Image

صورة تنجح في بناء مدرسة قرية الكشار

في قرية الكشار بمديرية مشرعة وحدنان، جنوب محافظة تعز، كان أطفال القرية يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة التي في قريتهم ويفترشون الأرض بحثاً عن التعليم لعدم وجود مبنى يحتويهم، ويصل عددهم إلى أكثر من 300 طالب وطالبة.

منذ عام، بدأ العمل على بناء مدرسة تؤوي الطلاب وتحميهم من العراء وأشعة الشمس الحارقة والظروف الطبيعية. واليوم يكتمل بناؤها، ليصبح حلم أبناء قرية الكشار في الحصول على مدرسة نموذجية حقيقة.

كانت البداية عندما زار المصور الصحفي حمزة مصطفى القرية، وصادف في طريقه مئات الطلاب تحت الأشجار ويفترشون الأرض، يتلقون دروساً بطريقة بدائية. التقط حمزة لهم عددا من الصور وقام بنشرها على صفحته الشخصية على فيسبوك، مع إضافة تعليق يتحدث عن المعاناة التي يلاقيها أطفال قرية الكشار في مشرعة وحدنان للحصول على التعليم، وتلاحقت بعدها وسائل الإعلام للتغطية ونقل المعاناة ، وانتشر خبرها ونالت تفاعلا واسعا، وكان أبرز المتفاعلين البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن والذي تكفل ببناء المدرسة وتجهيزها بشكل نموذجي لتقوم بخدمة اطفال القرية بشكل أفضل، والعمل على إنهاء معاناتهم.

قام البرنامج السعودي لإعادة الإعمار بدراسة احتياج التعليم في محافظة تعز، وبدأ العمل عليها مبكراً، ليتم تجهيزها بشكل كامل.

مع بداية العام الدراسي الجديد 2022- 2023، لن يتلقى الطلاب تعليمهم تحت الأشجار ولن يفترشوا الأرض، حيث افتتح البرنامج المدرسة بعد تجهيزها وبنائها بمواصفات توائم جغرافية المنطقة الوعرة.

افتتاح مدرسة نموذجية ومجهزة ستستفيد منها ست قرى مجاورة للمدرسة، وسيكمل الاطفال تعليمهم بعد أن كانوا يتركون التعليم بسبب عدم وجود مبنى يحتويهم، وبسبب مسافة الطريق المتعبة والشاقة.

الإنجاز نال إعجاب المواطنين الذين ولسنوات عجزوا عن بناء فصول متواضعة تحتوي أطفالهم. وكما يقول عارف المليكي فإن مشروع المدرسة آية في التحدي وقدرة في الإنجاز وإبداع في التصميم، مشيرا إلى أنه لم يكن بمخيلة أحد أن الأرضية الجبلية الشديدة الوعورة في قرية الكشار أسفل مديرية مشرعة وحدنان صالحة لسير الرجل فيها وهو يبحث عن غنمه الشارادات في الجبل الشاهق.

تجدر الإشارة إلى أن المدرسة كانت قد بنيت على نفقة الأهالي في بداية سبعينيات القرن الماضي، وهي من أقدم مدراس مشرعة وحدنان، وكانت تتكون من فصلين فقط.

وكما يقول فتاح الصلاحي، أحد أبناء المديرية فإن الحلم اصبح حقيقة، وهكذا سينتقل طلاب قرية الكشار من العراء إلى فصول نموذجية تؤويهم من حرارة الشمس وسيواصلون تعليمهم في ظروف أفضل، وكل ذلك تم بفعل صورة.