شبوة..عقائديون ..يواجهون عقائديين

12:05 2022/01/12

 
بقلم/ مازن حزام                                                                                        
 
بيحان هي الهدف الثاني من ثلاثة أهداف رسمتها العمالقة التي تخلت عن مسماها كقوات تابعة للساحل الغربي وأبت إلا أن تستعيد مسماها السابق "العمالقة الجنوبية " وهو المسمى المعروف والمتفق عليه بين اطراف القوة والصراع في اليمن بعدما جندت الإمارات على خلاف السعودية لها قوات على الأرض تدعمها. 
وفيما يجب أن نتفق على مسمى إجرائي لهذه القوة وجب أن نسمي من كتلها وجعلها ككرة جليد تمضي في الصحاري والفيافي على عكس الطبيعة اخترقت سابقاً رمال تهامة وسهولها لتصل الى شبوة بخضرتها وتضاريسها الوعرة وتحت هدف التخلص من مليشيا طهران . 
فعلياً الهدف سامٍ بالنسبة للشمال والجنوب والغرض يغطي لدى من يؤمن بالمعركة الوطنية والتخلص من إيران وبتر ساقها في اليمن على مناطقية الهدف الذي يرى البعض أن قيادة المعركة دفعت به لتعزيز نزعة التخلص من استعمار الشمال للجنوب تحت ذريعة مسمى "عاصفة الجنوب " .
 
وبالنظر الى النجاحات التي حققتها حملة العمالقة الأخيرة باتجاه بيحان اخترقت مقاومة العمالقة أو ألويتها كما يسميها القائمون عليها وفي تحضير خمسة أيام عسيلان وتحركت بعد ثلاثة أيام الى بيحان وأمنت محيطها لتحدث انتصار ارتكز على صدق النية بعيد عن تركز عنصر الاستخبارات الذي لطالما تغنت به بفقدانه الشرعية تحت ذريعة الجواسيس والاختراق من داخلها . 
اتفقنا او اختلفنا مع العمالقة بمناطقيتهم أو عقائديتهم لكنهم أثبتوا أن معركة اليمن تواجه فكر إيراني ومعتقد متطرف أكثر من مواجهتها جيش نظامي قدرته وزارة الدفاع بنصف مليون مقاتل تبخر في أرض المعركة ولم يتواجد إلا في كشوفات مجاملة الراتب  ,فعقائدية المعركة هي من اقتادت النصر في زمن لم نعد نسمع في أخبار اليمن إلا محاولات الصد وعمليات الدفاع . 
المراقب لخارطة شبوة وسقوط مديرياتها الثلاث وإعادة تحريرها للمرة الثالثة حالياً يجد ان هناك فعلياً مخطط لإسقاطها قبل اشهر ,ويتقدم صفوف هذه المؤامرة هم الاخوان الذين اعتبروا شبوة الوطن البديل لهم بعد حصار الحوثيين لمارب ووصولهم من العمود الى جبال البلق ,وبهذا اثبتت الجماعة بأن ولاءها لبقاء التنظيم أكثر من إيمانها بوطنية المعركة التي يدعون زوراً الانتماء إليها ,بل والافضع من ذلك هو موقف السعودية الذي تبين بعد سنوات حرب انها دعمتهم بسخاء لإرساء تنظيمهم وإثراء قادتهم الذين باتوا يمسكون عصى التنظيم داخلياً من الرياض واسطنبول والدوحة وكونوا تكتلات خارجية في دول أوروبا لمناصرة حملاتهم الإعلامية لا العسكرية . 
عقائدية العمالقة كشفت زيف الاخوان باعوا عسيلان وتراجعوا الى عتق قبل ثلاثة أشهر واتضح بعدها وهنهم وكونهم بيت عنكبوت وان كل عدو للإخوان هو في الأصل معادي لفكرهم ولا ننفي عنه صفة العروبية أو الوطنية . 
أطلق الاخوان على العمالقة اشاعة في شبوة مفادها ان العمالقة ستسلم من الحوثيين مديريات شبوة مقابل عدم المشاركة في مارب ,يعتمد هؤلاء على الكذب المرتب لتكسير وتدمير صورة الآخر ,دونما النظر الى نتائج الانتصارات أو التكهن وطنياً بما قد يقدمه الغير وتغطية على بيعهم وشرائهم لمعركة مارب بعدما فتحوا للحوثي مؤخرة الجبهة وجعلوه يدخل من العين وبيحان الى معقل قبائل الجوبة وقابلوا صمود قبائل الإسناد بالخيانة نكاية بإسناد التحالف لما يسموها في الساحل بقوات عفاش . 
اثبتت العمالقة بعقائديتها السلفية ومناطقية بعض منتسبيها أنها السلاح الموجع للحوثيين والأكثر إيلاماً لمشروع طهران في المنطقة وأن التحالف العربي بشكل عام إذا أراد تحرك جاد ومسئول يجب أن يفعل عناصر خاصة تتناسب و المعركة التي يخوضها وأن لا مجال للمزايدة باسم الجيوش التي تدعي النظامية ولم تستطع أن تحافظ على مكسب نهم الذي كان يفصل التحالف عن صنعاء بمسافة اثنين وخمسين كيلو متر فقط . 
يجب على التحالف أن يصدق في معركته على الأرض كما هو صادق عبر السماء بقصفه معاقل الأعداء ،ويجب على التحالف أن يتخذ سياسية العداء للإخوان ،فخائن في الأرض بمقام جيش لن تواجهه من السماء عبر احدث طيران واصدق احداثيات ،ويجب على التحالف اليوم أن يثبت لليمنيين نصر ينتظرونه جميعا لا أن يظل بناطقيه يهرفون بما يعرف أهل الأرض انه لهو غير مُباح  . 
وفي ذات الوقت يجب على ألوية العمالقة أن تحافظ على مركزها داخل أنفس اليمنيين ومعنوياتهم دونما الاتجاه الى التطرف أو مناطقية حركتهم وتحركاتهم وهذا ما لمسه الكثيرون باجراءات انزال أعلام الجنوب من عتق ساعة الاستقبال ,كما يجب على قيادة هذه الأولوية الضاربة أن لا تكرر مشهد بيت "الاعكب " مجدداً كي لا يجعلوا للحوثي ذريعة مناطقية الى جوار ذرائع الدعوشة . 
,,,وسلامتكم ,,,