Image

ثلاث سيناريوهات محتملة للناقلة صافر ...القنبلة الموقوتة في البحر الاحمر

تشكل الباخرة صافر قنبلة موقوتة توشك على الانفجار مخلفة كارتة بيئة سوف يصل اثرها الى عدد من الدول التي تطل على البحر الاحمر
أطلق باحثون ووسط المماطلات الحوثية من افراغ حمولة صافر واجراء صيانة بحسب الاتفاق الاخير اطلق نشطاء بيئيون يمنيون تحذيرات تذر ب الكارثة والتي يتوقع لها ثلاثة سيناريوهاو وحجم الضرر الذي قد يصيب السواحل اليمنية من البحر الأحمر إلى خليج عدن والذي قد يستغرق إزالته شهورا أو ربما سنوات 
 
ودعا الباحثون والنشطاء إلى رفض مذكرة التفاهم التي وقّعتها الأمم المتحدة،  مع مليشيا الحوثي التابعة لايران والتي تتعلق بدعم اقتراح تقدّمت به المنظمة الأممية لحل قضية الناقلة "صافر"  ، بحسب ما أعلن متحدث باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، راسل غيكي في الخامس من مارس ، داعين إلى تشكيل لجنة علمية ومهنية لإيجاد حلول آمنة ومتكاملة وفقاً والأسس العلمية لمنع وقوع الكارثة .
 
 
انتهاك للقانون الدولي الإنساني 
 
 
لم تخضع الناقلة "صافر" التي صُنعت قبل 45 عاما وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها ، وهي تحمل على متنها نحو 1،1 مليون برميل من النفط الخام .
ومن شأن تسرب النفط من الناقلة المتوقّفة  قبالة ميناء الحديدة على بعد ستة كيلومترات من السواحل اليمنية ، أن يلحق ضررا كبيرا بالنظم البيئية للبحر الأحمر وأن يتسبب بإغلاق ميناء الحديدة لأشهر عدة وبالتالي تعريض أكثر من 8,4 ملايين شخص في اليمن لمستويات مرتفعة من التلوث، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني حيث جرى الحديث عن الحماية الفعلية للبيئة في ضوء القانون الدولي الإنساني بشكل واضح من خلال نصوص البروتوكول الإضافي الأول 1977 لاتفاقيات جنيف 1949 بمقتضى المادة 35 والمادة 55 والتي تنص على مراعاة حماية البيئة الطبيعية من الأضرار البالغة واسعة الانتشار وطويلة الأمد أثناء القتال . 
 
 
الكارثة البيئية 
 
وتشير التقارير إلى أنه في حال وقوع تسرب نفطي من الممكن ان تنتشر بقع الزيت لتغطي كافة انحاء البحر الأحمر. مما سيؤدي لتضرر سواحل عدد من دول الإقليم وهي اليمن، السعودية، ارتيريا، جيبوتي، والصومال، مما يجعل الكارثة تتعدى الحدود الاقليمية للمياه اليمنية وصولاً الى المياه الدولية 
وستحتاج اليمن -بعد وقوع التسرب النفطي الوشيك- الى معالجة اضرار كارثة التلوث البحري لفترة طويلة من الزمن، ولمدة تزيد عن 30 سنة قادمة (على الاقل) كي تتعافى بيئة البحر الأحمر.
ويقول الباحث نبيل بن عيفان الباحث والمختص في تكنولوجيا النقل البحري أن الهيئة العامة للشئون البحرية في الوقت الحالي – الجهة الحكومية المختصة في اليمن بالسلامة البحرية ومكافحة التلوث البحري – ليس لديها الأدوات والمعدات التي تمكنها من مكافحة تلكم الكارثة المتوقعة فقد دمرت الحرب ما تمتلكه الهيئة من معدات رمزية لن تفي بالغرض.
ويقارن الباحث بين عيفان بين ماقد يصيب البحر الأحمر وسواحله من تلوث جرّاء تسرّب النفط من الناقلة صافر وبين ماحدث لساحل ألاسكا في حادثة إكسون فالديز حيث كانت تأثيرات التسرب ونتائجه ضخمة وهائلة. وبالرغم من أن شركة "إكسون موبيل" المالكة للناقلة ساعدت كثيراً في عمليات التنظيف مع خفر السواحل الأمريكية وأَنفقت ما يقارب 300 مليون دولار للتعويض البيئي للبشر وللمخلوقات التي تعيش في مكان الحادث إلا أن هذا الحادث غير المقصود والذي كان من الممكن لسفينة إكسون فالديز تفاديه خلف وراءه أثراً فادحاَ على البيئة والاقتصاد الألاسكي
حادثة تسرب (257000 برميل) في أمريكا امتدت جهود التنظيف فيها لثلاثة أعوام وشارك فيها أحد عشر ألف شخص و 1400 قارب و 58 طائرة ، فكيف سيكون الحال مع ( 1,100,000 ) مليون ومائة ألف برميل هي حمولة الناقلة صافر فهل لدى اليمن أو الدول المجاورة له والمتوقع وصول التلوث إليها هذه الإمكانيات؟
 
