Image

مليشيا الحوثي تكافئ مسؤولا استخباريا إيرانيا

في سياق التعبير عن ولائها المطلق للمرجعية الملالية في طهران، كرمت قيادة مليشيا الحوثي الإرهابية، مسؤولاً إيرانياً بدرع كليات في الجامعة أثناء فعالية احتفائية بتخرج ثلاث دفع من قسم اللغة الفارسية بجامعة صنعاء.
ويأتي التكريم للمسؤول الإيراني من قبل قيادة المليشيا تعبيراً عن علاقة التبعية التي تحكم المليشيا نحو إيران، وكذلك عن مدى توغل الفكر الإيراني في المؤسسات التعليمية، حيث مولت السفارة الإيرانية استحداث قسم للغة الفارسية بكلية اللغات بجامعة صنعاء منذ 2015.
وكرمت المليشيا ضابط الحرس الثوري الايراني يدعى فؤاد المالكي، والذي يشغل القائم بأعمال السفير الإيراني لدى مليشيا الحوثي بصنعاء، بدرع الكلية تقديراً لما اسمتها دعم ومساندة قسم اللغة الفارسية.
ويشغل فؤاد المالكي منصب المسؤول الإداري الأول بالسفارة الإيرانية إلى جانب عمله كمسؤول للعلاقات الدبلوماسية في سفارة طهران لدى المليشيات الحوثية.
ونشرت السفارة الإيرانية صورا للهالكين قاسم سليماني قائد فيلق القدس المصنف إرهابيا، وحسن إيرلو في قاعات جامعة صنعاء.
ولاقت الاحتفائية الحوثية موجة انتقادات من الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي جراء تناقض قيادات المليشيات الحوثية وكيل إيران في اليمن في ممارساتها بإقامة الفعالية الاحتفائية تحت شعار "اللغات جسر تواصل بين الثقافات" كونها خاصة بموكلها في طهران، بينما تمنع السماح لأي فعاليات في المدارس الحكومية والأهلية بالعاصمة صنعاء كالفعالية التي أقامتها مدرسة منارات الأهلية أواخر فبراير الفائت، والتي هدفت إلى "التعرف على الثقافات بين الشعوب"، ما اعتبرتها مليشيا الحوثي مخالفة للهوية الإيمانية واتخذت قرارا تعسفيا بإغلاق المدرسة، وفصل مديرتها خلال مدة زمنية حددت بأسبوع واحد، وإعادة توزيع طلابها على المدارس المجاورة، إضافة إلى بنود أخرى.
ونظمت السفارة الإيرانية بصنعاء أمس الاثنين حفلا بتخرج الدفع "الأولى والثانية والثالثة" من قسم اللغة الفارسية، بالتعاون مع كلية اللغات بجامعة صنعاء ومؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية.
بدورهم، أكد مراقبون يمنيون أن اهتمام مليشيا الحوثي والسفارة الإيرانية ودعمها الكبير لقسم اللغة الفارسية في جامعة صنعاء واستقدامها لمؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية للتدريس لغير الناطقين بها، وإغلاق ستة أقسام دراسية هي (التاريخ والعلاقات الدولية، الجغرافيا والفلسفة، الآثار والسياحة والمكتبات، وقسم المعلومات) في الجامعة، يهدف لطمس الهويتين اليمنية والعربية واستبدالها بالهوية الفارسية والترويج لأفكارها الطائفية خدمة للأجندة الإيرانية.
ودعا المراقبون كل الأكاديميين والجهات المعنية للوقوف في وجه هذه المحاولات الهادفة لتحويل جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات الخاضعة لسيطرتها إلى حوزات شيعية تهان فيها العملية التعليمية وتحولها إلى منابر طائفية.
الجدير بالذكر أن مؤسسة السعدي الإيرانية شكلت بقرار أقرّه المجلس الأعلى للثورة الإيرانية الثقافية، والذي كلّفها بمسؤولية تدريس اللغة الفارسية وآدابها في خارج إيران والترويج لها، ولديها نحو 200 نقطة في 200 جامعة في العالم يكون لديها هدف سياسي استراتيجي لنظام طهران لنشرها في جميع أنحاء العالم وتوسيع نفوذ مشروعها الطائفي وتغيير هوية الدول التي تتواجد فيها أذرعها ووكلاؤها المحليون ويعتبرها نشطاء مركزا استخباريا لجمع المعلومات.