Image

مبارك.. حين يعيد الشعب والجيش الاعتبار للقائد

في يناير 2011 وأثناء احتجاجات شعبية واسعة بث التلفزيون المصري اجتماعاً لمجلس الدفاع برئاسة طنطاوي، وحينها كان محمد حسني مبارك لا يزال رئيساً، ولم يقدم استقالته، غير أن الاجتماع دون حضوره كان إعلاناً بتدخل الجيش المصري وحسم الأمر وفرض إزاحة الرئيس مبارك.
 
 
مبارك هو أحد أبرز الضباط في الجيش المصري الذين كان لهم دور محوري في الحروب التي شارك فيها وخاضتها القوات المصرية، حيت شارك في حرب اليمن وحرب 67 وحرب 73 وحرب الخليج، وفي كل هذه الحروب كان قائدا ومقاتلا فهو طيار حربي امتلك قدرات كبيرة.
 
يتحدث اللواء محمد صالح مكرم، الطيار السابق بالقوات الجوية المصرية، عن دود حسنى مبارك وتنفيذه المهمات القتالية أثناء حرب اليمن في الستينات من خلال رحلة لا يتوقف فيها يطلق عليها "one shot".
 
ويقول مكرم لصحيفة الوطن المصرية، إن عبدالناصر كان يثق فى قدرات مبارك جدا بحكم أنه أقدم طيار قاذفات قنابل فى مصر حينذاك، وكان يقود نوعين من الطائرات "KU 16" و"اليوشن" وهى قاذفات قنابل بعيدة المدى وروسية الصنع إنتاج "1955- 1960" وكان ينطلق من مطار ألماظة وحتى اليمن لتنفيذ الضربات والعودة مرة أخرى دون توقف.
 
ويطير مبارك، حسب مكرم، عشر ساعات ذهابا وإيابا في مهمته لضرب أهداف الملكيين في اليمن، وكان يقوم بتخفيض حمولة القنابل على الطائرة لحمل وقود إضافي يكفي الرحلة.
 
كان مبارك أحد القادة العسكريين العرب الذين استهدفتهم فوضى الربيع العربي إلى جانب الزعيم علي عبد الله صالح والعقيد معمر القذافي، وثلاثتهم كان لهم حضور قوي في صناعة ثورات بلدانهم التحررية أو المشاركة في الدفاع عن جمهوريات الدول الثلاث.
 
تعرض مبارك لممارسات وإهانات تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتم التعامل معه كحاكم سياسي دون أي اعتبار لتاريخه النضالي الوطني المشرف، وتم نقله للسجن وبشماتة مقززة كان قادة الإخوان يتعاملون معه وكأنهم بنتقمون من تاريخه الوطني المشرف.
 
وظهر القيادي في حركة الإخوان المسلمين عصام العريان في تسجيل مصور يتحدث مع عمرو موسى السياسي المصري المعروف بلغة شامتة عن مبارك رافضا أي حديث عن الإفراج عنه من السجن.
 
لم تستمر نشوة الإخوان في تربعهم على عرش مصر وخرج الشعب المصري في أكبر حشد شعبي تشهده أرض الكنانة للإطاحة برئيس الإخوان المسلمين الذي وصل للحكم بعد فوضى الربيع العربي، وكانت ثورة يوليو التي أطاحت بمحمد مرسي بمثابة رد الاعتبار للرئيس محمد حسني مبارك.
 
غادر مبارك السجن بعد أن كان محمد مرسي قد ذهب إلى السجن وعاش بقية حياته، التي كانت بعد السجن قصيرة، حرا ومات بعد أن برأه القضاء المصري من التهم المنسوبة إليه.
 
وحين كان مبارك يحاكم لوحظ احتفاظه بتقاليد العسكرية وحفاظه على أسرار الدولة حين كان يرفض الإجابة عن أسئلة الادعاء وقاضي المحكمة.. كان أيضا يطلب إذنا خطيا من الدولة والرئاسة للرد وكشف اسرارا يعتبرها تمس الأمن القومي المصري.
 
توفي مبارك اليوم وتم نعيه من قبل الجيش المصري كأحد قادة الجيش الذين كان لهم إسهام فاعل في مراحل مختلفة.. هذا الترابط بين مؤسسة الجيش المصري وقادتها هو ما يبقي القوات المصرية بعيدة عن أي اختراقات قد تؤثر في بنيتها.. احترام العسكرية وحب مصر والتضحية هو ميثاق عسكري مصري عريق