Image

النزاع السياسي في ليبيا قد يصل إلى حكومة ثالثة

يبقى الليبيون في حالة ترقب حذر لما ستؤول إليه الأمور في البلاد التي طالت أزمتها السياسية وفشل فيها إجراء الإنتخابات التي كانت تشكل بصيص أمل لديهم.
ففي ظل استمرار فوضى الشرعية بين الأطراف السياسية في ليبيا، اشتعلت التوترات في العاصمة الليبية طرابلس، بعد محاولة تعد الثانية لحكومة فتحي باشاغا لدخول المدينة، لكن بعد ساعات من الاشتباكات المُسلحة، أعلن باشاغا انسحابه "حقنًا للدماء".
ومازال الغرب الليبي يشهد توتراً أمنيا متصاعداً الى الآن عقب قيام رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بإجراء تغييرات على مستويات عليا بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأخرى بجهاز المخابرات العامة.
وقد أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا تعرض عدد من الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية لاستهداف مقراتها بطرابلس والتحريض عليها، وكذلك عدد من الإعلاميين والصحفيين والمدونين على أساس مواقفهم وخلفياتهم وآرائهم السياسية من خلال التحريض عليهم والإساءة لهم، معربة عن قلقها من هذه الاعتداءات.
هذا التحريض الدبيبي ضد باشاغا من شأنه أن يؤدي وفق عدد من المراقبين إلى دخول البلاد في مستنقع جديد من النزاعات الدامية. فالإثنان متشبثان بموقفهما. 
يتحدث الدبيبة عن إجراء انتخابات في شهر يونيو المقبل، ولكن، لا توجد ملامح على الأرض تبرهن مصداقية ما يطرحه، والجميع يدرك أن إجراء الانتخابات خلال تلك الفترة المتبقية أمر ليس سهلاً على الإطلاق لأسباب عدة في مقدمتها الأوضاع الأمنية.
من جهة أخرى، يتفق بعض الخبراء السياسيين على أن ما يحدث بين الدبيبة وباشاغا هو صراع هدفه جر خليفة حفتر لإطلاق عملية عسكرية ومن ثم اتهامه بتأجيج الصراع وتحييد جميع فرصه بالترشح للانتخابات المقبلة.
ويؤكد بعضهم على أن الهدف الأساسي لرعاة باشاغا والدبيبة من الأوروبيين والأمريكان هو تنحيته عن منصبه كونه شخصية تعارض مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وشخصية تسيطر على الموانئ والحقول النفطية في البلاد.
وما يدعم هذا التحليل حقيقة الطرح المتداول بإيجاد حكومة ثالثة مصغرة تحظى بالشرعية والتوافق بعيداً عن خلافات حكومتي الباشاغا والدبيبة، في وسائل الإعلام مؤخراً.
هذه الحكومة الثالثة ستكون برعاية عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، الذي يحرك في الخفاء سياسته الخاصة. وما لقاءاته الأخيرة بمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الأمريكية ستيفاني ويليامز وبالسفير الأمريكي في ليبيا إلا لنيل الرضا والتأييد لمخططاته.