 
السيناريوهات المحتملة 
 
يشير الباحث الدكتور عبدالقادر الخراز أستاذ تقييم الأثر البيئي بكلية علوم البحار والبيئة بجامعة الحديدة إلى وجود ثلاث سيناريوهات محتملة قد تقع للناقلة (صافر ) مسببة بذلك كوارث بيئية .
التسرّب هو أوّل التكهنات التي باتت على مايبدو واقعاً ملموساً ، إذ يشير الباحث (الخرّاز ) إلى وجود تسرّب ضئيل حاصل لم يتم الإعلان عنه لأحد الأنابيب الممتدة من البر الرئيسي لميناء راس عيسى الى الباخرة عولج بمحاولات لتلحيم الهيكل ، ومع عدم القدرة على الوصول إلى منطقة فإن تقييم التلوث الوارد قد يبدو صعباً مع احتمال تأثيرات كبيرة على البيئة البحرية للبحر الأحمر من أشجار المنجروف إلى الطيور والأسماك إضافة إلى الضرر المحتمل على الاقتصاد العالمي حيث أن البحر الأحمر ممر للملاحة الدولية وتلوثه قد يؤدي إلى تعطل الملاحة العالمية . 
وعلى صعيد ما يتعلق بالسكان المحليين لـ (ساحل تهامة ) الذين يعتمدون على الصيد فإن حدوث التسرب بشكل كبير من الناقلة سيوقف بذلك عملية الاصطياد  أي سيتوقف دخل الكثير من الأسر الفقيرة في تهامة التي تعاني من ويلات الحرب إضافة إلى أن التلوث سيصل إلى السواحل والى المناطق الزراعية في سهل تهامة الأمر الذي قد يؤدي لمشاكل في تلوث الغذاء .
السيناريو الثاني للناقلة ( صافر ) هو الانفجار الذي سيرافقه اشتعال وحرائق تؤدي  إلى انبعاث غازات الهيدرو كربونات النفطية المتطايرة والسامة إلى جانب حرق المعادن الثقيلة السامة وانتقالها عبر الهواء إلى مناطق مختلفة في تهامة بل قد يصل مداها إلى صنعاء بحسب وزارة التنمية البريطانية . 
يضيف ( الخرّاز ) " " ولنا في حرب آبار الكويث 1990 العبرة حيث وصلت لليمن ملوثات سببت لنا أمطاراً حمضية نتيجة لحرق الآبار في الكويت مما  قد يؤثر على الصحة العامة للسكان وانتشار  الامراض السرطانية والجلدية ". 
أما السيناريو الثالث وهو غرق السفينة  نتيجة لتدهور هيكلها أو بدنها وذلك لضعفه وكونه غير مزدوج ولم تتم صيانته منذ مدة طويلة إضافة إلى الخدمة الطويلة التي قضتها الباخرة صافر في خزن النفط وتزيد عن 40 عام.
بدن الباخرة ( صافر ) هو بدن واحد وغير مزدوج ، في حين أن هيكل السفن الحديثة لنقل أو خزن النفط  تتكون من بدن مزدوج وهذا له دور في الحفاظ على ديمومة السفينة وعدم تسرب النفط بحسب الباحث (الخرّاز ).
وتتزايد مخاوف الناس من تكرار مأساة مرفأ بيروت في ميناء الحديدة من شأنه التأثير على إيصال الإمدادات والمساعدات إلى الميناء  الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي لما يقارب ثلثي سكان اليمن ، الأمر يتطلب التعاون الإقليمي مع الأطراف اليمنية من مبدأ العدالة البيئية وحفظ الثروات والمصير المشترك.