ابا .. هل ستتوقف الحرب يومآ في اليمن ؟

06:14 2022/01/28

 
_باغتتني إبنتي "جنى" _إبنة العشرة اعوام بسؤال لم أكن مستعدآ للإجابة عليه ، وهو : بابا ..هل ستتوقف الحرب باليمن ؟! 
 
_لا اخفيكم بأني تلعثمت في البداية ،لكني أجبتها على كل حال ولكن على شكل سؤال أيضآ : يابنتي إسأليني كيف بدأت الحرب ومن بدأها ؟! .. ربما الجواب كان سيكون أسهل بكثير ،لسبب بسيط وهو أن طرفي النزاع بإراتهما الحرة هما من أختارا نوع المعركة ومكانها وزمانها ،لكنها اليوم وبعد مضي 7سنوات تقريبآ غير قادرين على إيقاف هذه الحرب القذرة والتي حصدت من الطرفين عشرات الألاف من خيرة شباب اليمن ،والسبب أن هناك دولآ إقليمية _شقيقة وصديقة _دخلت في هذا الصراع الدموي بين الإخوة الأعداء ،وصارت هذه الدول هي من تمسك بخيوط هذه الحرب ،وهي من تسيرها ،وهي من لديها الضوء الأخضر لإيقافها ،ولكن بعد أن تتحقق أهدافها كاملة ..!!
 
_جنى : يعني كيف تحقق أهدافها ..ليش هم جالسين يحاربوا والا يلعبون كرة قدم ،وكل واحد يشتي يسجل هدف ؟ 
 
_ هي تشبه فعلآ كرة القدم ،بس جالسين (يزبطون ) رؤوسنا بقوة بدلآ من ركل كرة القدم ،وركلاتهم على الرؤوس مدمية جدآ حد الموت !
 
_ جنى: بس يابابا أكثر من يموت في هذه الحرب هم من الأطفال ..ليش يابابا ..أيش سوو بهم الأطفال عشان يقتلوهم ؟! 
 
_يابنتي الأطفال أحباب الله ،وكل طفل بريئ يقتل فهو شهيد بإذن الله وسوف يدخل الجنة !
 
جنى مقاطعة : بس إحنا يابابا أطفاااال ..ليش مانسمع بأن القتلى من الكبار ،فهم على الأقل لو دخلوا الجنة قدهم كباااار ،وقدهم شابعين حياة ،أما إحنا الأطفال ماعرفنا الحياة بعد ،ومحناش عارفين أيش الصح من الغلط ،يعني عاد احنا نتعلم ومن الكبار أنفسهم ..ثم تستطرد : بس أيش اللي بنتعلمه من الكبار وهم يتحاربوا بينتهم بين وماخلوا للناس لا مستشفى الا ودمروه ،ولا مدرسة الا وضربوها بصواريخهم ،وقذائفهم ،ولا ولا ..كم شعدد ..ليش اليمن " درص " لهذي الدرجة لم تسعهم هم الإثنين المتحاربين ؟! 
_ ضحكت ضحكة صفراء ممزوجة بالألم وأنا أجيبها : بالعكس ياابنتي ..اليمن كبيرة جدآ وحنونة جدآ ،وتتسع للجميع _الطيبين والعصاة _ لكن المشكلة الأساسية أن قلوب الفريقين المتصارعين هي التي لم تتسع لبعضهم البعض ،فطمع السلطة وكرسي الحكم هي من أوصلت الطرفين المتصارعين والشعب اليمني بأسره إلى هذه المآساة وهذا الدمار وهذا الخراب ،وتمزق النسيج الإجتماعي داخل الأسرة الواحدة ،والمدينة الواحدة، والوطن الواحد ،حتى أن هذه الحرب اللعينة صنفت بأن مآسيها التي طالت كل بيت وكل قرية وكل مدينة من أعظم المآسي على الإطلاق في القرن الواحد والعشرين ،ومع ذلك لم يصل بعد هذا الإحساس وهذا الشعور لدى الفريقين المتحاربين ،والذين لا يمتلكون أي ذمة أو ضمير أو إحساس بالمسؤلية ،سوى ذمة وضمير قتل الأخ لأخيه بكل أمانة وإخلاص مقابل عائد مادي حقير ..أي أن الطرفين المتقاتلين تحولوا من سادة لأنفسهم  وأصحاب ملك، إلى مجرد شقاة مع الأخرين بالأجر اليومي ،لأحداث أكبر ضرر ممكن لوطنهم اليمن !