رحيل الصحفي عبدالواحد احمدصالح ..؟!

11:45 2022/01/11

 
 
جميل الصامت                                                                                                                    
 
عبدالواحد احمدصالح اسم ثلاثي لمع نجمه مع نهاية سبعينات القرن المنصرم كصحفي واعلامي مخضرم ومقرب من السلطة في نفس الوقت بحكم ان صحيفة الجمهورية الصادرة في تعز صحيفة رسمية تابعة للدولة .
 فتحت عيني كطفل زامل اكبر نجليه (رائد وسوسن) في مدرسة الانقاذ ثعبات ذات الفصول الثلاثة ،ويسمع عن والد هذين الطفلين ان والدهما يعمل في الاعلام وعندما ولجنا مرحلة الشباب زملت نجله الثالث الصحفي فهمي في مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر .
بداية الثمانينات كان الاعلام في تعز يتميز بامتلاكه عدد من السيارات نوع (حبة وربع طربال) تجوب الشوارع وعليها مكبرات الصوت تصدح باناشيد ايوب الحماسية وربما تشكل وعينا مع تلك الاناشيد الوطنية الجذابة ،وكان للصحفي عبدالواحد سيارة من هذا النوع ،صوت الاناشيد ربما تسمعها المدينة كلها حينها ،والجميع يعرف ان هذة سيارة فلان من رجال الاعلام .
 
 الصحفي عبدالواحد احمد صالح سلطان الصامت عمل صحفيا ومحررا واخير مديرا لدى المؤسسة (الجمهورية) لفروعها . في المحافظات ،
اجاد فنون الكتابة الصحفية بانماطه الستة .
 رحل اليوم بعد معاناة مع المرض الذي افترس صحته وتمكن منه ليوارى جثمانه الثرى بعد الصلاة عليه في جامع ثعبات بعد عصر امس الثلاثاء عن عمر يزيد عن السبعين عاما .
 مكانة الصحفي رفيعة في المجتمع وربما قد تكون اغرتنا من طفولتنا لنلحق بتلك المكانة كما كنا نعتقد ،
الراحل كان يحظى بمكانة رفيعة في المجتمع غير علاقاته الواسعة لدى مسئولي الدولة وكان الناس يلجاء اليه للتوسط لدى قيادات الدولة ورجالات السلطة العسكرين والمدنين لقضاء حوائجهم .
اذكر موقفه مع ابناء عمومته في قراضه في اول انتفاضة خاضوها ضد نهابة الاراضي من القيادات العسكرية التابعة للنظام السابق منتصف ثمانينات القرن المنصرم وزج بالعديد من المواطنين السحن المركزي لاجبارهم على بيع املاكهم في (دارالسلف) الدمغة بداية جبل صبر .
  تدخل للافراج عن (المنتفضين) من السجن المركزي في تعز ليتمكنوا بعدها من التوجه الى القصر الجمهوري في صنعاء لمقابلة الرئيس صالح وشكاية ضباطه المتهبشين للاراضي الذين تم ردعهم برصاص المواطنين ..؟! 
 لقربه من النظام كصحفي اثار حوله شكوكا في انه يعمل لدى جهاز الامن الوطني حينها، مرد ذلك ان الناس يخافون السلطة واجهزتها القمعية ومن يتصالح معها يعد محسوبا عليها كما كان الحال مع المرحوم ،مع ان الامر لم يكن كذلك .
 ولم يتضح فيما بعد ان للرجل رتبة امنية او عسكرية كما ظن الكثير بل كان صحفيا مقربا من اجهزة السلطة فقط ،خدم من طلب خدمته وقضى حوائج الناس بعلاقاته الواسعة .
  عمل الاعلام شاق ويتطلب السهر ليلا لانجاز الاعمال التحريرية لتطبع الصحيفة في ساعات متأخرة من الليل ولكي توزع صباح كل يوم جديد كصحيفة يومية .
ولعل هذا يسرق من الصحفي وقته ويحد من علاقاته الاجتماعية التي تتطلب الحضور اليومي والمداومة في دواوين تناول القات .
  وكان الفقيد قليل الحضور اجتماعيا ربنا لهذة الاسباب كشان اي صحفي .
 لقاءتي به قليلة ولم يحاول يوما ان يمارس دور صحفي السلطة الذي عادة ما يرهب صحفي المعارضة معي ،كما فعل آخرون ،وهذا دليل وعي كامل للرجل بحرية الراي والتعبير وانفتاحه علي الجميع ،لم يذكر انه قد انتمى لحزب او جماعة بقدر ما تمسك باستقلاليته حتى  في حالة الانفتاح السياسي بعد عام 90م .
ستظل كتاباته كشاهد على مهنية رجل يعد اول صحفي محترف في صبر .
الرحمة تغشى الوالد عبدالواحد احمدصالح .
والعزاء 
لنجليه الصحفيان رائد وفهمي عبدالواحد وجميع اخوانهما وهي موصولة لجميع اخوانه احمد وعلي وعبدالكريم وحسن .