Image

جبهات تعز.. حرب طقوس موسمية يدفع ثمنها المواطن

على مدى سبع سنوات عجاف من الحرب، تنفرد جبهات تعز بحروبها الموسمية وحسب الطقوس السياسية والعسكرية، وكل التحركات العسكرية في جبهات القتال لها مآرب أخرى تتمحور في إطار (النفير العام، الجبايات)، أو "مطامع سياسية" تلبي مصالح الحزب الحاكم (حزب الإصلاح)  المسيطر على الجناح السياسي والعسكري والحراك المدني.
في كانون ثاني/يناير الماضي، اشتعلت مواجهات بين محور تعز الخاضع لسيطرة الاصلاح، ومليشيات الحوثي، في الجبهة الغربية (جبهة العنين) للمرة الخامسة على التوالي خلال عام ونصف، دون إحداث أي تقدم ميداني أو الثبات بالسيطرة على مواقع جديدة؛ ما يعني أن خلف تلك المواجهات تقف مآرب اخرى وهدف مشترك بين مليشيات الحوثي ومحور الإصلاح العسكري، يتلخص في مجموعة من النقاط، يمكن تلخيصها بالتالي:
* نزوح أهالي المناطق القريبة لسيطرة الحوثين وخلق مساحة خالية من السكان تستيطع من خلالها المليشيات وضع سياج حماية لمواقعها العسكرية في الجبال المحيطة من خلال زراعة العبوات الناسفة والألغام العشوائية، يعيق تقدم أي قوة عسكرية قد تستلم ملف تعز العسكري.
* الدفع نحو إعاقة وعرقلة استلام القوات المشتركة للجبهة الغربية، ضمن الاتفاق الاقليمي لاستبدال محور تعز بقوات الساحل الغربي وتسليم القوات المشتركة ملف تعز العسكري والسياسي بإشراف دول التحالف.
* إظهار محور تعز كقوة قادرة على الحرب وبأن الجبهات لم تتوقف بعد، كنوع من الرفض بتسليم ملف تعز العسكري، لمطامع عسكرية وسياسية، 
 
 
 
تشرد المواطنين
 
ومع كل معركة تدور شكليا بين مليشيات الحوثي والإخوان في تعز، يدفع المواطنون في المدينة الثمن، حيث لا يريد أي طرف إحراز تقدم على الآخر، وإبقاء الوضع كما هو عليه. فالقوات العسكرية، الخاضعه لسيطرة الاصلاح، لم أي تقدم في الشهر الماضي، سوى أن معاركها الوهمية مع مليشيات الحوثي تسببت بتضريد عشرات الأسر من منازلهم،  إضافة إلى تدمير عشرات المنازل بسبب تبادل القصف مع الحوثيين.
ووفقا لإحصائيات، أن 8 أسر نزحت من قرى وهرة، و16 أسرة من قرى العنين، ثلاث منها قصفت سياراتها وهي في طريق الهروب من جحيم الحرب، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة منازل بشكل جزئي 
 
خسائر المعركة 
خلال ما يقارب الشهر من معارك محور تعز والحوثيين، خسرت ما تسمى قوات الجيش الكثير من العتاد العسكري، بغرض صناعة انتصارات وهمية، هذا طبعا بالإضافة إلى مقتل 12 جنديا من قوات المحور وعشرات الجرحى دون إحراز تقدم حقيقي على أرض المعركة. بما يجعل من تلك المعارك أشبه بطقوس موسمية يؤديها الطرفان لإبقاء الوضع في تعز كما هو عليه، وليكون المواطن في النهاية هو الذي يدفع ثمن تلك الطقوس.