حسن اللوزي.. لحظة تصالح

12:47 2020/07/16

رحم الله الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام الأسبق.
 
رأيته في مجلس عزاء قبل عدة أشهر هنا في القاهرة.
 
كنت واقفاً إلى يمين صديقي نبيل الصوفي، أستقبل معه المعزين...
حدق فيَ غير مصدق!
 
"أنا سامي غالب"!
 
شد بيديه على يدي اليمنى وشق طريقه إلى القاعة.
 
كانت لحظة خاطفة أنجزت "تصالح" و"تسامح"!
 
لا أحمل له ضغينة.
 
أظنه لم يكرهني يوماً على الرغم من بلاغاته، إلى النيابة، المرصعة بمفردات التحريض باسم الثورة والوحدة و"التاريخ" اليمني الذي أهالت عليه "النداء" التراب على حد تعبيره.
 
كان ينفذ التعليمات بحماسة موظف منزوع القوة والعصبية.
 
كانت "البيروقراطية" قلعته الحصينة..
 
وكان "المؤتمر الشعبي" عصبيته.
 
وكانت "الثورة" و"الوحدة" و"الميثاق الوطني" أسلحته الأثيرة في ملاحقة الصحف والصحفيين والكتاب والشعراء. وهي، أيضا، دواؤه وسلواه وقت ينهشه الشعور بالإثم.
 
بدا لي قبيل 2011 دونكيشوتيا، نوعاً ما، بمعزل عن أحكام القيمة والتفاوت الرهيب في الدوافع بينه وبين بطل سرفانتز.
 
كان محارباً من الماضي يلاحق "أشباحاً" بمظنة أنه يذود عن "الثورة السبتمبرية" التي يتلفع بها نظام صالح.
 
تنحى الرئيس السابق صالح من السلطة فتوارى الأستاذ حسن اللوزي إلى الظل.
 
وجدتني في السنوات الأخيرة أكثر من مرة، متلبساً بالتعاطف معه.
 
(هذا _في ظني_ ضرب مستحب من الخيانة شريطة أن لا يترتب عليه إضرار بحقوق الغير!)
 
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك