Image

من رصيف الكتاب إلى دار نشر.. أول عراقية تنال جائزة "ماكس هيرمان"

 شابة عراقية ماتزال في عقدها الثالث من العمر، دفعها اليأس من الحصول على فرصة توظيف حكومية إلى إيجاد ذاتها وتنمية قدراتها في مجالات الحياة، بعد أن وجدت شهادتها المعطلة في الهندسة المدنية خارج سوق العمل العراقي.

ساقتها الحياة صدفة خلال دراستها الجامعية، إلى العيش ما بين رفوف المكاتب ومراكز النشر، بعد عرض قدمته لأحد اصحاب تلك الدور بالعمل مجاني للترويج الالكتروني للمطبوعات والمؤلفين.

كانت البداية عند "دار سطور"، في شارع المتنبي وسط بغداد، الذي يعد المعقل الرئيس للكتب وشاطئ الثقافة والمثقفين في العراق، حيث انطلقت الشابة براء البياتي من ذلك المكان، الذي قادها فيما بعد أن تكون مصدر إلهامًا للشبابن وإيقونة إرادة ونجاح يحتذى بها من قِبَل الآخرين.

عملت "براء" على نشر "الاقتباسات" للكتب الصادرة عن المركز عبر صفحات متعددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تسليط الضوء على مضامين تلك المؤلفات، وسير المؤلفين بإطار مشوق يشد القارئ لاقتناء الكتاب.

استطاعت "براء" من خلال ذلك العمل إثبات قدرتها ومهاراتها في تحقيق النجاح، واكتساب الثقة من قبل المحيطين بها وكل من تعامل معها، ولكن طموحها كان يأبى أن يكون حبيسًا ما بين السطور، أو الاكتفاء عند ذلك الدور والمكان.

رغبتها في مواصلة المشاور، أخرجها من دار سطور إلى رصيف المتنبي هنالك، حيث تقف وسط زخم جموع الحاضرين عند بسطة لبيع الكتب في مشهد غير معتاد، بعد أن ظل ذلك السوق حكرًا على الرجال لأمد بعيد.

لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف إن لم تكن بدايات متدرجة نحو الصعود، إذ أقدمت الشابة فيما بعد على استئجار محل لبيع الكتبن حتى تطور الأمر لاحقًا بإنشاء دار نشر حمل اسمها "براء".