Image

جهود كبيرة لإطلاق حوار شامل في السودان

تتواصل الجهود الدولية لإطلاق حوار سياسي بين مختلف الأطراف في السودان، خاصة بعد إعلان مجلس السيادة عن انسحاب القوات المسلحة من الحوار لإتاحة الفرصة أمام الاتفاق على خريطة طريق لخروج البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية.

وعلى الرغم من تلك الجهود إلا أن محاولات إطلاق حوار سياسي لم تنجح حتى الآن لوجود خلافات عميقة بين مختلف الأطراف والشارع السوداني الذي يرفض مشاركة أطراف محددة بعينها في الحوار.

واعتبر خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن جميع محاولات الحوار الوطني فشلت حتى الآن لعدم وجود توافق بين الأطراف السياسية بخلاف رفض الشارع لبعض القوى التي يرى أنها لا تمثله، موضحين أن نجاح أي محاولة للحوار مرتبط بتنازل جميع الأطراف وتغليب المصلحة الوطنية.

وأكد المحلل السياسي السوداني الدكتور صادق خلف الله ضرورة تعريف الأطراف السياسية قبل تقييم تجربتها بالفشل أو النجاح، موضحاً أن الأطراف الموجودة حالياً في الساحة السياسية تمثل مصالح أحزاب وشخصيات معينة ولا تمثل الشارع السوداني العريض.

وأشار خلف الله في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى «أن هذه الأحزاب استولت على الثورة وأغلب هذه الشخصيات التي تمثل الأحزاب هي شخصيات ليست لديها خبرة سياسية حقيقة في إدارة الحوار ناهيك عن إدارة الدولة، وأخذت فرصتها في بداية التغيير وفشلت فشلاً ذريعاً».

ولفت خلف الله إلى أن هذه الأطراف هي من مكنت بعض الشخصيات غير المرغوبة عبر اتفاقيات وضعت على عجل لتمكينها من تولي حقائب وزارية من دون كفاءة أو خبرة.

بدورها، أوضحت الباحثة السودانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم أسمهان إسماعيل إبراهيم أن «الحوار الوطني في السودان بدأ برعاية اللجنة الثلاثية لدعم الفترة الانتقالية بالسودان في يونيو الماضي بهدف تكوين حكومة كفاءات مستقلة وإعداد دستور يحكم البلاد والاستعداد للانتخابات في فترة وجيزة، ولكن بدأت المبادرة متعثرة منذ يومها الأول رغم الإعداد الجيد لها».

وأرجعت أسمهان في تصريحات لـ«الاتحاد» ذلك إلى غياب مكونات قوى «الحرية والتغيير» وأحزاب أخرى ذات ثقل سياسي كـ«حزب الأمة القومي»، مضيفة أن سبب رفض المبادرة للوفاق الشامل هو أنها تضم مجموعات من النظام السابق وقوى «الحرية والتغيير» التي تدعم إجراءات 25 أكتوبر 2021 التي قام بها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان.

وتابعت الباحثة السودانية: «انسحاب القوات المسلحة من المسهد السياسي أربك حسابات الخارج والداخل، خاصة وأن الجيش جزء أصيل من المبادرة الثلاثية».

وفي السياق، ذكرت الدكتورة تماضر الطيب، أستاذة العلاقات الدولية بـ«مركز الدراسات الدبلوماسية» في جامعة الخرطوم، أن الجيش لم ينسحب من السلطة، بل تحدث فقط عن أنه سيتخلى عن السياسة إذا توافق المدنيون.

وأضافت الدكتورة تماضر الطيب في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن «الأطراف التي تتهافت على تعجيل الحوار تضم مجموعة اعتصام القصر الجمهوري وبعض قوى الحرية والتغيير، وهذه المجموعات يعارضها الشارع، وهو ما تسبب في فشل الحوار حتى الآن».