Image

هل يتجسس هاتفك على كلامك بغرض الإعلانات؟.. (إليك الدليل)

يبدو أن هاتفك يقوم بالتجسس عليك، ويرصد تحركاتك أينما كنت، ويقدم تقريرًا مفصلًا عنها.

ففي تحقيق نشرته صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، كشفت الصحيفة كيف أن الهاتف يراقبنا من قبل ”فيسبوك“ وحتى ”واتساب“.

وقالت مراسلة الصحيفة التي أعدت التقرير، إنها بينما كانت في عشاء مع أحد الأصدقاء، ذكرت صدفة عمليات جراحة الليزر، لتتفاجأ عند عودتها بسيل من الإعلانات يمطر حسابها الخاص على ”فيسبوك“.

وبعد ذهابها لعمل فحص دم، وجدت أيضًا هاتفها يعرض لها إعلانات وصفحات عن عروض لمراكز تحاليل طبية.

وفي البداية لم تلقَ اهتمامًا لما حدث، إلا أنها ومع تكرار الأمر بدأت تشك في وجود خطب ما وهو ما دعاها إلى تجربة ذلك.

بدأت تتحدث مع كل من حولها في أمور اعتيادية مثل النظارات والمكياج، وكانت النتيجة المتوقعة أيضًا هي وجود مثل تلك الإعلانات على ”فيسبوك“.

وفي خطوة نهائية، قامت المحررة بإبقاء هاتفها طوال الليل بجوار الراديو على محطة إيطالية، ليعج ”فيسبوك“ بإعلانات المطاعم والمحال الإيطالية، وهو ما لا يترك مجالًا للشك بأن ”فيسبوك“ يتجسس على كل ما يصدر عنا من كلمات سواء مكتوبة أو مسموعة.

إلا أن ما كان مفاجئًا لها، هو حين قام صديق لها بإرسال صورة شنطة ثمينة على ”واتساب”، ودار حديث بينهما عن رغبتها في الحصول على واحدة منها لكن بسعر آخر، لتجد هاتفها يعرض عليها نسخة مقلدة بسعر زهيد لنفس الشنطة.

هل تتجسس علينا ميكرفونات هاتفنا بغرض الإعلانات

وفي مواقف مشابهة تم الكشف عنها، نفى ”فيسبوك“ بشدة استغلاله الهواتف بغرض الإعلانات، كما نشر استطلاعًا بأن هل ما يحدث صدفة أم هو مقصود؟ وقد أجاب أكثر من 25 شخصًا بالموافقة على كون ما يحدث صدفة بحتة.

لكن ماذا عن ”واتساب“ إذا كان ينفي حتى معرفته ما دار من حديث بين طرفين؛ بسبب خاصية تشفير الرسائل، فكيف يحدث أن يتم التدخل بهذا الشكل في حوار عن شيء ما؟.

لذا لجأت المحررة للدكتور فيتور جيسوس، وهو كبير المحاضرين في مجال الأمن الإلكتروني والخصوصية في جامعة برمنغهام، والذي لم يبدو مندهشًا أبدًا من تسلسل الأحداث.

وأضاف أنه ”في كل مرة تحمل فيها تطبيقًا ما وتسمح له بالوصول إلى المعلومات الشخصية، سواء كانت صورًا أو جهات اتصال أو ميكروفونًا، فإنك تصبح مستهدفًا“.

وتخبرنا الشركات أنها تفعل ذلك، ولكن المعلومات مدفونة في اتفاقيات وسياسات طويلة لا يقرأها أحد.

وأضاف: ”لا يوجد ما يسمى تطبيقًا مجانيًا فجميعها لها أهداف ربحية، كما أن هواتفنا تأتي بخاصية تشغيل تطبيقات المساعد الشخصي مثل سيري و أليكسا، وهو ما يعني إمكانية استغلالها من قبل برامج وتطبيقات أخرى دون علمك“.

ويقول خبراء، إن الطريقة الدقيقة لهذه الخطة ليست واضحة تمامًا، إلا أنه يمكن القول إن هناك كلمات أساسية تساعد الهاتف على استدراج إعلانات ما ليتم نشرها على تطبيقاتك، ومن المرجح أن مطوري التطبيقات هم من ينشؤون هذه القائمة من الكلمات الرئيسية المتعلقة بالمعلنين أو منتجاتهم.

كما يعتقد باولو سارتوري، العضو المنتدب في شركة TransWorldCom للأمن الإلكتروني، أن شركات مثل ”فيسبوك وواتساب وإنستغرام“ تمتلك جميع الخوارزميات المتقدمة التي تسمح لهذه العملية بالعمل بفعالية.

وفي محاولة لطمأنة المستخدمين، صرح ديفيد إيم، الباحث الرئيس في الأمن في شركة ”الحماية الإلكترونية الدولية كاسبرسكي لاب“، بأنه ”لا يوجد شخص يستمع لكل كلمة لدينا، وأنه ليس من الممكن لجهاز تحديد قائل هذه الكلمة، وإنّما هو نظام تتبع كلمات مفتاحية“.

إلا أنه حذر من جميع التطبيقات، مؤكدًا أن ”لا شيء مجانيًا أبدًا هذه الأيام، فهناك طرق مختلفة ووسائل ملتوية للدفع“.