Image

ملييشيات الحوثي على على خُطى إيران.. تضليل وخرافات حول فيروس كورونا

على عكس ما تبديه مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- من حرص على حياة المواطنين في مناطق سيطرتها، ومزاعمها اتخاذها إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا، تمارس في الوقت ذاته تضليلا منظما حول الوباء ومخاطره وخاصة في أوساط المنخرطين في صفوفها.
 
وخشية نفورهم وعزوفهم عن المشاركة في فعالياتها المتعددة، زعمت مليشيا الحوثي أن فيروس كورونا إنما هو "صناعة امريكية وسلاح جرثومي لتأديب الشعوب التي تتحدى أمريكا اقتصاديا أو عسكريا".
 
وأقرت مليشيا الحوثي في صنعاء يوم السبت ايقاف الدراسة، وتقديم موعد الامتحانات إلى 21 مارس الجاري، واستحداث مراكز عزل صحي في المحافظات والموانئ، وتعليق رحلات الطيران القادمة إلى صنعاء لمدة أسبوعين.
 
وفيما أقرت مليشيا الحوثي، ما أسمته برفع الوعي المجتمعي عبر وزارات الاوقاف، الاعلام، الصحة، لأسباب المكافحة والوقاية، منها: (عدم التجمعات، عدم المصافحة، الاهتمام بالنظافة الشخصية)، كان لافتا تجاهلها للفعاليات الاحتشادية التي تنظمها الجماعة من حين لآخر تحت مسميات عدة.
 
وفي الاثناء تنظم مليشيا الحوثي فعاليات على مستوى المحافظات تجت مسمى (فعاليات الذكرى السنوية) لمقتل حسين الحوثي، والذكرى الخامسة لما اسمته المليشيا (اليوم الوطني للصمود في وجه العدوان).
 
 
تفاصيل حوثية خرافية حول كورونا
 
وفي تعميم موزّع على نشطاء الجماعة ومشرفيها الثقافيين، تزعم مليشيا الحوثي أن إعلان السلطات في امريكا لحالة الطوارئ جاء بعد تفشي الوباء، ووفاة العالم الأمريكي الذي اخترع الفيروس (ديمتري مارتيوس من سكان ولاية كاليفورنيا)، زاعمة أن الفيروس انتشر بين افراد اسرته وقضى عليهم جميعا "بعد ما انتقل الفايروس منه ومن أسرته إلى عدد كبير في أمريكا، حيث أصبح لا يمكن السيطرة عليه الآن لتعلن أمريكا حالة الطوارئ".
 
وتروي مليشيا الحوثي تفاصيل خرافية دقيقة لتضليل الرأى العام واتباعها، زاعمة أن زوجة العالم الأمريكي اتصلت به "أثناء ما كان يعمل في المختبر وأخبرته بتعرض ابنته الصغيرة إلى وعكه صحية منعتها من تناول الطعام والشراب"، مشيرة في هذا السياق إلى خروج العالم مارتيوس "مسرعا من المختبر باتجاه منزله بدون شعور".
 
وفي استغفال صريح تزعم مليشيا الحوثي في تعميمها التضليلي، أن العالم الامريكي "خرج من المختبر بملابس العمل، وبدون ان يستحم ويعقم نفسه، وفي تلك الثياب الملونة عانق ابنته المريضة، وأفراد عائلته مما أدى إلى إصابتهم بفايروس كورونا وبعد اسبوع مات أطفاله الثلاثة ثم زوجته ثم مات مارتيوس".
 
ومن هذه النهاية التراجيدية التضليلية تتوصل مليشيا الحوثي لخلاصة إذ تؤكد لأتبعها أن "السحر انقلب على الساحر"، داعية لنشر هذه الخلاصة وتداولها على نطاق واسع "ليعلم المنافقون والمجرمون كيف تكون عاقبتهم"- حسب مزاعمها.
 
مصير مجهول لقيادات حوثية في إيران
 
ويأتي ترويج مليشيا الحوثي لمثل هذه الخرافات في صفوف اتباعها في حين ما يزال مصير عشرات الطلاب الموفدين إلى ايران للدراسة غامضا، كما تتكتم مليشيا الحوثي على مصير القيادات في صفوفها المعينة للعمل في السفارة اليمنية في إيران، التى تعد ثاني أكثر البلدان تضرراً بعد الصين من حيث عدد الوفيات.
 
ويعتقد على نطاق واسع في صنعاء أنّ مليشيا الحوثي في تعاملها مع فيروس كورنا تسير على خطى سلطات وعقليات ملالي إيران، التي إتخذت سياسة التقليل من خطورة الوباء، وتفضيل التستر على نطاق تفشي المرض لتحقيق اهداف سياسية.
 
وما تزال صورة نائب وزير الصحة الايرانية (أيرادج هريرتشى)، عالقة في اذهان الرأي العام، وهو ينفى علنا أن يكون هناك إصابات كثيرة بالوباء، في حين فضحته لغة جسده، حيث كان منزعجاً أثناء حديثه إلى الصحفيين، ليعلن في اليوم التالي تشخيصه بمرض فيروس كورونا..!
 
اتهامات لإيران بتضليل العالم
 
وفي وقت سابق نواب في البحرين اتهموا إيران بتضليل العالم بعدم نشرها التقارير الصحية الصحيحة بشأن المصابين بفيروس كورونا، وتركت الناس يذهبون إليها، ما هدد حياتهم وأصبحوا خطرا يهدد دولهم بعد عودتهم إلى أوطانهم.
 
وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس مرض فيروس كورونا "جائحة" (وباء عالمي)، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.
 
يُعرف الوباء على أنه تفشي مرض ما في منطقة جغرافية محصورة في دولة واحدة أو عدد قليل من الدول. وفيروس كورونا تحول من مستوى التفشي المحلي في ووهان (الوباء) إلى مستوى الجائحة (الوباء العالمي) في مساحة جغرافية كبيرة شملت الصين وعددا كبيرا من الدول في مختلف قارات العالم المأهولة بالسكان..