Image

في ظل غياب معالجات وتراجع حالة التفاؤل.. موجة أسعار رمضانية جديدة تفتك بسكان عدن

تواصل أسعار السلع الاستهلاكية فتكها بسكان العاصمة المؤقتة عدن، وتحرمهم من وجبهات رمضانية عدة، في ظل غياب شبه تام لمعالجات الوضع من قبل الجهات الحكومية، التي تتحدث وتتاجر كثيرا بمعاناة البسطاء.
وشكل ارتفاع الأسعار حملا جديدا أثقل كاهل المواطن العدني وجعله عاجزا أمام مواجهة التحديات والمتطلبات اليومية للأسرة، وانعكست عواقبه على نوع وحجم المائدة الرمضانية للاسر التي باتت خالية من أصناف وأطباق وأكلات عدة.
 
تراجع حالة التفاؤل 
ويواجه سكان العاصمة المؤقتة عدن موجات جديدة وغير مسبوقة من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية، مثل الزيت والدقيق والخضار، في ظل تراجع حالة التفاؤل التي سيطرت على الشارع بعد أنباء عن تخصيص ثلاثة مليارات دولار كوديعة من السعودية والامارات، للحد من استمرار انهيار الريال وتحسين الوضع المعيشي.
 
ومع تراجع أسعار الصرف عن الصعود بعد أيام قليلة من تحسنها أمام العملات الأجنبية، كان لأسعار السلع أن تواصل ارتفاعها وانتهاكها لحرمة الشهر الفضيل.
 
أسعار تُندي الجبين
وسجلت أسعار اللحوم وبعض السلع الأساسية، مثل الدقيق والزيت، ارتفاعا كبيرا خلال اليومين الماضيين؛ حيث بلغ سعر الكيلوجرام من اللحم البلدي غنمي 14 ألف ريال، والكيلوجرام من لحم العجل الرضيع 13 ألف ريال، والعجل الكبير خارجي 10 آلاف ريال، فيما ارتفعت أسعار الدجاج الحي وسجلت ما 6 آلاف وأربعة آلاف للدجاجة الواحدة.
تلك الأسعار دفعت بالعديد من السكان لتقاسم الدجاجة الواحدة بين أربع أسر. يقول أحد المتسوقين لـ"المنتصف نت"، إنه يتشارك مع ثلاثة اخرين دجاجة واحدة قيمتها ستة آلاف ريال، وأنه يتناول ربع الدجاجة مع أسرته مرة واحدة فقط في الأسبوع.
وفي محلات وأسواق الأسماك في عدن، سجل سعر الكيلوجرام من "الثمد" 6 آلاف ريال، فيما تغيب أنواع الأسماك الأخرى، وإذا حضر بعضها، كالسخلة أو الديرك فاسعارها تصل إلى 18 الف ريال للكيلوجرام الواحد.
يقول أحد المتسوقين، إنه لا يكفي مبلغ 20 الف ريال في اليوم إذا أردت الحصول على بعض مكونات الأطباق الرمضانية التي كانت تغطي موائدهم سابقا، مثل الزربيان باللحم أو الدجاج أو السمك، أو أطباق الصانونة صيد، وسلطات خضار، وأخرى فواكه، والشوربة والعتر والفتة، وكذا الحلوى مثل البودنج والمحلابية والتري، وكذا السنبوسة بالدقة، وبالبطاط، والكاتلكس، كلها غابت او معظمهما عن المائدة العدنية. 
 
الخضار والفواكه
وعند التجوال في محلات وبسطات الخضار والفواكه في شوارع عدن، تلاحظ عدم تواجد أي زحام عليها من قبل سكان المدينة، نتيجة ارتفاع أسعارها؛ حيث تتراوح أسعار الكيلوجرام من البطاطا ما بين ألف وألف ومائتي ريال، والطماط رخيص هذه الأيام تصل قيمة الكيلوجرام الى 600 ريال، أما بقية الخضار مثل البسباس والكراث والبقل والجرجير، فأقل حزمة منها لا تقل عن 500 ريال.
 
أسعار ومنح كاذبة
تلك الأسعار لم تعرفها شوارع عدن سابقا، لكنها اليوم واقع معاش نتيجة غياب الرقابة الحكومية أو المعالجات، رغم الحديث عن أرقام مرعبة مقدمة من المانحين للمجال الإغاثي والإنساني وفي مجال التغذية، والتي لم تصل إلا لشرائح صغيرة وبشكل بسيط.
العديد من سكان المدينة يسخرون من ارقام المبالغ المعلنة من قبل الأمم المتحدة أو المانحين أو الدول الخليجية عن حجم المساعدات المقدمة للجانب الاغاثي والإنساني، يقول أحدهم: إذا تم تحويل تلك المبالغ إلى الريال اليمني بأسعار الصرف الحالية وتم توزيعها على سكان اليمن (30) مليون نسمة، من خمسة الى اربعة ملايين ريال لكل فرد، لكان السكان كلهم في رفاهية ولم تسجل بعدها أي حالات إنسانية أو مؤشرات مجاعة وسوء تغذية.
ويرى سكان المدينة المكبلين من الأسعار، أن الجميع يتاجرون بهم، ولا يعملون لصالحهم حتى في جانب صرف المرتبات التي هي حق مكتسب لهم، خاصة وأن معظم الأسر في عدن معتمدة بشكل كبير على المرتبات التي لم تشهد أي زيادة بما يتناسب حتى مع حجم الأسعار وانهيار العملة وحجم المساعدات المقدمة ولو بمقدار 20 في المائة، فقط ما يتم الإبقاء عليه خط الفقر الغذائي التي باتت ظاهرة مشتركة لجميع السكان البسطاء، فيما تنامت حالات الغناء لفئات الحكم والسلاح.