Image

نظام هادي عمل على تجريف الدولة والسفارة سمسرة عقارات

أكد نائب السفير اليمني السابق في واشنطن، وائل الهمداني، أن إطالة أمد الحرب في اليمن مقصودة وتسببت في نسج شبكات مصالح ومراكز قوى منتفعة من مختلف الأطراف، وأصبحت الإيرادات الكبيرة التي تحصل عليها دافعا لمقاومة أي حلول سياسية بل وتخريبها.
 
 
وأرجع الهمداني أسباب الفشل الحكومي سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا إلى غياب الرؤية الوطنية الاستراتيجية لدى قيادة الدولة، بعد أن أصبح هدفها بقاء هادي في السلطة، وليس إنقاذ الوطن. 
وأضاف الهمداني أنه منذ وصول هادي إلى الحكم، ومع مرور سنوات الحرب، تم تجريف الدولة من كوادرها المهنية المستقلة، ووزارة الخارجية مثال صارخ للتطبيق الخاطئ للمناطقية والحزبية على حساب المصالح العليا للوطن، مشيراً إلى أن مكتب رئاسة الجمهورية يديره أبناء هادي وبضعة هواة عديمي الخبرة والشعور بالمسؤولية في أحلك ظرف مما جعل الدبلوماسية اليمنية مشلولة منذ بدايات الحرب ووضعها يزداد سوءا يوما بعد يوم. 
وأكد أن العائق الرئيس للحكومة ليس الظروف المحيطة، بل آلية اتخاذ القرار من أعلى مستوى في الدولة إلى أدنى مستوى. 
وقال الهمداني إن وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك لعب دور الوزير والسفير في واشنطن، وهذه سابقة مخجلة وأثارت استهجان حكومة الولايات المتحدة وجعلتها توجّه عبر وزارة خارجيتها رسالة شديدة اللهجة إلى السفارة اليمنية التي أصبحت وسيلة رشوة وابتزاز لمسؤولي الدولة، ممن يتماهى مع الوضع القائم والتدهور المتسارع، بحيث صارت الخارجية وسفاراتها بالخارج معبرا أساسيا لخروج الأموال وشراء العقارات وتأسيس استثمارات في الخارج. 
وأشار إلى أنه "تم تعيين سفير جديد للولايات المتحدة لدى اليمن وحظي قبل أيام بإقرار الكونغرس للتعيين، وهناك ترشيح لسفير لليمن في واشنطن لكن أشدد على ان الخلل (هيكلي) ولن يسمح له أو لسواه بتمثيل مصالح البلاد"، موضحاً أن "من ينهبون الحكومة الشرعية ومن يتكسبون من الدبلوماسية اليمنية يعملون ضد مصالح الوطن العليا ولا رغبة لهم في تحقيق السلام وهناك البعض يؤيدون الحوثيين لاستيائهم من منظومة الحكومة الشرعية وفسادها". 
وأضاف الهمداني أن المجتمع الدولي أخفق عندما سمح بانهيار الدولة في اليمن، مؤكداً أن من سماهم أمراء الحرب من داخل الحكومة ومكتب الرئيس يسيّرون الدولة ويسيرون بالبلاد إلى الهاوية. 
وأكد أن هادي أصبح غير لائق ذهنيا وصحيا للرئاسة، بحيث سمح لأسرته ومعاونيه بالفساد والإفساد، مشدداً على ضرورة إيجاد منظومة بديلة تشرف على عمل الحكومة وتوفر الظروف الملائمة للتفاوض ووقف الحرب، معتبرا "تشكيل مجلس رئاسي هو الحل الأنسب من خمسة أو ستة أعضاء يمثلون القوى الفعلية وينقذون البلاد بالتعاون مع كل الخيرين والشرفاء في الداخل والأشقاء والأصدقاء في الخارج يمكن أن يكون هادي عضوا فيه، لكن صوته مساوٍ لأصوات الأعضاء الآخرين في المجلس، وتكون رئاسة شرفية، وعليه أن يقبل بهذا المخرج ليكون مخرجا مشرفا له ويكفر عن الأخطاء والقرارات الفاشلة لسنوات حكمه ويختتمها ولو بقرار واحد صائب للوطن".
ونوه الهمداني إلى أن قرار مجلس الأمن تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية كان صائبا، إلا أن العالم  منذ اللحظات الأولى انشغل بالحرب الروسية الأوكرانية والرأي العام الأمريكي على وجه التحديد، وكل هذا يقود إلى أن يصبح ملف اليمن منسيا، وهذا لا يخدم إلا أمراء الحرب والمنتفعين منها من الأطراف المختلفة، وما نراه من استقطاب دولي ومواقف دولية قوية حيال الصراع بين روسيا وأوكرانيا ينبئ بكوارث دولية وتوسع في نطاق الصراع. 
وتابع: "أخشى في ظل الانقسام اليمني وغياب قيادة موحدة للبلاد وتعدد الأطراف المسلحة، أن تصير اليمن أيضا مسرحا للاستقطاب الدولي"، منوها بأن المنظمات الأممية أينما تواجدت في الميدان فهي تتعامل مع من بيده القرار للسماح لها بالعمل، فالحكومة الشرعية توفر التسهيلات والتأشيرات والتراخيص، لكن عندما تتواجد المنظمات في مواقع خارج سيطرة الحكومة فإنها تعمل وفقا للمعطيات المفروضة عليها.