Image

توقع بتنصل الحوثيين عن الهدنة خدمة لملف ايران في فيينا

توقع مراقبون وخبراء دوليون قيام مليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بتصعيد تهديداتها بالتنصل عن الهدنة الأممية ووقف إطلاق النار في اليمن التي تم إعلانها مطلع أبريل الماضي، مشيرين إلى أن ذلك يأتي في إطار الضغوطات الإيرانية لرفع الحصار عنها.
وكانت وسائل إعلام حوثية نقلت عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، راعي الملف اليمني لدى النظام الإيراني، ان بلاده بدأت جولة جديدة من مفاوضات فيينا عبر تبادل الرسائل المكتوبة مع الأمريكيّين بواسطة ممثل الاتحاد الأوربي لرفع العقوبات الأحادية المفروضة على بلاده.
وأفاد المراقبون والخبراء، بأن إيران وجهت المليشيات الحوثية بإطلاق تصريحات تتهم فيها التحالف العربي بقيادة السعودية والقوات الحكومية اليمنية بالسعي لإفشال الهدنة، من خلال استمرار خروقها وشن غارات جوية، وعدم تنفيذ بنود الهدنة فيما يتعلق بمطار صنعاء وموانئ الحديدة، وملف الأسرى.
وكانت وسائل إعلام حوثية نقلت عن القيادي الحوثي والناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، اتهامه للتحالف العربي والقوات الحكومية بتصعيد الخروقات وشن غارات جوية على مواقع عناصرها في مأرب وحجة، وأنه تم إسقاط طائرة للتحالف في حرض.
ونقلت قناة "المسيرة" الحوثية، عن عبدالسلام، أن التحالف لم يلتزم بتنفيذ بنود الهدنة، وصعد الخروقات وشن غارات جوية في مأرب وحجة، ما يجعل الهدنة مهددة بالفشل، خاصة وأن التحالف تنصل عن فتح مطار صنعاء، والسماح بدخول سفن النفط والغاز إلى ميناء الحديدة، وهو ما ينافي الواقع.
وكما هو متوقع، فقد شهدت الساعات القليلة الماضية العديد من التصريحات لقيادات حوثية، تتهم جميعها التحالف والحكومة اليمنية بعدم الالتزام بتنفيذ بنود الهدنة الاممية في جميع جوانبها.
فإلى جانب تصريح القيادي الحوثي وناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، خرج القيادي الحوثي المعين مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، بتصريح لقناة المسيرة اتهم فيه التحالف والحكومة اليمنية بالمماطلة في فتح مطار صنعاء، وأنها قتلت مشاعر آلاف المرضى الذين انتظروا الرحلات المفترضة بموجب الهدنة الإنسانية.
وقال الشائف إنه كان يفترض أن يصل 1400 مسافر ويغادر مثلهم لو نفذت الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، مشيرا إلى أن "رحلتين في الأسبوع ما الذي ستحققانه للشعب اليمن أمام عشرات آلاف المرضى؟".
وادعى أن جماعته الإرهابية قدمت الكثير من التنازلات من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية للشعب، لكن التحالف لم يكن لديه الجدية في تنفيذ الهدنة، الأمر الذي ينافي الواقع؛ حيث لم تلتزم المليشيات بتنفيذ شروط تسيير الرحلات من خلال قطع جوازات من مكتب يتم إنشاؤه في مطار صنعاء تحت إشراف الأمم المتحدة، حتى يتم استقبال المسافرين في المطارات المتجهة الرحلات إليها، وهم يحملون جوازات سفر معترفا بها دوليا.
كما لم تلتزم المليشيات بتنفيذ أحد أهم بنود الهدنة المتمثلة بفتح الطرق والمعابر في تعز وغيرها من المحافظات، فضلا عن صرف عوائد قيمة النفط والغاز الذي تم نقله عبر تسع سفن وصلت إلى ميناء الحديدة من أصل 18 تم الاتفاق على دخولها للميناء خلال فترة الهدنة المقدرة بشهرين، في صرف مرتبات الموظفين.
أما التصريح الثالث لتنفيذ توجيهات طهران، فأطلقه رئيس ما يسمى اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى الحوثية عبدالقادر المرتضى، حول سبب رفض المليشيات التعامل مع المبادرة السعودية حول إطلاق سراح 163 اسيرا حوثيا، مشيرا إلى أنهم أبلغوا الصليب الأحمر الدولي بأن من سيتم إطلاقهم من السعودية ليسوا أسرى حوثيين.
وأشار القيادي الحوثي في إطار تنفيذ الضغوط الإيرانية على التحالف والولايات المتحدة، إلى أنهم كانوا يأملون الاستفادة من الهدنة الأممية للتقدم في ملف الأسرى, متهما التحالف والحكومة اليمنية بالمماطلة بهذا الملف.
تصريحات القيادي الحوثي تنم على تنصلها عن المرتزقة الأجانب الذين تم أسرهم وهم يقاتلون في صفوفها، وهذا عهد المليشيات؛ حيث تتخلى عن الاتفاقات والمعاهدات والمقاتلين المرتزقة في صفوفها، والذين وصفهم القيادي الحوثي بأنهم مجهولون ومن بلدان متعددة!
وبهذه التصريحات المخالفة للمبادئ والقيم والمعاهدات والتحركات والتصريحات والنوايا الحسنة التي تبديها الحكومة والتحالف في سبيل إرساء السلام والاستمرار بالهدنة والعمل على حل القضايا الانسانية، تكون الجماعة قد نفذت توجيهات الحليف والراعي الرسمي لها "إيران"، التي تستغل معاناة اليمنيين للمتاجرة والمزايدة من أجل مصالحها.