Image

الحقوق الفكرية للمؤلف في مواجهة إشكاليات السرقة المعاصرة‎‎

أدى انتشار منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى تواجد عدد كبير من المؤلفين الأدبيين عليها، علاوة على نشرهم منتجاتهم الأدبية الوفيرة؛ بهدف التواجد وعرض المنتجات للجمهور.

 

ولأن معظم دور النشر العربية لا تهتم بالتسويق للكاتب ومنشوراته، وجد الكاتب من خلال تلك المنصات وسيلة للتسويق لمنتجه، بوضع القصائد وفقرات من عمله، من أجل جذب الجمهور. لكن هذا التوجه من قبل المؤلفين، أنتج معضلة جديدة، حيث ازدادت حدة التعديات على السلعة الأدبية، وصار الكثير منها متاحا للتداول بواسطة الكثيرين من القراء، بل معرضا للسرقة من الكتّاب الآخرين زملاء المهنة.

جدل واتهامات

ولم يعد من الصعب على كاتب مبتدئ يسعى للفت الانتباه، أخذ الجملة أو الفقرة الأدبية، أو قصيدة شعرية، كما هي، أو التعديل قليلا عليها، واعتبارها جزءا من ممتلكاته.

ومع أن إتاحة هذه المؤلفات على مواقع التواصل الاجتماعي، يخدم الكاتب الأبوي للمؤلف، إلا أنه يهدر حقه من جانب آخر، وينزع السياج من حول المُقدّر الأدبي الخاص به.

ويمكن انتحال الفكرة المطروحة ضمن المؤلَّف من قبل كاتب آخر، ووضعها كما هي، أو التعديل عليها، وصياغتها بشكل آخر، وتقديمها في منشور جديد للجمهور.

وانتشرت في الآونة الأخيرة وبفعل التحديث التكنولوجي العصري للعالم، العديد من حالات الجدل، حول أصالة الملكية الفكرية للمنشورات بين كاتبين، يصر كل منهما على أن الفكرة الأصيلة تعود له.

وفي الحقيقة، لا تتواجد على منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك، قوانين تحمي الملكية الفكرية للمنشورات، باعتباره منصة اجتماعية تداولية للأحداث والعواطف، لا أكثر.

سوق للأفكار

ولأن هذه المنصات تعتبر سوقا مفتوحا للأفكار، فإن إمكانية اكتشاف الحقيقة بكامل جوانبها تصبح معجزة.

وقد يكون هذا التداول غير المسبوق للأفكار الأدبية محفزا للنسخ والنشر مرة أخرى، وقد يكون من جانب آخر، سببا في تأثر مؤلف ما، بفكرة زميل له.

المصدر : ارم