غاية الإمارات في اليمن

05:30 2020/02/16

استكملت دولة الإمارات العربية المتحدة سحب قواتها المشاركة في اليمن، بعد نجاحات لا يمكن لأي منصف أن يغفلها أو يشوهها، مهما تعالى صياح وهذيان الإخوان وهرطقة بعض القيادات في الشرعية الفندقية، والذين حاولوا إلصاق التهم وتوزيعها على الدور الإماراتي الذي كان حليف كل نصر ومسانداً لكل جهد يمني صادق تجاه اليمن وشعبه ومستقبله في المحافظات الجنوبية أو الساحل الغربي، وقبل ذلك مأرب التي ضحت في سبيلها الإمارات بعدد من الشهداء لاستعادتها من يد العميل الإيراني "جماعة الحوثي".
 
على مدى سنوات الحرب الأربع في اليمن، تكامل الجهد العسكري الإماراتي مع العمل الإنساني الذي لمسه كل أبناء المحافظات المحررة عبر مساهمات خدمية قدمها الهلال الأحمر الإماراتي، من مساعدات غذائية ودوائية ومعونات مالية وإنشاء وترميم عدد من المدارس والمرافق الصحية على امتداد الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية وصولاً لجزيرة سقطرى.
 
أربعة أعوام أثبت فيها المقاتل الإماراتي كفاءته وحرفيته، وأكد بالدم أنه للعروبة والأمن القومي العربي ناصر ومعين، كما أثبتت القيادة الإماراتية حكمتها وترفعها فوق كل محاولات حزب الإصلاح التي هدفت للنيل من المشاركة الإماراتية تشويها وتزويرا وتلفيقا، فالإماراتيون يعلمون أن الإصلاح لن يكونوا أكبر من ظاهرة صوتية وإن كانت مزعجة، ولن يكون لهم أثر وتأثير رغم تحكمهم في الشرعية، كونهم مجرد أدوات تابعة لممول ينفذون أجندته ويفتقدون للولاء لليمن، لذا لا يستحقون أن يعيروهم اعتباراً ما داموا مخربين لوطنهم وعملاء لأعدائه.
 
ومما لا شك فيه أن العداوة الإصلاحية للإمارات لم تأت من فراغ، ولم تكن نتيجة ما يدعونه بأنهم يقفون في وجه الأطماع الإماراتية كما يقولون، رغم أنهم هم -الإصلاح- قد نهبوا البلاد وأفسدوها، ولم يبقوا فيها لأي طامع مطمعاً! ولكن العداء الإخواني سببه كشف أبو ظبي لمخططاتهم وإحباطها، ورفضها القاطع بأن تكون مجرد خزينة تصرف الأموال للإخوان في اليمن، تحت مسميات المقاومة التي تحولت لبيوت استثمارية خالصة بتنظيم الإخوان، ومن خلالها يعمدون لإطالة أمد الحرب لاستنزاف التحالف مالياً وعسكرياً، وهذا ما فطن له الإماراتيون فكانوا له بالمرصاد، رافضين أن يقدموا الدعم إلا لمن آمن باليمن ويرفض أن يكون دمية تحركها الدوحة وأنقرة، وكذلك طهران.
 
وكاعتراف مفروض علينا أن نعترف أنه ما من جبهة دخلت فيها الإمارات بجندها أو مساندتها إلا وكان النصر حليفها، وما من جبهة استحوذ عليها الأبطال ممن تلقوا التدريب والدعم من الإمارات إلا ومرغوا أنف الحوثي في التراب، لأنها ببساطة أهلتهم بعقيدة الوطن والتضحية لأجل اليمن، بعكس تلك التشكيلات الحزبية التي سلمت المواقع والعتاد بعد سنوات من إقامة الأعراس والليالي الملاح، وفي كل انتكاسة يرمون فشلهم على الإمارات، اليوم وكل يوم تتجلى الحقيقة أن عين الإمارات ليست على سقطرى ولا مطمع لها في باب المندب، كما يهرطق "الإصلاح"، هي فقط تريد أن تقول لليمنيين "هذه بلادكم وبيدكم ودمائكم وجهدكم تحررونها، نحن كنا وسنظل عوناً لكم، ولكننا لن نقاتل نيابة عنكم أو نعمل المعجزات لأجل مستقبلكم، آمنوا باليمن واعملوا لأجلها فقط".
 
فشكراً للإمارات وجيشها وجهدها وحكامها، ودامت مواقفهم العروبية، وكما كانوا عوناً لنا فلزاماً علينا وعهداً لا بد أن نوفيه بأننا نكون سنداً وعضداً لها، فأمننا القومي يتجسد بارتباطنا بعمقنا العربي.