Image

بين "قوة روسيا ودبلوماسية الغرب".. ما الذي ينتظر أوكرانيا؟

 
على مدى الأسابيع الماضية وحتى اليوم، يحاول الجميع التكهن بنوايا روسيا والرئيس فلاديمير بوتين تجاه أوكرانيا، وهل سيكون هناك غزو روسي لأوكرانيا أم لا. الإجابة تكاد تكون واضحة من خلال ما يجري على أرض الواقع.
فبالرغم من نفي موسكو المتواصل بعدم غزو كييف، لكن طبول الحرب تقرع منذ أسابيع على الحدود الأوكرانية، مما يجعل المنطقة على فوهة بركان كما يقول العديد من المحللين، خاصة وأن العديد من الدول، وعلى رأسها أمريكا، بدأت بسحب رعاياها من أوكرانيا، وأخرى حذرت مواطنيها من السفر إليها.
ومع تصاعد المخاوف من تفجر الأوضاع، والذي بدأ فعلا مع إطلاق روسيا مناورة عسكرية ضخمة في تخوم الحدود الأوكرانية، مستخدمة أحدث ترسانتها القتالية المتطورة، متجاهلة جميع التحركات الدبلوماسية الغربية، يشير تحرك الدبابات والصواريخ الروسية المحتشدة على الحدود بين البلدين، إلى أن طبول الحرب قد تقرع في أية لحظة؛ في ظل معلومات حصدتها الأقمار الصناعية والطائرات الغربية التي تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية في المنطقة، والتي تشير إلى وجود عمليات تأهب لهجوم وشيك.
وتزداد الإشارات العسكرية الواضحة على اقتراب اندلاع المعركة بين الجانبين، خاصة وأن القوات الروسية عملت على إعادة انتشار جنودها وأسلحتها على طول الحدود مع أوكرانيا، مع استمرار المناورة الضخمة التي تشكل رسالة "القوة" من روسيا إلى جميع الخصوم.
ويرى مراقبون أن روسيا باتت تتحكم بالوضع الحالي، خاصة وأن لديها حضوراً كبيراً في شبه جزيرة القرم، وتحظى بتأييد المعارضين لكييف في منطقة دونباس، فضلاً عن حجم التشكيلات القتالية الروسية المنتشرة بشكل مهول على الحدود مع الأوكرانية، ما قد يسهل على روسيا اجتياح كييف بأقل التكاليف العسكرية.
ومع أن العديد من المحللين الغربيين والروس لا يتوقعون حدوث عملية حربية بين الجانبين الروسي والأوكراني، ويرون بأن نشر المعدات الحربية الروسية والمناورة العسكرية عبارة عن عملية تدريب لا تشكل تهديداً بغزو أوكرانيا؛ لكن حجم تلك التشكيلات وطبيعة الوحدات التي تم نشرها، والوصول التدريجي للقوات والمؤن وغير ذلك من أدوات "التمكين"، كل ذلك يوحي بأن ما يحدث أكبر بكثير من مجرد مناورات روتينية.
وبغض النظر عما تقوله موسكو، فإن لدى الغرب والولايات المتحدة الكثير من الشكوك حول نية روسيا وبوتين في شن حرب ضد أوكرانيا، وتسعى تلك الدول لنزع فتيل الأزمة، ضمن محاولات كان آخرها إعلان البنتاجون في واشنطن سحب بقية الجنود الأمريكيين المتواجدين في كييف، بحسب طلب من روسيا.
الخطوة الأمريكية، بحسب مراقبين، تأتي لسحب ذريعة موسكو بأنها تبحث عن حماية أمنها القومي، كما تأتي تنفيذاً للمقترحات الفرنسية التي قدمها الرئيس ماكرون لبوتين مؤخراً، وتضمن سحب عوامل التهديد الأمني على روسيا، ومنها وقف توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقا.
وكانت روسيا طلبت من الغرب التعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو. وعلى الرغم من أن الجانبين، الغرب وروسيا، يجريان المفاوضات، لكن بدون جدوى؛ حيث إن التصعيد المستمر من قبل روسيا ينظر إليه الغربيون بقلق بالغ، إذ يعتبرونه تهديداً للأمن القومي الأوروبي بالكامل، باعتبار أوكرانيا بوابة أوروبا الشرقية، وبالتالي ما سيحدث قد يعرض الهيكل الأمني لأوروبا بالكامل للخطر.
وبغض النظر عن دواعي قلق موسكو، مثل المحادثات بشأن نظم الأسلحة، والتي ينظر إليها بشكل عام على أنها فكرة وجيهة، إلا أنه من غير المرجح أن يحدث سحب الولايات المتحدة لجنودها وتعهد الناتو بعدم التوسع، أي تغيير فيما يتعلق بتصاعد الأزمة عسكريا، والتي تشير التطورات الأخيرة إلى أن روسيا تتأهب لشن حرب على أوكرانيا، مهما قال متحدثوها الرسميون بأنه لا نية للدب بشن أي حرب.