Image

3 أفات كدرت حياة أبناءها : تعز ...هل آن اوان طي صفحة 7 سنوات من المعاناة

لم تعانِ اي محافظة يمنية مثلما عانت محافظة تعز خلال ال7 سنوات الماضية من عمر الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الارهابية على اليمنيين منذ عام 2014.
 
فقد تكالبت على سكان محافطة تعز خلال السنوات الماضية  3 عصابات كل واحدة منها لاتقل خطرا عن الاخريات  .
 
وتشمل هذه العصابات ( مليشيا الحوثي الانقلابية والجماعات المسلحة التي تسيطر على اجهزة الامن والجيش بالاضافة الى قطاع الطرق في صحراء مديرية طور الباحة بمحافظة لحج جنوب اليمن كما يقول ابناء تعز.
 
في عام 2015 شنت مليشيات الحوثي حربا ضروس على محافظة تعز بغرض تركيعها واخضاعها بقوة السلاح غير ان ابناء محافظة تعز قاوموا هذه المليشيات بامكانيات بسيطة وانتصروا عليها وحرروا العديد من من المديريات بمافيها مديريات مدينة تعز بزعم واسناد من قوات التحالف العربي وفي ظرف اشهر قليلة .
 
وقدمت تعز في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى وتعرضت البنية التحتية لدمار كبير في معظم مناطقها ومديرياتها جراء قصف مليشيات الحوثي بمختلف الاسلحة الثقيلة وبعد ان عجزت هذه المليشيات عن استعادة اي شبر من الاراضي التي تم تحريرها اكتفت بفرض حصار خانق على المدينة من جميع الجهات غير ان ابناء تعز استطاعوا ان يفكوا حصار المليشيات بشكل جزئي من المنطقة الغربية باتجاة طريق الضباب - التربة الذي يربط تعز بالعاصمة المؤقتة عدن , لكن معاناة تعز ماتزال قائمة نتيجة حصار المليشيات القائم على المدينة من جهتي الشرق والغرب واغلاق المنافذ المؤدية الى منطقة الحوبان ومنها الى العاصمة صنعاء.
 
وتسبب هذا الحصار في معاناة كبيرة لسكان تعز الذين اجبرتهم المليشيات على عبور طرق فرعية وعرة بعيدة تستغرق السفر فيها الى منطقة الحوبان من 4- 5 ساعات بعد ان كانت تصل الى 10 دقائق. 
 
ولم تكتفِ هذه المليشيات بهذا الحصار فقط بل انها عمدت الى قتل ابناء تعز المحاصرة بقذائفها ونيران قناصاتها وتسببت في مقتل واصابة المئات من ابناء تعز وبشكل شبه يومي بمافيهم النساء والاطفال وكبار السن.
 
وبعد تحرير اجزاء واسعة من مدينة تعز خلال العامين 2015 2016 سيطرت فصائل مسلحة ينتمى معظمها الى افواد المقاومة الشعبية على اجهزة الامن والجيش وعاثوا في المدينة الفساد وبداوا في اقتحام بيوت المواطنين النازحين بمافيخم منازل تجار تعز وسيطروا عليها ورفضوا الخروج منها الا بدفع مبالغ باهضة بالاضافة الى ابتزاز التجار واجبارهم على دفع اتاوات تحت مسميات عديدة على غرار ما تقوم به مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها ناهيك عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها نتيجة فوضى السلاح وانتشار المسلحين داخل المدينة.
 
وتسببت هذه الانتهاكات في سقوط المئات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات البينية بين هذه الفصائل المسلحة ومانتج عنه من بث الرعب في نفوس المواطنيين الابرياء .
 
وتعددت جرائم هذه الجماعات المسلحة بين قتل ونهب منازل المواطنين واراضيهم وممتلكاهم في ظل غياب تام للاجهزة الامنية والعسكرية والسلطات المحلية في ضبط هذه الجماعات الذين كدرةا حياة الناس وبات لسان حالهم اليوم يقول " كالمستجير من الرمضاء بالنار " .
 
 ومع ان كسر تعز لحصار مليشيا الحوثي الانقلابية بفك طريق الضباب الرابط بين تعز وعدن مرورا بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج. والذي اعتبر نصرا استراتيجيا لابناء تعز على هذه المليشيات المجرمة الا ان فرحة ابناء تعز لم تكتمل بسبب جرائم عصابات التقطع في مديرية طةر الباحة التي هي الاخرى عاثت في الارض الفساد وتسلطت على رقاب المسافرين البسطاء في هذا الخط ومعظمهم من ابناء محافظة تعز من عمال وموظفين وسائقين وغيرهم.
 
ومارست هذه العصابات المئات من الجرائم وعلى رأسها قتل المسافرين وسائقي الشاحنات والقاطرات والسيارات ونهب اموالهم وبضائعهم مستغلة غياب الاجهزة الامنية وضعف السلطات المحلية في هذه المناطق. 
 
يامل ابناء تعز ان تسهم الاحداث الاخيرة التي شهدتها اليمن واهمها خطوات نقل السلطة في البلاد الى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس رشاد العليمي - في وضع حد لمعاناتهم تبدأ بفك حصار مليشيات الحوثي على مدينة تعز وفق بنود الهدنة الاممية .
حيث تبدأ اليوم الاحد في العاصمة الاردنية عمًان الجولة الثانية من المفاوضات بين وفد الحكومة الشرعية وبين المليشيات الحوثية .
وطلع ابناء تعز ان يمارس المجتمع الدولي ومبعوث الامم المتحدة هانس غروندبرغ والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن في ممارسة الضغوط اللازمة التي تجبر هذه المليشيات علي فك الحصار وفتح الطرق الى تعز للتخفيف على ابناء تعز  معاناة اكثر من 7 سنوات.
 
وقبل ايام عبًر عدد من ابناء تعز عن فرحتهم بقرار رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي في تشكيل لجنة عسكرية وامنية تتولى هيكلة القوات المسلحة والامن.
وتكمن هذه الفرحة في ان تسهم عملية الهيكلة في عزل وتغيير القيادات العسكرية والامنية الفاسدة ومحاسبتهم وتحويلهم الى المحاكمة جراء ما اقترفوا بحق ابناء تعز خلال السنوات الماضية واستبدالهم بقيادات ذات كفاءة عالية همها تعزيز الامن والاستقرار المجتمعي في تعز والقضاء علي مظاهر الفوضي وتنظيم عملية حمل السلاح وفق اجراءات صارمة تساهم في الحد من الاختلالات الامنية في المحافظة وكذا تعزيز التنسيق الامني مع قيادات السلطة المحلية والاجهزة الامنية في محافظة لملاحقة عصابات التقطع والاجرام وصبطهم وتقديمهم الي العدالة.