Image

صحفيات في موقع القرار

استعرض عدد من الصحفيات اليمنيات، في ندوة نقاشية نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، قصص نجاحهن في إدارة وتشغيل مؤسسات إعلامية يمنية، وحضور الصحفيات اليمنيات في مواقع صنع القرار في المؤسسات الإعلامية اليمنية والتحديات والعقبات التي يواجهونها.
وفي افتتاح الندوة، التي شارك فيها نخبة من الصحفيات والصحفيين ضمن مشروع مكانتي، بالشراكة مع الوكالة الفرنسية لتنمية الإعلام CFI وبدعمٍ من وزارة أوروبا للشؤون الخارجية الفرنسية، أكد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر أن اليمن شهد صحفيات رائدات منذ ستينيات القرن الماضي أسهمن في صناعة الإعلام اليمني، مشيراً إلى أن هذا يضع الإعلاميات اليمنيات أمام مسؤولية مواصلة الدور الريادي في الإعلام اليمني. 
وأضاف نصر أن هناك نماذج حديثة لصحفيات قدمن نماذج مشرقة في الصحافة اليمنية وحصلن على جوائز محلية وإقليمية ودولية، ومن بين هذه النجاحات إطلاق منصة هودج التي يديرها فريق صحفي نسائي ناجح .
وقال: "في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الصحفيات مقارنة بزملائهن الرجال، عمل المركز على وضع سياسة منذ تأسيسه على إشراك المرأة في جميع أنشطة المركز بنسبة لا تقل عن 30 في المائة، ونحرص أن تكون المرأة شريكة بشكل كامل مع الرجل".
 
