Image

خير الله خير الله يكتب: إدارة بايدن والمشروع الإيراني في اليمن

تناول الكاتب والصحفي العربي الكبير خير الله خير الله، في مقال له حول زيارة بايدن إلى المنطقة والمشروع الإيراني في اليمن، أشار فيه إلى ان الخلاصة من الزيارة هو أن اليمن من الأماكن التي تستطيع فيها الإدارة الأمريكية إيجاد فارق في إصلاح سلسلة أخطائها التي ارتكبتها في الماضي.

وقال في مقاله: " ليس معروفا هل لدى الإدارة الأمريكيّة جواب عن هذا السؤال الذي لا يهمّ السعودية فحسب، بل كلّ دولة من دول الخليج العربي أيضا. ما هو ثابت أنّ هناك استخفافا أمريكيا بأهمّية ما يدور في اليمن، خصوصا بالنسبة إلى المملكة العربيّة السعوديّة في وقت تريد المملكة فعلا الانتهاء من حرب ذات طبيعة دفاعيّة أصلا".

وتساءل الكاتب :" هل بدأت إدارة بايدن تعي هذا الواقع الذي يُفترض أن يجعلها تسأل، أو أقلّه محاولة معرفة ما الذي تريده إيران من اليمن، وهل هناك اهتمام حوثي حقيقي بحلّ سياسي في ظلّ موازين القوى العسكريّة القائمة الآن"؟

واضاف: "في ضوء جولته التي شملت إسرائيل والسعوديّة، وبينهما توقف في بيت لحم في الضفّة الغربيّة المحتلة، يُفترض في الرئيس الأميركي أن يكون تعلّم شيئا عن اليمن وتعقيداته". ويتابع "ليس مضموناً أن يكون ذلك حصل في وقت يظهر أن تمديد الهدنة اليمنيّة التي بدأت في نيسان الماضي الخبر المفرح الوحيد الآتي من اليمن".

وتسأل الكاتب  في مقال كتبة في صحيفة العرب فقال : لماذا ستفعل إيران بقاعدة الصواريخ والمسيّرات التي باتت تمتلكها في اليمن؟ هذا هو السؤال الكبير الذي طرح نفسه قبل مجيء الرئيس جو بايدن إلى المملكة العربيّة السعودية وبعد حصول الزيارة.

ليس معروفا هل لدى الإدارة الأميركيّة جواب عن هذا السؤال الذي لا يهمّ السعودية فحسب، بل كلّ دولة من دول الخليج العربي أيضا. ما هو ثابت أنّ هناك استخفافا أميركيا بأهمّية ما يدور في اليمن، خصوصا بالنسبة إلى المملكة العربيّة السعوديّة في وقت تريد المملكة فعلا الانتهاء من حرب ذات طبيعة دفاعيّة أصلا.

على الرغم من التغيير النوعي الذي طرأ على الوضع الداخلي اليمني، يبقى الخوف الكبير في اليمن من المشروع الإيراني. إنّه المشروع الوحيد الذي يتقدّم من دون أن تدرك الإدارة الأميركيّة ذلك. لا تدرك الإدارة، خصوصا، أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” غير مهتمّة على الإطلاق بما يحلّ باليمنيين بمقدار ما أنّها تعتبر بلدهم ورقة في المفاوضات الهادفة إلى عقد صفقة مع “الشيطان الأكبر” لرفع العقوبات الأميركيّة عنها.

هل بدأت إدارة بايدن تعي هذا الواقع الذي يُفترض أن يجعلها تسأل، أو أقلّه محاولة معرفة ما الذي تريده إيران من اليمن، وهل هناك اهتمام حوثي حقيقي بحلّ سياسي في ظلّ موازين القوى العسكريّة القائمة الآن؟

يبدو مثل هذا النوع من الأسئلة أكثر من ضروري  في حال كانت الإدارة الأميركيّة تسعى بالفعل إلى استيعاب الخطر الناجم عن تمديد الهدنة بشكل مستمر بما يسمح للحوثيين بإعادة بناء قوتهم العسكرية. يحصل ذلك في وقت يبدو في كلّ يوم أنّ ثمّة حاجة إلى تغيير للوضع على الأرض. يمثل مثل هذا التغيير الذي تحتاج إدارة بايدن إلى فهمه، ضرورة  لا بدّ منها في حال كان مطلوبا الوصول إلى حلّ سياسي يوما.

في النهاية، لا وجود لهدنة من أجل الهدنة في وقت يستهدف الحوثيون من إعادة بناء قوتهم العسكرية وارتكاب المزيد من الاعتداءات في مناطق يمنيّة محددة، بما في ذلك تعز ومأرب. إذا كان من نصيحة إلى إدارة بايدن، فإنّ هذه النصيحة تتعلّق بالهدف الإيراني في اليمن. الهدف خلق أمر واقع وتكريس وجود كيان سياسي تابع لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة” في شبه الجزيرة العربيّة. هل تعي إدارة بايدن، التي تدّعي أنّها تغيّرت، أبعاد هذا الخطر على كلّ دولة خليجية وعلى الاستقرار في إحدى المناطق الحيوية في العالم