Image

هل استمرار الخروقات الحوثية يعيد الهدنة إلى ما قبل نقطة الصفر؟

أكدت مصادر سياسية أن التحركات الدولية بشأن الملف اليمني ليس الهدف منها إيقاف الحرب وتحقيق السلام، كما يصور في العديد من التصريحات الامم المتحدة والأمريكية الأوروبية.
وأضافت المصادر للمنتصف في الوقت نفسه أن المساعي الدولية لإنهاء الحرب تأتي متناغمة مع المشروع الايراني وداعمة لمليشيا الحوثي في تحقيق العديد من المكاسب السياسية والعسكرية على حساب الشرعية والقوات الحكومية، التي عملت تلك القوى على تكبيلها باتفاق الهدنة التي أرادت المليشيا الحوثية أن يطبق  الشق العسكري، وتحديدا وقف إطلاق النار ووقف الغارات الجوية للتحالف العربي وبما يمكنها من استعادة قدراتها وبناء قوتها، بعدما خسرت الآلاف من قاداتها ومسلحيها في معركة مأرب التي استنزفت قدرتها على مواصلة الهجوم المستميت على مأرب للسيطرة على المدينة ومصادر الطاقة النفطية، حيث فشلت بكسر القبائل والقوات الحكومية لمشروعها في إخضاع مارب لسيطرتها وإنهاء الشرعية في أهم معقل لها.
وقال سياسيون إن مساعي المبعوث الأممي في اليمن في تثبت الهدنة ومخاوفه من انهيارها نتيجة خروقات الحوثي العديدة جعلته يتحرك في أكثر من اتجاه للضغط على الشرعية في الالتزام بضغط النفس من تلقيها الهجمات اليومية على مواقعها العسكرية ومهاجمة المدنيين بالطائرات المسيرة، وإلزامها بعدم الرد في تكرار لنفس سيناريو اتفاق ستوكهولم الذي مكن المليشيا من استعادة مناطق كثيرة من الشرعية التي الى اليوم لم تستفيد من الدرس.  
وأوضحت المصادر أن الهدنة الأممية ساعدت الحوثي على التقاط أنفاسه والتحشيد مرة أخرى بعد التزام الشرعية وطيران التحالف بالهدنة ومدهم بالمشتقات النفطية التي تستخدمه في مجهودها الحربي، بدلا من صرف مرتبات الموظفين من عائدات النفط بحسب الاتفاق الدولي الذي اختارت الحوثي ما يريد تطبيقه من الهدنة الأممية وتركت الجوانب الإنسانية كورقة في يدها لابتزاز المجتمع الدولي الذي هو الآخر متواطئ معها.  
 وبحسب المصادر، هناك توقعات من قيام المليشيا بهجوم واسع على مأرب وبعض المحافظات لاستعادة مناطق خسرتها أمام القوات الحكومية؛ حيث إن شهرين من الهدنة التي تنفذ من طرف واحد مثّلا وقتا كافيا للمليشيا لاستعادة أنفاسها وإظهار القوات الحكومية بحالة من الضعف بالتزامها بضبط النفس أمام الخروقات وتنفيذ الهجمات في المناطق المحررة ومواقع القوات الحكومية التي تكتفي بتصريحات هزيلة عن الجاهزية في لخوض معركة فاصلة مع الحوثي يقابله تصريحات حوثية عن عدم تخليها عن الحرب. ويتضح ذلك من خلال هجوم القيادي في جماعة الحوثي صالح هبرة على المليشيات واتهامها بالتربح من بقاء الحرب وأنهم لن يتخلوا عن الحرب حتى لو استمرت مائة عام نتيجة المصالح التي يجنيها من سماهم “تجار الحروب” من القيادات الحوثية.
إن الواقع أثبت بأن ثمان سنوات حرب يديرها تجار حروب ولا علاقة لها بمصلحة الوطن أو المواطن وأن الشعارات التي يرفعونها لا تعدو كونها شعارات مخادعة لتزييف وعي الشعب ومخادعته. 
ويبقى تساؤل هل استمرار الخروقات الحوثية في أكثر من جبهة قد يعيد الهدنة إلى ما قبل نقطة الصفر؟ ونشهد عملية عسكرية واسعة تكسر الحوثي وتجعله يتجه نحو السلام وأنفه ممرغ بالتراب، ودون ذلك سوف نظل نراوح مكاننا من هدنة إلى هدنة، إلى أن يبتلع الحوثي ما تبقى للشرعية من أرض.