بدورها، قدمت منسق مشروع مكانتي في اليمن، هيفاء العديني، شرحاً مفصلاً عن مشروع مكانتي، والأنشطة التي نفذها المشروع في خمس محافظات رئيسية (صنعاء – عدن – تعز – الحديدة – حضرموت) استهدف 150 صحفية وصحفيا، وتم إنتاج ونشر 145 مادة صحفية تنوعت بين 86 مادة مكتوبة و22 فيديو و11 بودكاست و2 وسائط متعددة.
وأشارت العديني إلى أنه خلال فترة المشروع تم توقيع مذكرات تفاهم مع 14 مؤسسة إعلامية وتدريب صحفيات ممثلات لهذه المؤسسات في أنشطة المشروع، في مجال الكتابة الصحفية والمناصرة والمهارات القيادية والأمن الرقمي والسلامة المهنية.
كما استعرضت مدير تحرير منصة هودج، مروى العريقي، مكانة المرأة في الإعلام اليمني حسب دراسة أعدتها الوكالة الفرنسية في العام الماضي 2021، أظهرت تواجد الإعلاميات في المؤسسات الإعلامية بنسبة قليلة جدا لا تتجاوز نسبتها 20 في المائة مقارنة بالرجال؛ حيث تعمل 60 في المائة منهن في مجال الإعلام المرئي والمسموع، و40 في المائة في مجال الصحافة المكتوبة، ويتركز تواجد الصحفيات في وكالة الأنباء اليمنية سبأ وصحيفة 14 أكتوبر وفي كل من صحيفتي الثورة والجمهورية، وهي مؤسسات تابعة للحكومة، كما تقل نسبة تواجد الإعلاميات العاملات في المواقع الإلكترونية؛ حيث بلغ عددهن 46 إعلامية بنسبة 5 في المائة مقارنة بالرجال .
وتحدثت العريقي عن المعوقات التي تواجه النساء الصحفيات، منها المعوقات ذات الصلة بالمجتمع والمعوقات ذات الصلة بالمؤسسات الإعلامية، والمعوقات ذات الصلة بالسياسات التشريعية.
 من جهتها، استعرضت رئيس تحرير موقع يمن فيوتشر، ثريا دماج، تجربتها في العمل الصحفي رغم الصعوبات التي تواجهها الصحفيات من تهميش على جميع مستويات الوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة؛ حيث يقتصر عملهن على الأعمال الهامشية.
وأضافت دماج: "نعمل خلال الفترة القادمة على إطلاق رؤية تتيح للكثير من الصحفيات من العمل من خلال الكثير من البرامج التي تسعى لتقديم صحافة مهنية وحرة".
كما تحدثت رئيس منصة تاء، عبير عبد الله، عن تجربتها في عملها الصحفي والتحديات التي واجهتها في منصة تاء، والتي وصفتها بأنها تحديات أمنية ومالية وتقنية.
وأضافت أن "المنصة منذ تأسيسها أتاحت المجال لجميع الصحفيات ولم نضع حدودا لتناولاتنا، ولا لمن تريد المساهمة معنا، وهذا ما نراه عامل قوة على المدى البعيد، كمنصة أثبتت حضورها بين المنصات النسوية الأخرى في اليمن".
أما المديرة العامة لشركة بلقيس ميديا (الشركة المشغلة لقناة بلقيس)، هناء الجرادي، فقد تحدثت بدورها عن تجربة القناة في إشراك الصحفيات في صنع القرار، حيث قالت: "لا يوجد تحديات ومعوقات في إشراك الصحفيات في صنع القرار كما هو حاصل في بقية المؤسسات"، مشيرة إلى أن القناة تعدت هذه المرحلة باعتبار أن المرأة تتواجد على رأس هرم الشركة.
وأضافت أن القناة أفسحت مجالاً كبيراً للصحفيات في جميع الأقسام من إدارة وتقديم وإخراج حسب الكفاءة والخبرة، ولذلك فإن الصحفيات عملن كمديرات للبرامج ومذيعات ومعدات وفي غير ذلك من الأقسام الأخرى.
نائبة رئيس تحرير موقع الحديدة نيوز، أمة الرزاق القزحي، تحدثت هي أيضاً عن بداياتها وتدرجها في العمل حتى وصلت لنائبة رئيس تحرير الموقع، بعد أن لمست الإدارة وجود إضافات نوعية في العمل الصحفي وضرورة أن تكون المرأة حاضرة في صنع القرار والذي كان له دور ملموس في تحقيق المزيد من النجاحات.
وأكدت أن "الحديدة نيوز" هو الموقع الإخباري الوحيد الذي صمد في وجه الحرب بمدينة الحديدة، واستمر بالعمل رغم الظروف الصعبة من انقطاع الكهرباء والإنترنت وصعوبة الوصول للمعلومات ونزوح الصحفيين.
وتخلل الندوة عدد من المداخلات من قبل المشاركين في الندوة من قبل الصحفيات والصحفيين، مؤكدين على أهمية استمرار تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بالصحفيات اليمنيات، حيث تحدثت الإعلامية وفاء واصل، تعمل في إذاعة صنعاء التابعة للحكومة الشرعية، عن التهميش الكبير للإعلاميات في الوسائل الحكومية، مضيفة: "ففي إذاعة صنعاء يوجد مذيعتان فقط، وفي قناة اليمن خمس إعلاميات، وفي وكالة الأنباء اليمنية سبأ ثلاث صحفيات، جميعهن ليس لديهن دور فاعل في اتخاذ القرار"، فيما تحدث آخر عن المعاناة التي يشترك فيها الصحفيون والصحفيات إلا أنه أكد بأن الصحفيات يواجهن عقبات أكبر، في حين قالت إحدى الإعلاميات في مداخلة لها بأن أسرتها لم تسمح لها بممارسة العمل الصحفي.
وكان مدير البرامج والأخبار بقناة حضرموت الفضائية، غسان سالم عبدون، ضمن المشاركين في الندوة، إلا أنه لم يتمكن من المشاركة نظرا لرداءة خدمة الإنترنت، حيث كان يفترض أن يتحدث عن دور قناة حضرموت في إشراك الصحفيات اليمنيات في مواقع صنع القرار "نماذج يمنية".
يذكر أن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي منظمة مجتمع مدني، يعمل من أجل إعلام مهني ومحترف، وينفذ العديد من البرامج التي تهدف إلى تطوير الإعلام في اليمن.