارات أبيه كشرط لرفع العقوبات.

من الخطأ مناقشة فايرستاين في موضوع أن العقوبات المفروضة لم تكن بسبب المليارات المزعومة ولكن بناءً على أكاذيب أخرى اصطنعها فايرستاين نفسه وهي أن أحمد علي ساعد الحوثيين على الإطاحة بسلطة هادي، وتغريدته الأخيرة بخصوص الأموال إنما هي تجسيد لاهتزازه مع إيقاع خلخال (الإخوانية) توكل كرمان، وليس لرعشته هذه أية أهمية مثلما هو أيضا بلا أهمية.

غير أنها مناسبة للحديث عن الأموال التي يُزعم أنها منهوبة وقد طال الكلام حول ذاك، وقد كثر الحديث عن أموال الزعيم علي عبدالله صالح في حياته أثناء سلطته وبعد استشهاده ولكن لم يطف على السطح سوى الأقاويل المقيتة..

 

ثمة لجنة اسمها خبراء العقوبات تابعة لمجلس الأمن حققت وتحرت وتقصت وبذلت كل جهدها في موضوع الأموال التابعة للشهيد علي عبدالله صالح خلال ثلاث سنوات وبمعاونة دول العالم للبحث عن هذه الثروة المزعومة والمقدرة بنحو ستين مليار دولار، ثم وصلت إلى نتيجة مفادها أن تلك الثروة الخيالية موجودة فقط في رؤوس المهووسين بالعداء ضد الشهيد وأبنائه..

اللجنة فتشت في بنوك العالم ومصارفها وشركاتها، علماً أن الأمم المتحدة خسرت ملايين الدولارات تكاليف البحث عن أموال صالح هذه ثم لم تصل لشيئ سوى الحقيقة القائلة بأن من تغدى بكذبة ما تعشى بها.

هل علي عبدالله صالح على هذه الدرجة من الخطورة والنفوذ الدولي حتى وقد توفاه الله بحيث يستطع وقد فارق الحياة حجب أعين العالم عن كشف أمواله؟ ام أن الحقيقة هي التي تتكشف عن أن ما قيل عن ثروة الزعيم الشهيد، رحمه الله، كانت أضاليل وأكاذيب يقف وراءها الحقد والخبث والنكاية وسوء النية اصطنعها وانتجها خصومه السياسيون وموظفو هذه الخصومات وخدامها ومن بينهم السفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين السيئ الصيت؟

صالح الشهيد وأبناؤه وبمقدمتهم السفير أحمد علي عبدالله صالح أشرف من أنجبتهم الأرض اليمنية، نزاهة وحباً لليمن وشرفاً وطنياً. كنت مقرباً من الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وذات يوم تباحثت معه، رحمه الله، في كيفية تدبير تكاليف طباعة صحيفة اليمن اليوم التي أترأسها؛ قال: نحن نبيع أصول مؤسسة الصالح وليس لدينا أموال.

قلت له: سوف أرفع قيمة سعر الصحيفة إلى مائة ريال وبذلك نوفر قيمة التكاليف؛ قال: لو كانت الأموال موجودة ما تأخرت عليكم، بلغ العاملين تحياتي واطلب منهم الصبر ولسوف تنجلي.

أوقفت صحيفة اليمن اليوم مرات عديدة عندما لم نستطع تدبير تكاليف الطباعة ! قال لي زميلي نايف حسان مالك المطبعة: ياعبدالله، هل علي عبدالله صالح فقير؟ قلت: نعم. سوف أطبع الصحيفة، ولكن وفروا لي قيمة الورق.

في ذلك الوقت كان أحمد علي يراسلني من أبوظبي، من سجنه الإجباري؛ يجب إصدار الصحيفة. ماذا أفعل؟ صالح وأبناؤه ليسوا أثرياء.. تلك هي الحقيقة. وما يقال عن الستين مليارا ليست سوى (خشرطات) يراد بها استهداف تاريخ الرجل الحر الشريف وأبناءه الشرفاء وبمقدمتهم أحمد علي عبدالله صالح.