Image

الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل خالد احمد زيد الرضي

تحل علينا اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام "الشهيد البطل خالد أحمد الرضي" الذي اغتالته أيادي الغدير والخيانة الحوثية مساء السادس والعشرين من أغسطس عام ٢٠١٧ في العاصمة صنعاء.

ولد الشهيد البطل خالد أحمد زيد الرضي بأمانة العاصمة صنعاء عام ١٩٨٠، وتخرج من كلية تقنية المعلومات بالجامعة الأردنية في المملكة الأردنية الهاشمية عام ٢٠٠٢.

الكفاح لإثبات الذات:

بعد كفاح طويل تمكن الشهيد من تأسيس مجموعة شركات فالكون للاستثمار والمقاولات العامة متعددة النشاط، والتي ازدهرت ونمت بشكل متسارع حتى العام 2011، الذي شهد فيه القطاع الخاص ركودا وتراجعا، وأن صح القول فقد أصاب هذا القطاع الحيوي شللا تاما، ورغم ذلك التزم الشهيد بمواقفه ومبادئه الثابتة تجاه القضايا الوطنية، وحرصه الشديد على عدم توقف عجلة التنمية التي كانت تسير بوتيرة عالية قبل تلك الأحداث سيئة الذكر، التي كادت أن تقضي على أحد أهم مفاصل الدولة المدنية الحديثة والمتمثل بالقطاع الخاص.

إرادة شعب:

رغم صغر سنه، إلا أن الشهيد البطل لم يكتف بالجانب التجاري والاقتصادي، ودفعه انتمائه لتراب هذا الوطن وحبه لشعبه الفتي للانخراط في العمل المجتمعي والسياسي في الفترة الأصعب في تاريخ الدولة المدنية الحديثة لليمن، فكان أحد المؤسسين لمنظمة إرادة شعب التي لعبت دورا هاما ومحوريا في نشر الوعي الديمقراطي والإدراك السياسي الجمعي للمجتمع اليمني.

الابن البار:

ساهمت أحداث 2011 السيئة الذكر في فرز وغربلة الكثير من المتسلقين الانتهازيين الذي سرعان ما تساقطوا كأوراق الخريف، لتتجدد الحياة في مفاصل الدولة والمؤتمر الشعبي العام على حد السواء، وليبقى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ثابتين في مواقفهم الوطنية، ليأتي الاختيار على الابن البار للزعيم الشهيد علي عبد الله صالح في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن الحديث ليشغل منصب مستشار للقوات الخاصة بالحرس الجمهوري مع رفيق دربه محمد بن محمد عبد الله صالح.

وفي العام ٢٠١٤ أصدر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الشهيد عارف الزوكا بمباركة الشهيد الزعيم قرار قضى بتعيين الشهيد البطل خالد الرضي نائبا لرئيس الدائرة الخارجية، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، والذي شغله حتى ارتقى إلى ربه بطلاً شهيدا في أول مواجهة وطنية ضد الكهنوت الحوثي ومشروعة الفارسي الذي لا ينتمي للوطن بشيء في السادس والعشرين من أغسطس 2018.

الريادة الاجتماعية:

ربط الشهيد علاقات متميزة بالكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والقبلية، وشهد الجميع بمواقفه الوطنية الثابتة، سواء لقبيلته أو لوطنه، وعُرف بأنه السباق في تقديم المساعدة لطالبها ولخدمة أبناء شعبه، ولم تقتصر علاقاته بالنخب السياسية والاجتماعية والقبلية، بل وصلت لأصغر مواطن وجندي يمني من مختلف مكونات المجتمع اليمني، خصوصا الفئات المستضعفة والمعدمة، التي غالبا ما كان يمد لهم يد العون دون أن يعرفوا هويته أو شخصيته وصفته، الأمر الذي أكسبه شعبية واسعة أثناء حياته، وزادت أكثر حينما تعرف الناس على من كان يمد العون لهم ويساعدهم، عند إعلان خبر استشهاده.

الشهيد وأحداث 2011 سيئة الذكر:

لم تؤثر أحداث 2011 سيئة الذكر على علاقة الشهيد البطل خالد الرضي بشيء، بل زادت من احترام قواعد وقيادات الأحزاب السياسية له، ولطريقة تعاطيه مع الشباب المغرر بهم، بل ومن يتعارض معهم في الفكر والتوجه السياسي، حيث كان شديد الحرص على دعوة المغرر بهم إلى منزلة للاستماع لهم بإنصات واهتمام حسب شهادة عدد منهم، والذي تحدثوا بعد استشهاده عن مواقفهم وحواراتهم معه، وحرصه الشديد على إيصال أصواتهم ورسائلهم لمراكز صنع القرار وللزعيم الشهيد علي عبد الله صالح، وتكرار دعواته لهم للحوار والسلم، كما أنه لم يكن يتردد من ابدأ مخاوفه على الشباب ومن انزلاق الوطن في منحنى خطير نعيشه اليوم بحذافيره.

حظي الشهيد البطل خالد الرضي باحترام واسع من قبل خصومة قبل محبيه ومناصريه، بل بدى تأثر خصومه الشديد بخبر استشهاده في أول مواجهة داخلية ضد مليشيات الموت الحوثي داخل العاصمة اليمنية صنعاء، وكانوا أول الحاضرين حينها.

ارتقاء البطل شهيد:

بعد أن طفح الكيل وزاد الظلم، وأجهض حلم المواطن في رحم الغيب الذي لم يأت؛ نتيجة تعجرف وهمجية وبطش ميليشيات الموت الإرهابية في مناطق سيطرتها، والتي وصلت إلى حرمان المواطن اليمني من أدنى الحقوق والخدمات التي تمكنه من البقاء على قيد الحياة، واستحواذ ميلشيات الإرهاب الحوثي على كافة موارد الدولة، والتي كانت سببا في توتر العلاقات بين تلك المليشيات والمؤتمر الشعبي العام الذي استشعر خطورة الوضع وسوداوية المستقبل الذي يلقي بردائه المظلم على اليمن في محاولة لخنقة، كان لأبد للمؤتمر أن يسجل موقفة في ذكرى تأسيسه باحتفاليه جماهيرية كبرى، الأمر الذي أرعب تلك المليشيات وهدد مشروعها وقوض أحلامها، ودفعها إلى زج عدد من مسلحيها بعد تلك الاحتفالية بيومين إلى اعتراض نجل الزعيم الشهيد علي عبد الله "صلاح"، تسببت في اشتباكات عنيفة بين تلك المجاميع المسلحة والمجهزة لتنفيذ تلك العملية، وبعد اشتباكات عنيفة بين تلك المجاميع وعدد قليل من الحراسة الشخصية لنجل الرئيس الأسبق ارتقى البطل خالد الرضي شهيدا أثر إصابته برصاصة استهدفت قلبه بعناية ليرتقي أثرها شهيدا في السادس والعشرين من أغسطس 2017.

وكل ما نستطيع قوله في هذا المقام بأن الشهيد البطل خالد أحمد الرضي عاش بطلا حرا، ومات شجاعا، قدم حياته وضحى بروحه إيمان منه بمبادئه وقناعاته بشجاعة متناهية النظير، لم يخف على حياته ولا على أولاده أو مستقبلة.

السلام والرحمة لروحه الطاهرة في ذكرى معراجها، ولا نامت أعين الجبناء