Image

أزمة الطاقة- هل ستعلن أوروبا "حالة الحرب الاقتصادية"؟

مع استمرار الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وإصرار الدول الغربية على مواصلة فرض العقوبات على موسكو لإجبارها على التراجع عن هذه الحرب، يرى محلل سياسي ألماني أن الخطوة التالية في الصراع بين الغرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون مقاطعة أوروبية للفحم والنفط والغاز الروسي.

ويعتقد المحلل السياسي الألماني أندرياس كلوت أن بوتين ربما يقوم بفرض حظر على تصدير الغاز الطبيعي لأوروبا وهو ما يصل إلى النتيجة نفسها في النهاية، بحسب ما جاء في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء.

ويشير التحليل إلى أنه ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بما واصل بعضها إنكاره، وهو أن "الرئيس بوتين باعتباره مستبداً وغير أخلاقي يعتبر كل شيء سلاحاً يمكن استخدامه في الحرب، بدءاً من الأسلحة النووية والكيماوية وحتى القمح والتضليل، وإلى جانب كل ذلك الطاقة التي تنتج روسيا كميات كبيرة منها"، بحسب ما ذكر التحليل.

 ويقول كلوت رئيس التحرير السابق لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: إن بوتين بذل كل جهد ممكن طوال العقود الماضية لجعل دول الاتحاد الأوروبي تعتمد بأقصى صورة ممكنة على إمدادات الطاقة الروسية لكي يضع الغرب تحت رحمة موسكو. والآن يستغل بوتين نقطة الضعف تلك لدى أوروبا.

 روسيا تخفض شحنات الغاز الى ألمانيا عبر "نورد ستريم" بنسبة 40% يوميا

تراجع إمدادات الغاز الروسي مستمر

ومنذ نيسان/ أبريل الماضي أوقف الكرملين تدفق إمدادات الغاز الطبيعي إلى

عدد متزايد من دول الاتحاد الأوروبي التي يعتبرها بوتين معادية، بدءاً من بولندا وبلغاريا ثم فنلندا وهولندا والدنمارك. والآن قلص بوتين تدفق الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نورد ستريم. وتضررت دول تقع في نهاية خطوط نقل الغاز الروسي مثل إيطاليا من القرارات الروسية.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية التي مقرها في باريس من احتمال أن يوقف بوتين ضخ الغاز تماماً إلى أوروبا خلال شهور. وبحسب التحليل فإنه من المحتمل أن يقوم بوتين بذلك لأنه ببساطة يستطيع فعله.

وخلال المئة يوم الأولى من الحرب الأوكرانية، حققت روسيا إيرادات لم تحققها من قبل من مبيعات الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي) رغم العقوبات الغربية عليها. أحد أسباب ذلك، هو أن الدول غير الغربية مثل الصين والهند حلت محل الاتحاد الأوروبي كمشترين للنفط الروسي. والسبب الثاني هو ارتفاع أسعار الطاقة مما عوض عن انخفاض الكميات المصدرة إلى أوروبا.